المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعاليم المرأة


المنجرد الاخضر
01-07-2005, 06:21 AM
إن تعاليم المرأة ليم يكون حلالا بالشروط المشروطة التي بيّنها العلماء، لأنه حاجة قائمة لتحقيق أهداف إسلامية، كما أنه فريضة شرعية كما سبق وذكرنا في أول الخطاب. ومن جملة الشروط ما يلي :
1) أن تكون المدارس التي تعنى بهذا التعليم، مخصصة للبنات دون البنين(1)، وأن تكون مدارس إسلامية فلا يجوز التحاقهن بالمدارس العلمانية المستغربة أو الكافرة (الابتعاث مثلا).
(1) وذلك لمنع الاختلاط ودفع ضرره ولإقامة شرع الله.
2) أن يكون القائم على هذه المؤسسات، سواء من حيث التسيير أو التدريس النساء دون الرجال، ويشترط فيهن الإسلام والتقوى والثقة الكاملة حتى لا تتأثر الفتيات بالنمط الفكري للمدّرسة التي ليست على المنهج القويم أو كانت من المستغربات، وهو ما نسميه بالغزو الفكري.
3) التزام الفتاة في ذهابها وإيابها، إلى ومن ، المدرسة، أو حقل التعليم عموما بالشروط المشروعة: كالحجاب وعدم التطيب وأن يكون في رفقتها إلى المكان المقصود أحد محارمها فلا يجوز للسائق مثلا اصطحابها.
ولقد سئل الشيخ ابن عثيمن –رحمه الله-:
بعض الطالبات يركبن بمفردهن مع السائق الأجنبي، فيذهب بها إلى المدرسة تارة وإلى السوق تارة أخرى، فما حكم ذلك؟.
فأجاب:
ركوب المرأة وحدها مع السائق غير المحرم، محرم بلا شك لأنه خلوة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم)، وهو أخطر من كثير من الخلوات التي لا إشكال فيها، لأن هذا السائق بيده التصرف في السيارة المركوبة فيمكنه أن يذهب بها إلى حيث شاء ثم يلجئها إلى حيث شاء ثم يلجئها إلى ما يريد من الشر، وكذلك ربما تكون فاسدة أو يغريها الشيطان بسبب خلوتها مع هذا الرجل فتدعوه إلى أن يخرج بها إلى مكان ليس حولهما أحد فيحصل الشر والفساد. أما إذا كان معها امرأة أخرى وكان السائق أمينا فإن هذا لا بأس به لأنه لا يعد خلوة، وعلى هذا فالواجب على المرأة إذا كانت تحتاج أن تذهب إلى السوق أو المدرسة أن تصطحب معها امرأة أخرى إذا لم يكن هناك محرم. ولابد أن يكون المحرم بالغا، عاقلا، فمن دون البلوغ لا يكفي أن يكون محرما وكذلك من لا عقل له، والواجب على النساء وأولياء أمورهن أن يتقين الفتنة وأسبابها حتى لا يحصل الشر والفساد. (دليل الطالبة المؤمنة)

بيد العفاف أصون حجابي
وبهمتي أسمو على أترابي
وما ضرني أدبي وحسن تعلمي
ألا يكون فيّ زهرة الألباب

4) تواجد المؤسسة التعليمية، في الحيز الذي تتواجد فيه الفتاة، فلا يجوز إبتعاثها مثلا للخارج بحجة مواصلة الدراسة، أو سفرها إلى مدينة أخرى لتقطن بها لوحدها وتدرس لوحدها دون توفر الشروط المشروعة السابقة الذكر.
5) الإشراف المباشر لولي الفتاة على تعليمها، بحيث يتعهدها بالمراقبة والاستفسار عن حالها في مقرها الدراسي، من الغياب والحضور، ومواعد الفصول الدراسية وأوقاتها، لمتابعتها عن كثب، لدفع الشبهة والمفاسد التي يزخر بها المجتمع، واللبيب بالإشارة يفهم.
6) أن لا يكون في متابعة الفتاة للدراسة، عائقا يمنعها من الزواج، كما يشهد لذلك الواقع.
وقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: هناك عادة منتشرة وهي رفض الفتاة أو والدها الزواج ممن يخطبها لأجل أن تكمل تعليمها. فما حكم ذلك؟
الجواب:
حكم ذلك أنه خلاف أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه) (الترمذي: وقال حسن) وقال صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج) متفق عليه. وفي الامتناع عن الزواج تفويت لمصالح الزواج.
فالذي أنصح به إخواني المسلمين من أولياء النساء، وأخواتي المسلمات من النساء، ألا يمتنعن من الزواج من أجل تكميل الدراسة أو التدريس، وبإمكان المرأة أن تشترط على الزوج أن تبقى في الدراسة حتى تنتهي دراستها، وكذلك أن تبقى مدرّسة لمدة سنة أو سنتين ما دامت غير مشغولة بأولادها، وهذا لا بأس به، على أن كون المرأة تترقى في العلوم الجامعية مما ليس لنا به حاجة أمر يحتاج إلى نظر، فالذي أراه أن المرأة إذا أنهت المرحلة الابتدائية وصارت تعرف القراءة والكتابة، بحيث تنتفع بعلم هذا في قراءة كتاب الله وتفسيره، وقراءة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وشرحها، فإن ذلك كاف، اللهم إلا أن تترقى لعلوم لابد للناس منها، كعلم الطب وما أشبهه، إذا لم يكن في دراسته شيء محذور من الاختلاط أو غيره (ابن عثيمين-أسئلة مهمة).

