![]() |
الحياة محطات.. ودوام الحال من المحال
المشكلة مشكلتي أني كانت لدي صديقة مقربة جدا جدا.. وكنا دوما مع بعض، لا ننقطع أبدا عن بعض، سواء بالاتصالات أو الزيارات كانت صديقتي كالكتاب المفتوح لي أعرف كل شيء عنها وأساعدها في مشكلها يعلم الله أني كنت أحبها فيه وما زلت. لكن بعد زواجها لاحظت تغيرها وأصبحت قليلة الاتصال بي تشعرني دوما بأنها مشغولة، بدأت أفتقد خوفها وسؤالها عني كالسابق أيضا لم تعد كالسابق تشاركني في أفراحها وأحزانها هذا الموضوع أثر في جدا وأحيانا عندما أتذكر كيف كنا وأصبحنا أبكي بحرقة. سؤالي هل هذه الحالة التي أمر بها شيء طبيعي أم حالة مرضية؟ أحيانا قبل النوم أتذكرها وأبكي من الأعماق. أو عندما أكلمها وأجدها ترد علي ببرود، أرجوكم أخبروني ماذا أفعل؟ الحل أهلاً ومرحباً بك على صفحة مشاكل وحلول للشباب، أشعر بالألم الذي تمرين به هذه الأيام، وقد مررت بتجربة مشابهة وكانت خبرة جديدة ومؤلمة في آن واحد، ولكنها علمتني الكثير... فأصبحت هذه الخبرة الأولى بمثابة التطعيم الذي زاد من مناعتي فيما بعد.. أو كما يقول المثل "الضربة التي لا تكسرك تقويك"! دعينا نتحدث عن أسباب ابتعاد صديقتك، ثم أجيبك عن سؤالك الأخير. يقولون: "دوام الحال من المحال"... وابتعاد صديقتك يمكن أن يكون لأسباب كثيرة منها انشغالها الفعلي بأمر زوجها وأمور بيتها وعالمها الجديد، أعرف أنك تشعرين أن هذا ليس هو السبب الوحيد!! وأتفق معك في أن هناك أسبابا أخرى، فإلى أي مدى كانت صداقتكما حقيقية؟ هل الصديقة هي من تتخلى عن صديقتها؟ ربما كانت صديقتك –في وقت ما- في احتياج إلى من تشاركها أحزانها وأفراحها... ولم تجد غيرك أمامها ليقوم بهذه المهمة، وبمجرد أن وجدت شخصا آخر (ربما زوجها) ابتعدت عنك، وقد يكون هناك أسباب أخرى فكثير منا ينزعج حين يشعر أنه "كتاب مفتوح"، وهناك من يعرف كل أسراره وعيوبه، فكشف الذات ليس بالأمر الهين... وكل منا يحب ألا يرى الآخرين سوى إيجابياته!! وبناءً على هذا قد يكون ابتعاد صديقتك هو محاولة لنسيان تلك الأيام التي كشفت فيها عن نفسها! لم تعطيني آنستي ما يساعدني على فهم أسباب ما يحدث، وربما أنك لا تعرفين الأسباب بالفعل - لذا أجتهد في اكتشاف بعض الأسباب من خلال خبراتي، وقد أصيب أو أخطئ فلا تؤاخذيني.. ولكن تمعني هذه المعاني بهدوء. ما عليك أن تفعليه هو رؤية جديدة للأمور وإعادة التفكير في صداقتكما... أظن أنه من المناسب أن تتركي لها مساحة من الحرية... حتى تستشعر هي باحتياجها إليك، فإما أن تحسن الحديث معك وهنا افتحي معها الموضوع وتحدثي معها بصراحة ودعيها تعرف مدى الألم الذي سببته لك، فعلى أسوأ الأحوال لا تعيد الكرّة مع صديقة أخرى! وقد لا ترجع صداقتكما إلى ما كانت عليه في السابق، فلا تحزني بل ارضي بما كتبه الله وأشهديه على أنك أحببتها فيه! وتأكدي من أنه تعالى سيعوضك خيراً منها، وخلال الفترة القادمة سيدتي فكري في ملء الفراغ الذي تركته صديقتك... نعم لقد تعلمت ألا أعتمد في هذه الدنيا على شيء واحد بل أعتمد أولاً وأخيراً على الله سبحانه وتعالى، وأن أوقن بأنه الوحيد الذي لن يتخلى عنّي، ثم أنشغل بدراسة وعمل وعبادة وعمل تطوعي ونشاط ترفيهي و.. و...و... كل من هذه الجوانب يسير في خط متوازٍ مع الجانب الآخر فلا يكون الجانب العلمي هو ما أهتم به على حساب الجوانب الأخرى مثلاً، ومن ثم يكون التعثر في أي جانب ليس بالخسارة الكبيرة المزعجة، وابحثي عمن تحبك في الله ولا تريد منك مصلحة أو الأخذ دون العطاء... من جهة أخرى فإن الانشغال وحده لا يكفي والصبر وحده لا يكفي بل ينبغي أن يلازم الصبر إدراك أن تصرفات صديقتك ليست هي نهاية الحياة ومعرفة أن خبرات الحياة "المؤلمة" أحياناً هي ما يجب أن نتعلم منه.. وأن من ابتعدت عنك هكذا لا تستحق أن تبكي عليها بحرقة... أخيراً تابعينا بأخبارك واقرئي على موقع مجانين ردود بالعناوين الآتية: صديقتي مزعجة: ماذا أفعل؟ ومن الكتب المفيد أيضاً: - "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس"؟. وهو كتاب مترجم من تأليف دانيل كارنيجي. - "جدد حياتك".. للشيخ محمد الغزالي. - "كيف تخطط لحياتك".. للدكتور صلاح الراشد. وتضيف أ. مانيفال أحمد: حبيبتي، حين قرأت سؤالك تذكرت قول رسول الله: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما. حبيبتي.. إن حياتنا رحلة لا نعرف لها زمنا، رحلة قد تطول أو تقصر، ولكن أيا كانت مدتها أو وجهة كل منا فيها، فإننا نعبرها ولنا في محطاتها وقفات، ولكل محطة ظروف تختلف عن غيرها من المحطات، وفي هذه المحطات نمر بأناس ونختلط بأشخاص ونقابل فيها الكثيرين، منهم من نمر عليهم مرور الكرام، ومنهم من نتوقف عندهم قليلا ثم نرحل، ومنهم من تطول معهم وقفتنا وقد ننتقل معهم من محطة لأخرى ولكنا في النهاية نتركهم أو تضعف علاقتنا بهم لسبب أو لآخر وهذه سنة الحياة. ورحلتنا هذه كأي رحلة قد تعترضها أشياء كثيرة تؤخرها أو تعيقها أو توقفنا قليلا في إحدى محطاتها، قد تكون هذه العوائق أحوالا جوية تعصف بنا وتمطرنا بسيل أو قطرات من الألم والحزن، وقد تكون رياحا أو نسمات سعادة ومغامرة ومرح. وقد يكون ما يؤخرنا هو أشخاص آخرون نقابلهم فنضطر لأن نغير وجهتنا لنمضي معهم في رحلة جديدة حتى النهاية. وكلنا يمر بهذه الأحوال.. فأنت وصديقتك التقيتما في محطة واحدة، وسرتما معا في طريق واحد وجمعكما أخوة في الله، ولكن دوام الحال من المحال كما يقال، فصديقتك اعترض رحلتها شخص آخر جعلها تترك محطتك لتأخذ وجهة أخرى، لكن هذا التغيير لا يعني بالضرورة أنها نسيتك أو أن حبها لك قل وحاجتها لك ضعفت، ولكن كل ما هناك أن ظروفها اختلفت! كانت صديقتك تقف معك في محطة تخلو من المسئوليات الكبيرة، كانت كفراشة خفيفة تطير معك من زهرة لأخرى، ولكن بعد زواجها تغيرت أحوالها وزادت أعباؤها وثقلت مسئوليتها وواجباتها، فأصبحت مسئولة عن بيت وزوج وأسرة شغلتها، فلم يعد وقتها وتفرغها كما كان في السابق، ولكن هذا لا يعني أبدا أنها نسيتك. من قال لك إنها لا تشتاق إليك؟ من قال لك إنها لم تعد تفكر فيك وتتمنى لو أنها تجد الفرصة والوقت لتجلس معك جلسة طويلة تتحدثان فيها كما سبق؟ إن تغير الظروف من حولنا -شئنا أم أبينا- سيؤثر على علاقتنا بمن حولنا وما حولنا. إن علاقتك بصديقتك جميلة، توجها حب في الله، فلا تجعلي متغيرات الحياة تؤثر عليها، ابقي على اتصال بها، فجميل أن يكون لنا أصدقاء نرتبط بهم ونتآلف معهم ونرتاح لهم ونشاركهم أفراحنا وأحزاننا كما قلت، ولكن المهم ألا نغرق في شخصهم ونذوب فيهم حتى نختفي ويشتد تأثرنا بهم، تذكري قول رسول الله "هونا ما"، يمكنك إن شئت أن تسأليها عن تغيرها، فقد يكون عندها عذر أو ما يجعلها تشعرك بانشغالها أو استعجالها في الكلام.. لكن لا تتركي للشيطان أن يفتح بينكما مجال للشك.. ولا تنسي أنك أيضا -بمشيئة الله- سوف تمرين بمحطة تتغير فيها وجهتك وستمرين بنفس ظروفها فتتذكري موقفك منها وردة فعلها معك.. فلا تحزني، وانفتحي على من حولك وتأكدي أنك سوف تجدين من يستحق صداقتك ويسعد بها.. فتابعيني بأخبارك، وأهلا بك صديقة لنا.. |
غضب عاقل، وبرنامج مختلف
المشكلة أبعث إليكم الآن بحالة الحيرة الشديدة التي تنتابني جراء ردود أفعال المسلمين حيال "الإساءات" التي تعرضت للرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم؛ فقد تباينت ردود الفعل ما بين العنف والتأسي البالغ، وهو السمة الغالبة على معظم الشعوب الإسلامية، وما بين اعتبار البعض الآخر -وهم قلة- للأمر بأنه أمر عادي في أوربا التي حاربت سلطان الدين والكنيسة حتى انتهت إلى الشكل العلماني الذي يقلل من أهمية الدين في حياة البشر، ومن ثم كان يتعين على الشعوب العربية والإسلامية ألا تلتفت لهذه الصور المنشورة في الدانمارك، لا سيما أن الهبة الشعبية ضدها تمت بعد عملية النشر بقرابة 4 أشهر حيث كان النشر في سبتمبر. ولا تستغرب يا سيدي عندما أقول لك: إن الرسومات الكاريكاتيرية الاثني عشر نشرت في صحيفة الفجر المصرية بالنص ولم يلتفت إليها أحد، وهذا ما يسبب لي الحيرة. ولم أعد أعرف هل يصح الغضب على نشر هذه الرسومات أم أن الأمر أخذ أكبر من حجمه لأن الرسول الكريم أكبر من أن ينال منه النكرات في اليمين المتطرف الغربي؟. وأسألكم في النهاية لو أن الرسول الكريم موجود بيننا الآن هل تعتقدون أن أحوالنا كانت سترضيه؟. ومن هنا أقول لكم إننا أسأنا للنبي صلى الله عليه وسلم بتخاذلنا قبل الدانماركيين، والثورة والغضبة كان مفترضا أن تكون على الذات وليس الآخر الذي لو رآنا أقوياء لما تجرأ على إهانة نبينا الكريم. أرجو تعليقكم والإجابة على تساؤلاتي كما عودتمونا دائما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحل الأخ الكريم، وصلتني رسالتك في قمة الأسى، وحصارالأحزان!! فمن ناحية تؤلمني مهزلة غرق أكثر من ألف مصري تحالفت عليهم أسباب الفساد والإهمال، وغياب الضمير والمحاسبة، فكانوا وليمة لأسماك القرش، وصعدت أرواحهم إلى جبار السموات والأرض، فاللهم اجعل دماءهم لعنة على قاتليهم، إنك تمهل ولا تهمل. واليوم ذكرى عاشوراء وفيها قتل "الحسين" بوحشية في أتون فتنة عمياء كسب فيها صوت الغضب والطغيان في سياق من غوغائية مبكرة في تاريخ الإسلام، فهل من مدكر؟!. ومن ناحية أخرى رأيت ما يجري في مسألة الرسوم الكاريكاتيرية، وكنت أحضر مؤتمرا في عاصمة الدانمرك عقب نشرها، وتابعت المسألة بقدر ما اتسع الوقت، وتوافرت المعلومات، ثم انفجرت ردود الأفعال بعد الحدث بشهور!!. ثم إنني أتابع مثلك ما يجرى حاليا فما يزيدني إلا غضبا، أستجيب لنصح شيخنا يوسف القرضاوي، فأحاوله غضبا عاقلا، وأستجيب لرسالتك بمقترحات وملاحظات لعلها تكون نواة لبرنامج عمل مختلف. ولو أنك تتابع صفحتنا هذه منذ بدايتها فقد تعرضنا مرارا لحوار الأديان والثقافات وللعلاقة بين المسلمين والغرب ثقافة وحضارة ومجتمعات، وطرحنا أفكارا ولاحظنا أمورا في حينها، ولكن يبدو أن كلامنا ذهب أدراج الرياح فلم يلفت نظر أحد، وأنا هنا أكرر وأزيد، لعل وعسى!! تعالمعي نحاول الفهم والتدبر بهدوء وتعمق نحتاجهما الآن ودائما: 1- نظرة واقعية لأوضاع الجاليات الإسلامية في الغرب ستكشف لأي فاحص منصف أنها كتل منعزلة كسولة وقليلة الفاعلية غالبا في تمثيل دين الإسلام، أو الدعاية الإيجابية له، ذلك أن الظروف الاجتماعية والتعليمية والعقلية التي جاءوا منها لم تساهم في تكوينهم على نحو ينفعهم أو ينفع بهم، وقد رأيت بنفسي، وما زلت أرى تخبطا وقلة وعي بالدنيا والدين تزيدها ضغوط الغربة، وبعض موجات التعصب والكراهية ضد الإسلام في أوربا والغرب عموما، وأوضاع المهاجرين من بلدان العرب والمسلمين سيئة في قطاع كبير منها، وما حدث من اضطرابات في شوارع فرنسا دليل قريب على ما أتحدث عنه، وجهود تحسين أوضاع الأقليات الإسلامية ما زالت دون المستوى، وكذلك جهود مواجهة المظالم والتمييز الذي يتعرض له بعضهم بسبب لونه أو دينه أو ملابسه أو سحنته أو حجاب امرأة... إلخ. وبين المسلمين في الغرب وأن يصبحوا مواطنين حقا مسار طويل يحتاج إلى جهد وجهاد لم يبدأه بعد إلا أقلية واعية أدعو الله أن يبارك جهودها، ولكنني ألفت النظر أيضا إلى أهمية دعم هذه الجهود غير التقليدية، بمعنى أن أغلبية الأموال التي تذهب للمسلمين في الغرب تنفق في شراء مقابر، وبناء مساجد، واستئجار مذابح، وأنشطة أخرى تتوجه لخدمات الحياة اليومية بأكثر مما تتوجه إلى تنوير المسلمين بالأوضاع الثقافية والاجتماعية والقانونية للبلدان التي يعيشون فيها، وبالتالي كيف يمكن أن يتفاعلوا بشكل أفضل فهما وعملا، وكلامي هذا وأكثر يعرفه كل من يعيش في الغرب، وصار الأمر يحتاج إلى وقفة مصارحة وبحث عن طرق أخرى للتفعيل والإصلاح والتطوير، فهل هناك أمل في هذا؟!. 2- خريطة وأهداف هجرة العرب والمسلمين أصلا تحتاج إلى مراجعة كما وكيفا، فما زال الإصرار والاندفاع تجاه الغرب الأوربي والأمريكي هو سيد الموقف رغم وجود مناطق أخرى من العالم هي أكثر ترحيبا وأقل عنصرية وقد رأيت بنفسي في مثال البرازيل، وفي آسيا، وأعتقد أن إفريقيا السوداء مثل ذلك من حيث تقبل المزاج الشرقي لكننا ما زلنا نصر على الهجرة إلى حيث الرفاهية الأوربية دون أن نفهم عيوب واختلافات هذه المجتمعات، فنبدو