7) يستشف مما مضى، أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار، في تعليم المرأة، الأمور التي تخصها سواء من الناحية الدينية أو الدنيوية، خاصة ما يتعلق بتحقيق هدف إسلامي في الحياة العلمية للمرأة المسلمة في المستقبل.
8) ولأني لا أعرف، هل أتيت بكل الشروط أم لا، ألخص كل ما سبق وإن تبقى شرط آخر، لعله يدخل ضمن هذا الشرط الأخير ألا وهو:

- كل ما يخالف دين الله بخصوص هذا التعليم فهو يعتبر مانعا من تعليم الفتاة المسلمة.

فالتزام المسلمة بتلك الشروط، يحل لها متابعة تعليمها، وقبل هذا وذاك، دليل على استقامتها على أمر الله، وفطرتها الطيبة، ومعدنها الأصيل.
وإهمال هذه الشروط أو الإخلال بها، يقف حجر عثرة أمام تعليمها، بل قد يصل إلى درجة تحريمه، وأكرر قولي: قد يصل إلى تحريم تعليم الفتاة، خصوصا إذا كان هذا التعليم سيؤدي بالضرورة إلى ما هو محرم وذلك حسب اعتقادي وهذا رأيي ولا ألزم به أحدا ، لكن نستطيع الخروج بنتيجة الحكم بسؤال العلماء جزاهم الله خيره واستفسارهم بعرض الأمر عليهم. لأن أمور الحلال والحرام صعبة جدا ولا أريد تحمل جريرة ما قد يصدر عني، لكني أوصي بالعلماء فهم مشاعل الهدى، و هم ورثة الأنبياء وبهم نعرف الحق من الباطل والحلال من الحرام والسنة من البدعة وكما يقول الله عز وجل (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
وقوله (ولو ردوه إلى الله و رسوله وإلى أولى الأمر لعلمه الذين يستنبطونه منهم) .
لكن إخلال الفتاة بتلك الشروط، هو قبل هذا وذاك دليل على الانحراف عن شرع الله المطهر، وبرهان على استجابة المرأة لداعي الهوى والشيطان.

لا خير في حسن الفتاة وعلمهـــــــــا
ذا كان في غير الصلاح رضاؤها
فجمالها وقف عليهـــــــــــــــــــــــــا
وإنما للناس منها دينها وحياؤها

وفي هذا الإطار، أحذر من وسائل الإعلام، وسائل الهدم المرئية والمسموعة والمقروءة التي تزيف الحقائق، وتزوّق الباطل ليبيحوا تعليم المرأة مع الإخلال بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، عن طريق استغلال علماء الضلال، ممن لا يحملون من الإسلام إلا اسمه، قد جندهم الأعداء ضد أمتهم، فهم يتعاونون في سبيل إسقاط المجتمع، ويستميتون في نشر الرذيلة…

والوصية للأخت المسلمة بتقوى الله، وتمسكي (بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها)، حتى تكوني على بينة من أمرك ولكي تسييري بوضوح وطمأنينة في طلب العلم وتنشئة الأجيال، وتوجيههم الوجهة الصحيحة .
وأخيرا فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء، واضربوا به عرض الحائط، وأنا راجع عنه في حياتي وبعد مماتي إلى ما هو حق وصواب، وسأكون شاكرا لمن يهدي إلى أخطائي. وأقول له مسبقا: جزاك الله خيرا.
وأقول له قول الإمام مالك رحمه الله : إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظر في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه.


فاللهم يا ولي المؤمنين، ومتولي الصالحين، اجعل هذا العمل صحيحا مقبولا،وسعيي فيه سعيا مرضيا مشكورا وانفع به اللهم منى أخذ به وعمل بما فيه، وأنقذ به يا ربي من شئت من عبادك الحيارى المترددين، واهد به من عبادك من رأيته أهلا لهدايتك، إنك وحدك القادر على ذلك وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين.

عطر النسيان
01-07-2005, 09:41 AM
مشكور أخوي على هالموضوع