ساذجين ومضحكين حين نطالب بحقوق أقلية لا يعرف الكثيرون هناك عن ثقافتها ولا قيمها ولا مزاجها شيئا!!. ويجول بخاطري بعض ما درسته من محتوى مواد تتعلق بعلم نفس الهجرة والمهاجرين والمشكلات التي يواجهونها وحدهم في وجود تقصير رهيب في التبادل بينهم وبين بلدان مهجرهم للتعارف والمعلومات حول العادات والتقاليد والقوانين والأعراف فتصبح مسألة الإقامة، والمساواة في المواطنة، والتفاعل الثقافي والاجتماعي والإنساني نتائج وثمرات لجهود وعمليات وعمل مؤسسات تعليم وتثقيف وتدريب، وتلك أمور غائبة حالية لا تنهض بها بلدان المهجر غالبا، ولا بلدان المنشأ، ولا أغلب جهود الجاليات الإسلامية!!. ولقد رأيت الأموال الشحيحة التي تذهب كمساعدات للعمل والدعوة الإسلامية في البرازيل مثلا مقابل أضعاف أضعاف ذلك في بلدان الصقيع فماذا تسمي ذلك الخلل والتخبط!! خريطة الهجرة، وخدمات ما بعد الهجرة إذن –كما وكيفا- تحتاج إلى تقييم ونقد وإعادة نظر ومراجعة ثم تطوير جذري. 3- فضلا عن جهود قليلة تبدو واعدة فإن محاولات فهم عميق للثقافة والحياة الغربية المعاصرة من منظور إسلامي نقدي حديث هي شحيحة بل تكاد تكون منعدمة، رغم أهمية وخطورة غياب هذه المحاولات؛ إذ كيف يمكننا التعامل مع بشر دون أن نعرف نموذج إدراكهم لنا، وللعالم المعاصر: مشكلاته وإمكاناته؟!. كيف سنتفق أو نختلف معهم حول قيمة أو معيار أو حكم أو موقف إذا لم نتفق وهم معنا وقتا كافيا في التعرف على الخريطة الإدراكية والعملية الكامنة وراء السلوك والمشاعر والأفكار عندنا وفي الغرب؟! فما هي العلمانية الغربية: تجربتها التاريخية، وتجلياتها الواقعية؟! وما هي التحيزات تجاه الأديان؟! وما هي الأسس لبناء ذهنية ومشاعر الغربيين تجاه مسألة الدين إجمالا، وتجاه الإسلام تحديدا؟ وما هي أنظمة الفهم والسلوك ومصادر تشكيله؟. هذه الأسئلة مطروحة طبعا، ولكن في دوائر ضيقة جدا محدودة ومعزولة، وعموم المسلمين هنا وهناك قد يتفقون أو يصرخون أو يختلفون مع نتائج هذه الرؤى والمفاهيم والقيم والتطورات أو غيرها دون أي إلمام معقول بتفاصيل ما وراءها، والغربيون -في عمومهم- يفعلون نفس الشيء بجهل فاضح وفادح عن تاريخ الإسلام وحضارته، وواقع المسلمين بتركيبه وتعقيداته، وبدلا من التفكر والسير في الأرض لنتعلم ونتواصل مع خلق الله كما أراد فإننا غالبا غرقى في التسطح والتبسيط، والمواقف والمفاهيم البدائية الساذجة أحيانا، والمدمرة أحيانا أخرى، ولم يعد هذا يصلح للاستمرار!!. 4- ينقلني هذا تلقائيا إلى تساؤلات مزعجة، ولكن لا بد منها، وقد أمرنا أن نقول الحق ولو كان مرا: أين هي نتائج جهود المؤسسات التي تقول إن نشاطها يركز على الحوار بين الأديان والثقافات؟!. وأين هي نتائج عمل المؤسسات التي تجمع أموال المسلمين لتنفقها على ما تقول إنه نشاط للدعوة إلى الإسلام خارج أرضه؟! أين استخدامنا للسياحة وللإنترنت في التواصل بين البشر والتعارف الذي أمرنا الله سبحانه به؟!. وأين هي جهود الجامعات والمراكز البحثية والأكاديمية المختصة في العلاقات بيننا وبين الغرب؟!. أنا أقول لك: هذه وتلك الدوائر هي نخبوية معزولة عن التيار العام هنا وهناك، وذلك في أحسن الأحوال، بينما بعضها شكلي أو مجرد صور ولافتات وأموال تنتقل من بنك إلى بنك دون حصاد يذكر، فهل يحاسب هؤلاء وأولئك أحد؟!. وهل يجرؤ أحد على النظر في المرآة، وتوجيه اللوم إلى نفسه، وتلافي جوانب تقصيره؟!. هل يمكن أن نحاسب أنفسنا بصدق -ولو لمرة واحدة- وهل يمكن أن نحاسب المؤسسات المناظرة في الغرب لنقول لهم أين أنتم؟ وأين جهودكم؟ وهل يمكن أن نقول لأهلنا من المسلمين في الغرب: أفيقوا واخرجوا من عزلتكم، وكفوا عن لعب دور المضطهد، واحتراف صورة الضحية، ودافعوا عن حقوقكم كمواطنين بكل الطرق القانونية والسياسية والمدنية؟!. أخي الكريم، كم صرخت على سطور هذه الصفحة، وكتبت أكثر من مرة عن أساليب ووسائل، وخطط وبرامج، وملاحظات وتصويبات، ولكن قومي لا يسمعون أو بعضهم يسمع ولا يتحرك أو تضيع الأفكار والممارسات النافعة وسط فيض العشوائية والتقصير والكسل والزهد في تحقيق مواقع متقدمة للإسلام في عالم اليوم، رغم أنه أكثر الأديان انتشارا بفضل الله، وليس بجهود المسلمين!!. 5- أطلت عليك، ولكنني أرى ما حدث مجرد فرع بسيط لأشجار لها جذور وسيقان وأوراق كثيرة لا يتكلم عنها أحد إلا قليلا، وليس من منهجي أن أكتب عن النتائج دون ربطها بسياقها وأسبابها والنظم التي أفرزتها. تلك كانت بعض الخلفيات وراء الأحداث الجارية التي هي تفاعلات يتداخل فيها بيزنس كراهية الإسلام وجهود عداوته والعنصرية ضده مع الجهل المتبادل بين المسلمين والعوالم التي يعيشون فيها مع مزايدة الأنظمة الحاكمة عندنا لتحقيق دعاية سياسية لنفسها، مع بحث أغلبنا عن تسجيل بطولات سهلة أو زائفة في معارك آمنة، مع مشاعر بعضها صادق تجاه أفضل الخلق أجمعين، وبعضها ضل طريقه حين صادرته كلاب الحراسة على الأقوال والأفعال أن ينطلق معبرا عن أحوالنا المتردية على أغلب أرض الإسلام!! خليط من إخفاقات وأحاسيس بالرعب خوفا من الإسلام، أو خوفا عليه، والقليل من "العقل" الغائب لدينا يا فضيلة الشيخ فلا تعليم يربينا على التفكير، ولا إعلام يخاطبه، ولا تربية في بيوتنا، ولا حرية في أقطارنا، ولا رشد على منابرنا أو في مجالسنا إلا ما رحم الله، فمن أين سيأتي العقل؟! يهبط من السماء أم يخرج من الماء؟! وعلى عكس ذلك فإن لدى الغربيين، ولدينا ألف سبب وسبب للغضب والمسافهة والتهيج ولهما عشرات الأبواق هنا وهناك، وللغباء وللكيد حصونه ورجاله وأمواله، وليس للعقل سوى خالقه يدعوه: يا رب إني مغلوب فانتصر!!. جميل أن يبادر البعض للتعريف بالحبيب المصطفى وسيرته وفضله بأبي هو وأمي، وأرجو أن يتضمن هذا الجهد تعريفا للمسلمين برسول الإسلام لأن أغلبهم لا يعرف عن حقيقة شخصيته ورسالته سوى قشور!! وجميلأن نغضب ونعلن استعدادنا لبذل الروح في سبيل ما نعتقد أنه حق وعظمة وجلال حضرة مولانا الرسول الكريم، في عالم يبدو بلا روح ولا مقدسات!!! لكن هذه جهود تندرج تحت باب إبراء الذمة، وأصارحك أنني منشغل بأشياء أخرى لعلها تندرج بما يمكن أن يكون شهادة على العالمين، وإضافة إلى ما سلف أحدد هنا نقاطا للمراجعة العاجلة، والتحرك الدائم: أ- فكرة المقاطعة وجهودها ستظل شكلا طارئا، وموضة تنتشر ثم تنحسر ما لم تتحول إلى إستراتيجية بناء تنمية إسلامية تخوض غمار معركة الإنتاج بدلا من ترف الاستهلاك الذي نغرق فيها فقراء وأغنياء!!. ب- تعميم النظرة والموقف تجاه ما نسميه "الغرب" أو "الآخر" هو تشويه فادح وظلم بشع نمارسه كما يمارس علينا خلطا بين الإسلام والإرهاب... إلخ، فكيف نفهم الوضع بأكمله؟ وكيف نتعامل معه؟ عيب وجهالة واندفاع أحمق أن يخطئ جاهل أو كاره سفيه؛ فنحرق نحن بدورنا سفارات بلاده، وأعلامها، ونتناقل رسائل إلكترونية تقول: قرر الشعب الدانمركي الاجتماع لحرق المصحف!! ما هذاالخبل؟! أي شعب؟! وكيف قرر؟ وما هذه الروح الغوغائية؟ ونحن أرباب دين يحاسب ربه الناس على الكلمة، ومثاقيل الذر؟!. جـ- أغلب سفاراتنا بالخارج هي كارثة أخرى في غياب دورها وانعدام فاعليتها، ولا أعرف من يحاسب من؟! ووجودنا في الخارج كبير عددا، ولكنه مبعثر وحصيلته تقترب من الصفر قيمة وتأثيرا، وأقول هذا لمن يقارنون بين الجاليات الإسلامية، والأقليات اليهودية، وتلك قصة أخرى. هذه يا أخي أجندة مراجعة كاملة أضعها تحت بصر وتصرف من يريد أن يتجاوز اللحظة إلى واقع ستتكرر فيه هذه الحوادث وسنخسر فيه أكثر ولم ننتبه ونصحح، فهل نفعل؟! والحوار متصل. |
علاقتي بأخواتي ..كراهية ..جفاء..أم حساسية
المشكلة أريد تحسين علاقتي بأخواتي، نحن 4 أخوات، أنا 19، والأصغر 18 ثم 16 و14، علاقة البنتين 16 و18 معا جيدة، أما معي فأشعر أنهن يكرهنني حتى أمي أحيانا تقول لي أنت جافة ولئيمة؛ لأني عندما أطلب من الأصغر مني شيئا لا أنتظر وأزعل إذا لم تجبني بسرعة، أعترف أني حساسة جدا.. فما الحل؟ الحل تقول الأستاذة أمان جرعود – ناشطة جمعوية بجمعية إنصاف للمرأة والطفل المغرب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد اطلاعي على المشكلة التي بعثت بها الأخت بشرى مشكورة، أثارني وجود عدد من العبارات السلبية، من قبيل: علاقتي بأخواتي ضعيفة، يكرهونني، جافة، لئيمة، أغضب، لاأنتظر، حساسة جدا... وأقول: لماذا هذا التركيز على ما هو سلبي؟ ولماذا نرى الأشياء أصلا بهذا السوء؟ أما علمت حبيبتي أن التركيز على السيئ يبقيه وأن كل إنسان فيه من السلبيات كما فيه من الإيجابيات، وأن التحدي الأكبر هو كيف نرجح كفة الحسن على السيئ، وهذه مسيرة حياة وجهاد عمر لايتحقق بين عشية وضحاها. الأمر الثاني والذي أعتبره مؤشرا إيجابيا، هو ما لمسته وراء السطور من رغبة أكيدة في التغيير وتصويب السلوكيات التي ترينها غير سوية بسلوكيات مقبولة وإيجابية، لكن هذه الرغبة ستظل حبرًا على ورق إذا لم تترجم إلى مواقف وأفعال تقفز بك تدريجيا نحو الهدف، ورسالتك هاته أعتبرها بداية الفعل. إن الإحساس بعدم القدرة على التكيف مع المحيط ونوبات الغضب المتكررة والانفعال الفوري وغيرها من الحالات، تكاد تكون طبيعية لمن هن في مثل سنك، المهم أن توجه وتساس بالحكمة والمرونة اللازمتين دون أن نعتبرها عقبات لا يمكن تجاوزها، أو قدَرًا محتومًا لايمكن الفكاك منه. ومع مرور الوقت نكتشف أننا نصنع تجربتنا من خلال إحباطاتنا وخطئنا وفشلنا كما نصنعها من خلال نجاحاتنا وانتصاراتنا. أختي بشرى.. إن من نعم الله العظيمة التي لا تعد ولا تحصى، حضن العائلة ودفء العائلة، هذا الركن الذي نستشعر فيه الأمن والطمأنينة والاستقرار، ولكي نحافظ على هذا الصرح العظيم لا بد أن تطبع العلاقات فيه بطابع المحبة والاحترام والتسامح والعطاء اللا مشروط، وليس جرما أن تحدث بين الأشقاء مشادات أو خلافات أو مضايقات، لكن الجرم أن نسمح لمثل هذه المشوشات أن تخدش علاقات الإخاء والألفة والارتباط. جربي أن تكوني أكثر تسامحًا وأكثر مرونة، وتدربي على السكينة وضبط النفس في التعامل مع شقيقاتك ومع غيرهن، وستكتشفين أنك أكثر قدرة على نسج علاقات إيجابية سواء داخل الأسرة أو خارجها، وللأنشطة المشتركة عظيم أثر في هذا المضمار. تذكري عزيزتي أنهن يرين فيك الأخت الكبرى يرين فيك القدوة والمسئولية والعطاء، فكوني في مستوى تطلعاتهن، فبالمحبة والبذل تحترمين وتطاعين، وليس بالعلاقات السلطوية الآمرة الناهية التي لا تراعي حقوق الآخرين ولا تقبل بغير الطاعة الفورية بديلا. وأذكرك حبيبتي بباب عظيم لا يرد من قصده وهو باب الدعاء، فالقلوب بيد الله تعالى يقلبها كيف شاء، اسأليه سبحانه أن يكون لك مددًا وعونا لتحقيق ما تريدين، واسأليه سبحانه لأخواتك بظهر الغيب فذلك أدعى أن يُذهب ما بينكن من جفاء. وخير ما أختم به قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك صدقة"، فإذا كنا نؤجر على البسمة فكيف سيكون أجر البذل والعطاء والمحبة والخدمة والاهتمام والنصح... فسبحان من لا يضيع أجر من أحسن عملا. هذا الأمر عزيزتي لا يحتاج منك سوى همة وإرادة حقيقية للتغيير، لا أظن إلا أنك لها بإذن الله تعالى. ويضيف د.نبيل غزوان: الأخت الفاضلة بشرى من فلسطين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ربما كونك تقلقين من عدم تلبية رغباتك راجع إلى كونك لا شعوريا تريدين أن تحتلي مكان الأم إزاء أخواتك. وهذا ربما قد لا يقبلنه بطريقة مباشرة. فأنت حقيقة تكبرينهن سنا وتجربة ونفسيًّا؛ ولذلك تريدين أن تكوني مثالا وقدوة لهن، هذا من جهة ومن جهة أخرى ربما أن هناك بعض الظروف الأسرية أو الاجتماعية قد تقف أمام الاستقلالية الذاتية التي تسعين إليها بحكم سنك، وهذا ما يجعلك حساسة. أنصح والديك أن يساعداك؛ وذلك بتغيير النظرة الطفولية إليك وجعلك في مستوى نضج ومسئولية، حتى يقتدي بذلك أخواتك. والسلام عليكم ورحمة الله. |
الحل الخاطئ.. انشغل الأهل فهربت للحبيب
المشكلة السلام عليكم، أنا طالبة بالثانوية عمري 18 سنة، أحب أن أطرح مشكلتي، وهي أني كنت بالسابق هادية جدا جدا ولا أعرف العصبية، تعرفت على شاب يكبرني بسنتين أحببته كثيرا وهو كذلك، حصلت بيننا بعض المشاكل التي أثرت بشخصيتي وغيرتها. أصبحتكثيرة العصبية من أي شي صغير وكثيرة المشاكل، لا أعلم ما الذي يحصل بي حتى الشخص الذي أحببته يقول لي أنت أصبحت بغاية العصبية وأهلي كذلك، وحتى بالثانوية أرد على المدرسات وحتى الوكيلة والناظرة، مع أني بغاية الطيبة والاحترام. إذا كان هناك شيء أنا مخطئة فيه فلا أرد، أما إذا وقع اللوم علي فلا أعرف أن أسكت، أتمنى أن أرجع كما كنت بالسابق، والتغير الذي حصل منذ بدأت أتحدث مع هذا الشاب الذي يحل كل مشاكلي؛ لأن والدتي ووالدي مشغولان كثيرا وهمهما الأكبر أخي الكبير وأخي الصغير فقط. تمرأيام كثيرة أبكي داخل غرفتي ولا أعلم لماذا أبكي، أتمنى أن تجدوا لي حلا، وشكرا لكم على مجهودكم الكبير الذي يساعدنا في مشاكلنا، مع السلامة. الحل المشكلة بدأت عندما وضعت حلا خاطئا لمشكلتك الأصلية، وهي ما أسميته في رسالتك انشغال أبويك عنك واهتمامهما بأخويك.. فبدلا من أن تتواصلي مع أهلك وتعرضي عليهم مشكلتك أو إحساسك بالمشكلة لأنه ربما يكون هذا الإحساس بالإهمال غير حقيقي، بدلا من ذلك ذهبت للبحث عن الاهتمام عند الآخرين وأقمت هذه العلاقة مع هذا الشاب متصورة أنك ستجدين عنده البديل الذي يهتم بك بدلا من أهلك. وبالطبع انعزلت عن أهلك ليزداد إحساسك بالمشكلة وهي البعد عن الأهل؛ لأنك أصبحت لا تحاولين التقرب منهم أو التواصل معهم بل عشت في عالم من صنعك، متخيلة أنك تحلين مشكلة وهي تزداد تفاقما؛ لأنه حتى هذا الشاب ضاق بك ذرعا ومن عصبيتك، والتي سببها أن إحساسك بالعزلة قد زاد وأصبح من لا يتفق مع رأيك معرضا للهجوم عليه... وبدلا من أن تواجهي نفسك بخطئك في عمل علاقة مع هذا الشاب لا يوجد لها أي عنوان ولا تقع تحت أي مسمى يرضى عنه أي حد بأي صورة... فإنك استمررت في هذه العلاقة والتي من داخلك هناك إحساس بالذنب تجاهها يجعلك أكثر عصبية... إذاأردت أن تعودي هادئة فلتعقدي اتفاق سلام مع نفسك ولتعودي إلى أهلك تتواصلين معهم وتتفاعلين وتكفين عن إلقاء اللوم عليهم واتهامهم بإهمالك... ابدئي بالتواصل... ابدئي بمد جسور التفاهم... اعرضي مشكلتك عليهم فستجدين منهم كل الإنصات... واقطعي علاقتك بهذا الشاب التي لا يوجد لها أي مبرر... ولن تغنيك عن التواصل مع أهلك... ولن تصل بك إلا إلى كل خطأ وهو ما ترفضينه من داخلك... واجهي نفسك بصراحة وتصالحي معها يعود لك الهدوء، ونحن معك. |
بعد 3 سنوات.. لا ينام الليل
المشكلة مشكلتي ليست بعيدة عن مشكلة كافة الشباب، في البداية أود أن أوضح لكم بعض الأمور الخاصة بي وهي أني تعلمت في مستوى عال؛ فأنا خريج الأكاديمية وعشت أيضا في مستوى راق والحمد لله، وطوال سنين عمري كنت كأي شاب يريد أن يتعرف على بعض الفتيات في الجامعة، ولكني يا سادة لم أتعرف على أي فتاة، وفضلت أن أنتبه لدراستي حتى لا أرسب، خاصة أن دراستي بمصاريف مرتفعة. بعد التخرج ذهبت إلى الجيش وفي أثنائه كنت أعمل مع والدي؛ فوالدي لديه أعمال خارجية، وفي أثناء فترات الإجازة تعرفت بالصدفة على فتاة، وأقسم لكم أنها صدفة في التليفون.. وبعد ذلك تقابلنا وأحببنا بعضنا جدا، فكان هذا أول حب، فأحببت بصدق، فعلا أحببت، ثم قرأنا الفاتحة. وبعد ذلك اكتشفت شيئا مهما جدا وهو أني غير متفق معها في بعض الأمور وربما كل الأمور، خاصة أنني كنت أذهب بصحبتها إلى مكان على البحر وكنت -آسف في اللفظ- أتحسس على جسمها وكانت تستمتع بذلك، وهذا يا سادة كان السبب الرئيسي لأن أسأل نفسي: هل هذه الفتاة ستكون أما لأولادي؟ هل ستكون ربة المنزل وتحافظ على اسمي؟. المهم أني بعد ذلك وفي أثناء ذهابي إلى الجيش تعرضت لحادث كاد أن يكون مميتا؛ فسيارتي الجديدة لم تعد جديدة، كما ذهب 5 أفراد إلى الإنعاش على إثر هذا الحادث، ولكني لم أصب بسوء والحمد لله، وبعد أسبوع من الحادث اتصلت بي لتقول: إنها تريد أن نخرج، فقلت لها إني لا أستطيع؛ أولا لأني متعب جدا من الحادث، ثانيا لأن سيارتي في التصليح، ثالثا لا يوجد معي نقود للتنزه. قد تقولون من الممكن أن نذهب لأي مكان، ولكنها لا تريد أن تذهب إلى أي مكان ولا مكان خمس نجوم، يعني أقل شيء يصرف 200 جنيه في الأسبوع أو في الخروجة.. فسمعت منها ما لا أستطيع أن أسمع، قالت إنها لا علاقة لها بظروفي، إنها ظروفي وأنا مسئول عنها، وإنها بنت مثل كل البنات تريد أن تخرج!. شعرت بعد كلامها أني أكاد أن أكون صحوت من الغفوة التي كنت فيها، فهل يمكن أن تكون هذه هي الزوجة التي يمكن أن تقدر وتحمل مسئولية في يوم من الأيام؟. وظل الوضع هكذا يا سادة إلى أن طلبت الانفصال بعد ألفاظ سمعتها منها طوال هذه المدة، وأقسم لكم بالله أني عمري ما أحد أهانني مثل تلك الفتاة، وفعلا تم الانفصال، وقالت إنها تريد كل صورها وهداياها التي عندي، فقلت لها اليوم ستكون عندك وأيضا أشيائي تكون جاهزة، وحين ذهبت لهم والله يا سادة أخذت الأشياء ولم تعط لي أي شيء ولكن أخذت علقة من أحد معارفها، وراحت الهدايا التي كانت تقدر بـ10 آلاف جنيه!. ولكنى الآن أتساءل: هل سيعاقبني ربى لما فعلت مع هذه الفتاة في الحدائق أم ماذا؟ هل أي تجربة أخرى سيحدث لي ذلك؟. أنا الآن أعمل في الخارج والحمد لله ربنا راض عني وأريد أن أخطب، ولكني أيضا أشعر بالخوف من الارتباط، وأخاف أن أقع مع مثل هذه الفتاه، أي أن ينتقم مني ربى لما فعلت. ياسادة هل ظلمت تلك الفتاة، مع العلم هي التي طلبت الانفصال؟ هل ظلمت أهلي لأنهم لم يكونوا موافقين على تلك الفتاة من البداية؟. أخاف أن يعاقبني ربي والله، أرجوكم أنا لا أستطع التفكير في مستقبلي، مع العلم أن هذا الموضوع مر عليه أكثر من 3 سنوات، أفيدوني فأنا لم أنم الليل والله من التفكير في هذا الموضوع. الحل قرأت رسالتك أكثر من مرة، وما زلت لا أعرف من أين أبدأ؟ هل أبدأ من الطريقة الهلامية التي تعارفتم بها "تعارف تليفوني وصدفة!"؟ أم أبدأ من النهاية المأسوية المنطقية التي وصلت لها العلاقة "علقة وخسارة مادية"؟ أم أبدأ من الصحوة التي شعرت بها بعد كلامها اللاذع ونقدها وإعلانها لرغبتها في الانفصال؟. الغريب أنك أتيت لتسأل بعد انتهاء الموضوع بأكثر من ثلاث سنوات.. فما الذي حدث ودفعك لاسترجاع الماضي؟ هل هو بداية علاقة أخرى؟ هل هو رغبة في ارتباط حقيقي بأخرى وبناء أسرة؟ لا أعرف.. فأنت من يملك الإجابة... لن أتحدث عما حدث من تجاوزات ما كان ينبغي أن تحدث، فما حدث قد انتهى ولا يجبره إلا التوبة والاستغفار والعزم على عدم العودة لمثله... انظر حولك يا أخي.. انظر في نفسك ولكل شيء حولك، ستجد أن الله عادة ما يرسل لنا رسائل كل فترة ليذكرنا به، أو ليوقظنا مما نحن فيه، محظوظون هم من ينتبهون لمثل هذه الرسائل فيراجعون أنفسهم ويتداركون أخطاءهم، وأعتقد أن حادث السيارة والصحوة التي أصابتك حين وقفت وسألت نفسك إن كانت تلك الفتاة أهلا للثقة بعد ما حدث من تجاوزات، وإن كانت تستحق أن تكون زوجة لك وأمًّا لأولادك ليست إلا نتيجة لرسالة أرسلها لك الله. أما عن خوفك من الوقوع في مثل هذه الفتاة، فعلاجه "حسن الاختيار"، فمن المهم أن نتعلم من تجاربنا السابقة وأن نتخطى أزماتنا وألا نقف نبكي على أطلالها طويلا... اجلس مع نفسك وتعرف عليها، وفكر بهدوء ووضوح فيما تريد من صفات فيمن ترتضيها زوجة لك، اكتب الصفات الأساسية والصفات التكميلية أو الثانوية التي قد تدعم موقف من أمامك، واجعل لك هدفا واضحا تسعى إليه، ولا تتسرع. ويمكنك الاطلاع على ملفنا "النصف الآخر" والذي تعرضنا فيه لمشاكل الاختيار. وتأكد أن الحب الحقيقي لا يأتي صدفة، فهو عاطفة أسمى من هذا؛ فالحب كالنبتة الصغيرة، لا تظهر ولا تنمو وتكبر إلا مع الوقت وحسن العشرة؛ حتى تقوى جذوره فلا تهزه أو تضعفه الحوادث والأزمات. ويبقى أمر أهلك وخوفك من انتقام الله منك.. كما قلت لك سابقا.. إن ما حدث من تجاوزات لا يجبرها إلا التوبة الصادقة والاستغفار والعزم على عدم العودة لمثلها لاحقا.. فالله أرحم وأعدل من أن يحاسب عباده عما فعلوه طالما أنهم تابوا إليه ، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفر منه. أما والداك فمن حقهما عليك البر والطاعة والإحسان إليهما واستشارتهما، ليس لهما إجبارك على شيء في الزواج، ولكن عليهما النصح والإرشاد، فهم أكثر خبرة ودراية وحكمة، يمكنك مراجعة هذه الفتوى فسوف ترد على كل تساؤلاتك: مخالفة الوالدين في اختيار شريك الحياة. تابعنا بأخبارك.. وأهلا بك دائما. |
اشكرك اسير على الموضوع المهم
|
تسللللللللللم اخي اسير الصحراء على هذا الموضوع الرائع والمفيد
الصراحة حلووووووووووووووووووول راااااااااااائعة ومهمة الى الامااااااااااااااااااااااام اخي يعطيك الله الف عاااااااااااااااااااااااافية |
هل للعادة تأثير على المهارات الاجتماعية؟
المشكلة أنا في بداية العشرينيات، وقد مارست العادة منذ سن المراهقة، ولا أعرف هل هي السبب وراء اعتزالي الناس بعد علاقتي بهم الأمر، الذي وصل إلى أني لا أعرف كيف أكون علاقات معهم، أريد أن أتكلم وأعبر عن رأيي في عدة مواقف وأفشل هل تعرفون السبب؟ لأنيعندما أتكلم لا أعرف كيف أستخرج الكلمات من رأسي أتحدث وقتها بارتباك؛ لأني مشتت التركيز لا أعرف لماذا؟ أنا مهتم بشدة تجاه الأشياء التي أتعامل معها (أقصد بها عندما أريد شيئا وأهتم به لا أحصل عليه، وعندما لا أريده أو لا أركز عليه أو أهتم به أحصل عليه أو أبرع فيه) الأمر غريب فعلا. السؤال هو: هل يمكن للعادة السرية أن تؤثر على المهارات الاجتماعية سلبا؟! وما هي المؤثرات التي تسلب مهاراتنا الاجتماعية؟! وهل أيضا تؤثر على التركيز.. فأنا أعاني من صعوبة في التركيز، وكذلك أتحدث كثيرا إلى نفسي، وهل هناك مراجع أو كتب أو مواضيع تساعدني في ذلك؟! الحل لا علاقة للعادة السرية بالمهارات الاجتماعية أو بالتركيز... وما تصفه هو نوع من القلق قد يرقى إلى ما نسميه بالخوف أو الرهاب الاجتماعي... الأمر يحتاج لمزيد من التفاصيل، ولكن الدليل من رسالتك هو أنك عندما تكون مسترخيا وهادئا، ولا تفكر في الأمر فإنك تحصل عليه وتبرع فيه على حد وصفك أو الأمر الذي تريده وتهتم به فإنك تصاب بالقلق والتوتر من أجله مما يؤثر على أدائك وبالتالي لا تحصل عليه... القصة تكمن ببساطة في حالة التوتر والقلق التي تجعلك حتى تفكر في الكلمات التي ستقولها، وتتصور أنك تحتاج لاستخراجها من عقلك؛ وبالتالي فلا تستطيع إخراجها لأن الأمر في الحقيقة يحتاج تلقائية وعفوية تجعل الكلمات والأفكار تنساب بدون أن تشعر أنك تريد أن تقول ما لم يقله أحد أو تبدي رأيا خطيرًا في القضية... أو أن كلامك سيقابل بالاستخفاف من الآخرين إن لم يكن على هذه الدرجة من الخطورة التي تتوهمها أو تتصورها فيما يجب أن تقوله أو تبديه... وهذا من الأسباب المؤدية حقيقة للخوف الاجتماعي... البدايةتكون بفهم المشكلة، وأين تكمن، وقد يحتاج الأمر إلى مراجعة الطبيب النفسي لإعطائه مزيدًا من التفاصيل حتى يصل للتشخيص الحقيقي لحالتك، وهل هي حالة قلق عام أم خوف اجتماعي؟ ثم ليقوم بعمل برنامج سلوكي لك لمواجهة القلق أو الخوف الاجتماعي في خطوات متدرجة تعتمد على إكسابك المهارات الاجتماعية دون قلق أو توتر، وقد يحتاج الأمر إلى مساعدة دوائية في البداية حتى تتغلب على الخوف والقلق وبعدها ستسير الأمور على ما يرام بإذن الله. |
القلق والعلاج متعددا المستويات
المشكلة أنا شاب في الثانية والعشرين من العمر مقيم في الغربة منذ طفولتي، ومنذ طفولتي أعاني من الجبن فأخاف من الظلام وأخاف من البقاء بالمنزل وحيدا بالليل خصوصا وقت النوم، مع العلم أنني أحب السفر وأجرؤ عليه جدا حتى إن كنت وحيدا ولا أخشى المبيت في غرفة الفندق وحدي، لا أخاف الحروب أو الزلازل، كما لا أخشى القطط أو الكلاب أو الغربان أو المسير في أماكن نائية وحدي، بالنهار طبعا. ولقد تغلبت بنسبة 80% على الخوف من الظلام والبقاء وحيدا بالبيت ليلا، سيما أني تناولت كل من ريسبردال 1 مج وترانكوبوسكاص، ولكن الخوف الذي لم يفارقني قط منذ طفولتي وحتى الآن هو الخوف من الرجال، خصوصا نظرائي، أي من هم في مثل سني أو أصغر بقليل أو أكبر بقليل. ولقد حاولت كثيرا سحق هذا الخوف أو نسيانه ولكن عبثا كنت أحاول، مرت علي أيام المدرسة ثقيلة بسبب جرأة التلاميذ علي، وعلمهم أنني لن أرد عليهم بالضرب القوي الذي يجعلهم يحسبون لي حسابا. قبل 5 سنوات تقريبا كدت أصطدم وأتعارك مع شاب يقيم قريبا من بيتنا لسبب تافه هو افتعله والآن يكاد الموقف أن يتكرر؛ لأن هذا الشاب لم ينس ذلك الموقف الذي كان قبل 5 سنوات رغم أنه هو المخطئ والوقح وقاحة لا حدود لها. فبماذا تنصحونــي لأنني كلي ثقة في أنني سأصطدم معه يوما فلا أريد أن أهان وسط الشارع وأمام الناس بل أريد أن أقلب الموقف تماما وألقنه درسا لا ينساه أبدا، لا أريد أن أشعر عند المواجهة بأن أحدا يربت على يدي فلا أستطيع أن أضربه وأدافع عن نفسي خير دفاع؟. أنا أود إعلامكم أنني منذ طفولتـي وحتى بلوغي 14 سنة كنت أتبول على نفسي في أثناء النوم، خصوصا في الشتاء وعند الإكثار من السوائل، وأنا الآن ومنذ سن 14 سنة لم يتكرر معي هذا التبول قطعيا، ولله الحمد. كما أريد أن أخبركم أنني أعانـي منذ السابعة عشرة ونيف من عمري من المرض المشئوم المتسلط الوسواس القهري الذي قلب حياتـي جحيما لا تطاق ولم تنفع معه خيرة الأدوية، وأشهرها زيدبركس وأنافرانيل وفافيرين وباكسيل، وفوضت أمري إلى الله العزيز الحكيـم. فهل توجد أي علاقة بين الخوف والوسواس القهري؟ وهل توجد أي علاقة بين التبول في أثناء النوم أيام الطفولة والجبن وخشية الناس، علما أنني أعاني من الجبن قبل الوسواس القهري بكثير كما أخبرتكم؟ أريد أن أفهم ما هي أسباب الجبن وكيف السبيل إلى سحقه تماما؟ وإذا كانت هناك أدوية معينة فأرجو ذكر اسمها وكيفية أخذها؟. وبماذا تنصحوني بخصوص ذلك الوغد الذي أخبرتكم به سلفا؟ علما أنه في مثل سني وطولي ولكنه أسمن فهو لا يقل عن 80 كجم أي أكثر مني بحوالي 20 كجم، ورغم ذلك أنا مصر على مواجهته عندما يعترضني ويبدأ في الشتم أو محاولة الإخافة، وأنا بانتظار ردكم علي على أحر من الجمر لأنني في سباق مع الوقت وفي أي يوم يمكن أن أصطدم معه، وشكرا لكم مسبقا على ردكم علي. كانت هذه رسالة صديقي الذي أرهقته الحيرة والتفكير، وأنا سأوصل إليه ردكم فور ردكم على الاستشارة، وشكرا لكم على مجهودكم في مساعدة الشباب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحل أخي العزيز.. شاكر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، صديقك الذي تتحدث عنه يعاني في الأساس من حالة قلق نفسي، وما حدث له من مخاوف مختلفة (سواء من الظلام أو الوجود في البيت ليلا وحيدا أو الخوف من الأقران) ومن تبول لا إرادي ومن وسواس قهري إنما هي تفريعات للقلق النفسي الكامن بداخله، ذلك القلق الذي يتشكل في صورة أعراض مختلفة كما رأينا في كل مرحلة من مراحل العمر. وللقلق أسباب كثيرة حسبما تراه كل مدرسة؛ فأصحاب النظرة الفسيولوجية يرون أنه اضطراب في الجهاز العصبي ممثلا في نشاط زائد في اللوزتين (الموجودتين في المخ) أو اضطراب في الجهاز الطرفي عموما يصاحبه زيادة في نشاط الجهاز السمبثاوي وزيادة في إفراز الأدرينالين، وهذا الاضطراب يجعل الشخص في حالة توتر وهشاشة خاصة في مواجهة بعض المواقف التي تستثير المزيد من القلق لديه. أما أصحاب المدرسة التحليلية فيرون أن القلق ناتج عن صراعات بين الهو (المليء بالرغبات المرفوضة) من ناحية والأنا والأنا الأعلى من ناحية أخرى؛ فهناك دفعات غريزية جنسية أو عدوانية تهدد بالخروج عن سيطرة الأنا والأنا الأعلى؛ وهو ما يجعل الشخص في حالة خوف مما سيحدث، وهذا الخوف يتشكل ظاهريا في أي موضوع للمخاوف، وهذه المخاوف تكون غير منطقية ولا يخاف منها عموم الناس. أما السلوكيون فيرون أن الخوف يتكون من خلال ارتباطات شرطية حدثت في مراحل نمونا المختلفة، حيث ارتبطت الأشياء التي نخاف منها بمشاعر سيئة في بعض الأوقات فأصبحت هذه الأشياء تثير تلك المشاعر كلما تعرضنا لها. والعلاج هنا سيكون موجها نحو القلق -الذي هو الأصل في كل المشكلات الناتجة- ويفضل أن يكون العلاج متعدد المستويات؛ فنعطي علاجا دوائيا في صورة إحدى مانعات استرداد السيروتونين النوعية مثل الفلوكستين أو الباروكستين أو السيرترالين مع بعض مضادات القلق مثل البوسبيرون أو البنزوديازيبين بجرعات مناسبة ولوقت كاف. وفي نفس الوقت يخضع المريض لعلاج سلوكي لتقليل حساسيته تجاه المخاوف المختلفة ويقلل أيضا من أعراض الوسواس القهري. ويستحب أن يواكب هذا علاج نفسي فردي أو جماعي يزيد من بصيرة المريض بمشكلاته النفسية ويساعده على التغير للأفضل والنمو على المستوى الفردي والاجتماعي، وهذه الأنواع من العلاجات النفسية والسلوكية يقوم بها أحد الأطباء النفسيين أو الأخصائيين النفسيين المدربين على هذه الأنواع من العلاجات، وهناك فرصة كبيرة للتحسن في حالة التزام المريض بالبرنامج العلاجي وفي حالة إتقان المعالج النفسي لتقنياته العلاجية. ويصاحب كل هذه الوسائل علاج ديني يتمثل في أداء العبادات بانتظام خاصة الصلاة حيث إنها تبعث في النفس راحة وطمأنينة وسكينة خاصة صلاة الليل، والدعاء يشعر الإنسان بمعية الله ودعمه ومساندته، والتوبة تخفف من مشاعر الذنب وتعطي إحساسا بالتطهر وفرصا للبدايات الجديدة، والصوم يمنح الإنسان صفاء وروحانية، والحج يعيد ترتيب النفس بالكامل ويعطي فرصة لبدء صفحة جديدة ناصعة، وفعل الخيرات يقوي النفس ويعطي الإحساس بالأمن والسعادة ويقرب الإنسان من الله ومن الناس. ونتذكر قول الله تعالى في سورة المعارج: {إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا . إِلاَّ الْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ . وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ. لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ . وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ . وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ . إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ . وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ . فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ . أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ}. وكما هو واضح من الآيات أن الإنسان عموما معرض للهلع والجزع، ولا يحميه من هذا المصير إلا ما ذكر في الآيات البينات التي هي بمثابة عوامل وقائية وعلاجية في مواجهة القلق الذي يواجه الإنسان بأشكال مختلفة. |
أختي تائهة وأهلي لا يهتمون !!
المشكلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إخوتي لدي مشكلة لا تتعلق بي، بل بأختي التوأم.. باختصار.. كانت أختي على علاقة بشاب في فترة الجامعة، وقد تقدم لخطبتها أكثر من مرة ولكن أهلي رفضوا لأسباب غير مقنعة،علما بأني أنا الوحيدة التي كنت على علم بالعلاقة بينهما وعندما وجدت أن أهلي يرفضونه أخبرتهم بالأمر، ولكن هذا لم يغير شيئا ولم يحاولوا حتى منعها من مقابلته أو الحديث معه. حتى أنهت أختي دراستها فظنوا أن الأمر قد انتهى، ولكن هذا غير صحيح. أخبرت أمي بأن المشكلة لم تنته ولكن جوابها لا يتجاوز (إن استطعت الحديث معها ومعه وإقناعهما بخطئهما فافعلي) حاولت سابقا ولكن... لم أنجح والسبب أختي، أما الشاب فاقتنع وأراد التوقف والتحول إلى الطرق الشرعية (الخطبة والزواج) ولم ينجح للمرة الثالثة في إقناع أهلي!! حاولت على كافة المستويات حتى أني كذبت على أحد إخوتي وأوهمته بأن الأمر أخطر مما يخطر في بالهم حتى يتحرك، ولكنه لم يفعل أكثر من أنه جلس مع الشاب واتفق معه على الخطبة، ولكنه لم يحول الأمر إلى البيت!! أنا الوحيدة التي تشعر بأختي لالتصاقي بها وأشعر أني إن لم أتحرك فستضيع أختي. ماذا أفعل؟ هل أتحدث مرة أخرى مع الشاب خاصة أنه يحترمني جدا ويعتقد أني الأرجح عقلا في البيت وقد يتقبل مني أم أكف عن ذلك وأكتفي بأختي التي قد تكذب علي بسهولة ولن أستطيع أن أحدد مدى النجاح معها وهي لا تقبل نصحي لأنني لا أفوقها عمرا، خاصة أني أعرف أخبارها بالتجسس عليها، وهي لا تعلم أني أعرف باستمرار العلاقة بينهما. أرجوكم ساعدوني، فأختي تائهة وأهلي لا يهتمون، فماذا أفعل؟ الحل نبدأ بشكرك على اهتمامك بأختك، ونتمنى أن تشعريها بذلك الاهتمام، ولكن بدون مبالغة منك حتى لا تفهمه على أنه نوع من السيطرة أو فرض الوصاية؛ وهو ما قد يدفعها إلى تحدي نصائحك والتصرف خلافها، وكنا نتمنى أن تكون العلاقة بينكما أكثر قربا بحيث لا (تضطر) للكذب عليك، ولا تلجئي للتجسس عليها لمعرفة أخبارها، ويمكنك تحسين هذه العلاقة بإخبارها بأنك تحبينها وتحترمينها وتثقين في عقلها الراجح وكل ما تودينه هو الاطمئنان عليها.. على ألا تثقلي عليها بالإلحاح حتى لا تحصدي نتائج عكسية، ونتمنى أن تنجحي في إقامة التوازن بين رعايتك لأختك وبين الاهتمام بشئونك الخاصة مع ملاحظة أنها مسئولة عن نفسها، وأن عدم وجود فارق في السن لصالحك ليس هو السبب الوحيد لعدم تقبلها للنصائح، فقد يعود السبب إلى شدة تعلقها بهذا الشاب، أو لأن العلاقة بينكما ليست قوية، أو لأنك لا تتبعين أسلوبا جيدا في نصحها. ونرجو منك أن تبتعدي عن الأسلوب المباشر وإلقاء المحاضرات الطويلة، وأن تكثفي رأيك في جمل معدودة وتقوليها لها على صورة اقتراح تودين أن تفكر هي فيه بتأنٍ ثم تتخذ القرار الذي يناسبها وتتركيها بعد انتهائك من الكلام مباشرة حتى لا تشعر بأنك تحاولين السيطرة عليها، واتخاذ القرارات نيابة عنها.. لذا يجب أن تتشاغلي عنها بعض الشيء، وأن تعطيها الفرصة للتفكير بعيدا عن الضغوط بعد أن توضحي لها بإيجاز الخسائر التي ستعود عليها من استمرارها في هذه العلاقة.. وكنا نود لو ذكرت لنا أسباب رفض أهلك لهذا الشاب، ونتمنى ألا تكتفي بالقول بأنها غير مقنعة وأن تحاولي تفهمها ودفع هذا الشاب إلى تغيير ما يرفضه أهلك أو السعي لاكتساب ما يطلبونه منه، وإن لم تنجح هذه المساعي فيمكنك إخباره بالإلحاح لاتخاذ خطوات عملية لإتمام الخطبة.. ونطمئنك إلى أن أختك لن تضيع بسبب فشل علاقة عاطفية، وإنها ستتجاوز ذلك وعليك التخلص من قلقك الزائد عليها فإن ذلك يؤذيها ولا يفيدها، كما أنه قد يضايقها ويشعرها بالحصار؛ وهو ما قد يدفعها للتهرب من الحديث معك في شئونها العاطفية.. ونود إذا ما فشلت كل المحاولات لإتمام الخطبة ولمست من أختك الإصرار على هذه العلاقة، أن تتحدثي مع هذا الشاب الذي يحترمك وتطالبيه بالابتعاد عن أختك لعدم الجدوى، وحتى لا يؤذيها عاطفيا، هذا إن كنت تثقين بأنه لن يخبرها بحديثك، حتى لا تحدث مشاكل بينك وبين أختك.. أما عدم اهتمام أسرتك بالموضوع فنرجو أن تواجهيه بهدوء، وألا تبالغي في تصوير الأمر على أنه كارثة؛ لأن هذا يقلل من اهتمامهم بالموضوع، واكتفي بأن تقولي لأمك إن استمرار أختك في هذه العلاقة رغم الثقة بعدم موافقة الأهل سيضر بسمعتها وقد يدفعها إلى الوقوع في مشاكل عاطفية شديدة، ولا تلحي على أمك وأخبريها بأنك لا تستطيعين التأثير على أختك، وأنها وحدها المسئولة عن ذلك، واحرصي على أن تتحدثي معها بكل الاحترام وبدون إشعارها أنك تنتقدين عدم اهتمامها أو أنك تحاولين توجهها إلى ما يجب فعله كأم حتى لا تتأثر علاقتها بك وكي لا تدفعيها أيضا إلى تجاهل كل ما قلتِه من باب الغضب أو العناد.. وأخيرا لا تجعلي هذا الموضوع يؤثر سلبيا على قيامك بكافة أنشطتك الحياتية ولا تكثري التفكير فيه كي لا يمثل ضغطًا نفسيًّا عليك؛ وهو ما يجعلك تسيئين التصرف مع أختك ومع جميع الأطراف فضلا عن تحملك عناء كبيرا بلا جدوى، وأحسني الظن بالله عز وجل وأكثري من الدعاء لأختك بما يفيدها في الدين والدنيا مع دعائنا لك بالتوفيق في كل أمورك، ووضع كل الأمور في حجمها الطبيعي دون زيادة أو نقصان.. |
الساعة الآن 12:30 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
][ ملاحظة: جميع المشاركات تعبر عن رأي الكاتب فقط ولا تمثل راي ادارة المنتدى بالضرورة، نأمل من الجميع الالتزام بقوانين الحوار المحترم ][