تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الاختلاط :


المنجرد الاخضر
01-07-2005, 06:14 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاختلاط : و لعله السبب الرئيسي الذي يقف حاجزا أمام مواصلة المرأة للتعليم، والواقع يشهد بذلك، و لهذا سأتطرق له بالتفصيل فأقول : إن من أعظم صور الاختلاط خطورة : في المدارس ومراكز التعليم عموما كل ذلك تحت ستار الغيرة على تعليم المرأة المسلمة والسعي لتطويرها،لأنهم يزعمون أنها لا زالت متخلفة عن الركب (يقصدون المرأة الغربية الفاسدة).
إن الاختلاط أمنية تتمناها أوربا من قديم الزمان لغاية في النفس، يدركها كل من وقف على مقاصد أوربا بالعالم الإسلامي، والتركيز على الناشئة في برامج التعليم يفوق كل تصور و تخيل ، إذ هم رجال (وهن أمهات) الغد، و قادته، وبفسادهم(وبفسادهن) تفسد الأمة، و تضيع معالم الخيرية فيها، و قد يستغرب بعض الشباب و الشابات هذا الأمر (أي منع الاختلاط) ويعتبرونه تقييدا لحريتهم، وما ذلك إلا بسبب تحكيم هواهم وسيرهم وراء شهواتهم، و قد يستهين بعضهم بخطورة الأمر، و يصف التحذير من الاختلاط ، بأنه تخلف و تعصب لا داعي له و أن الأمر بسيط و لا يحتاج لمثل هذه التهويلات، وهؤلاء يستوقفهم الانهيار الشديد إذا قرءوا مثلا في صحيفة "الجمهورية المصرية" مقالا نشرته تحت عنوان : كاتبة أمريكية تقول :" امنعوا الاختلاط و قيدوا حرية المرأة ".
ونلخص المقال فيما يلي : واسم الكاتبة : هيلسيان ستانسبري " الصحفية الشهيرة وقد زارت الجامعات و معسكرات الشباب و المؤسسات الاجتماعية في جمهورية مصر العربية فكان من قالته : إن المجتمع العربي مجتمع كامل و سليم ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة و الشباب في حدود المعقول.
فعندكم تقاليد تحتم عدم الإباحية الغربية التي تهدد اليوم المجتمع والأسرة في أوربا وأمريكا … لهذا أنصحكم بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم وامنعوا الاختلاط وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب ( وتضيف قائلة) لقد أصبح المجتمع الأمريكي، مجتمعا معقدا، مليئا بكل صور الإباحية والخلاعة وأن ضحايا الاختلاط والحرية قبل سن العشرين تملأ السجون والأرصفة والحانات والبيوت السرية !! إن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا وأبنائنا قد جعلت منهم عصابات المخدرات وعصابات الرقيق الأبيض وعصابات … (انتهى كلامها).

هذا من الناحية الدنيوية أما من الناحية الدينية فإليك ما يلي :
يقول ابن القيم رحمه الله : " ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، بسبب تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال والمشي بينهم متبرجات متجملات (انتهى كلامه رحمه الله من كتاب "طرق الحكمية")
بعد هذا العرض المطول للأخطار الاختلاط ومنه بطبيعة الحال : الاختلاط في ميادين التعليم، لا شك أن أي منصف عاقل، فضلا عن مسلم عالم، لابد أن يتوجس خيفة من هذا الأمر، وقد يسارع لتحريم تعليم المرأة، قطعا لدابر الشر والفساد ولأن السلامة لا يعدها شيء والأمر إما جنة وإما نار. ولكننا وجدنا البعض لا يكتفي بقوله: إن قيمنا ليست هشة. بل يسارع بتبرير هذا التدمير والتخريب، بأنها رغبة الجمهور، أي أنها رغبة الأكثرية، فنجيب عليهم بقول الله عز وجل( ولكن أكثر الناس لا يعملون) وقوله سبحانه( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين).

أو يقولون: إن بعض أوامر الله تعالى وأحكامه لا تصلح لهذا العصر، فنقول أن الله تعالى يقول ( ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) وقوله سبحانه (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).

فالأيمان أيها الأحبة، يستلزم الانقياد التام لكل ما أمر الله به، والتسليم لذلك والرضى به، وانشراح الصدر به، كما قال سبحانه( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكمون فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما). وقوله عز وجل (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا، ويوم القيامة يردّون إلى أشد العذاب) البقرة الآية 85.

وربما قذفوا بالكرة في ملعب الدول الكافرة، فقالوا: "انظروا إلى الغرب وما وصل إليه من تطور مع ما هم فيه من الاختلاط ". فنقول : وما علاقة التطور بالخلاعة وزعزعة عقيدة الأمة؟؟ ثم إن التطور يتم بتحصيل المنافع ودرء المفاسد، وهو ما دعانا إليه الله عز وجل حيث يقول (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) سورة الإسراء الآية 9.
كما أنه لا تعارض بين الاستمساك بمعاني العقيدة والأخلاق وبين التطور والتقدم، بل الواجب علينا حمل راية الإسلام والاعتزاز بدين الله، وإظهار شعائره دون استحياء وخجل أو خوف من أن ينعتنا غيرنا بالتخلف والرجعية ويصفوننا بالكبت الجنسي.ولكن الواقع ولله الحمد أثبت أنهم هم الذين ينظرون للمرأة الجسدية الشهوانية، أما الإسلام فإنه نظر إلى المرأة نظرة واقعية، وحرص من خلالها على احترام كرامتها وصيانتها من الأعين الجائعة والأيدي العابثة ومن تتبع فضائح هؤلاء التي ينشرها هم قبل غيرهم، رأى ذلك جليا ولكن:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
وينكر الفم طعم الماء من سقم
ولعل في بعض الدول الإسلامية عبرة وقدوة لأمثال أولئك الجبناء المستغربين على أن الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي في مجال تعليم المرأة لا يقف حجر عثرة أمام تقدمها، وخير مثال على ذلك – أحسبها كذلك والله حسيبها ولا أزكي على الله أحدا، بلاد الحرمين الشريفين، مهبط الوحي وأرض الرسالة الإلهية،( رغم وجود بعض الهفوات كما تناهى إلى مسامعي لكنها ولله الحمد تبقى محدودة الأثر وإن كان لا يستهان بها) وفي هذا الصدد يقول الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد في شريط بعنوان "المرأة ودعوى التحرير" :
فمن أراد مثالا حيا وطريقة تحتدى، جمعت بين تعاليم الإسلام وآداب الدين واستوعبت المفيد ومنها الجديد، فلينظر للنموذج الذي تتبعه بلاد الحرمين الشريفين، من الحفاظ على المرأة في حشمتها مع توفير كل الإمكانات الممكنة تعليما وعملا في طريقة منظمة ومنتظمة، فلهن ميادينهن ومجالاتهن في التعليم والعمل والإدارة، ميادين تتمكن منها المرأة أن تعطي العطاء المطلوب مجتنبة الويلات التي يعاني منها المستسلمون والمتخاذلون والمخذولون بصرخات التحرير الكاذبة الكافرة والماكرة، لم يكن ذلك هنا لولا توفيق الله سبحانه ثم التوجه المخلص والصادق والمدروس من القيادة حفظها الله، والقائمين على شؤون المرأة وفقهم الله، تعليما وعملا، منطلقا من هدي كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، إنه التنظيم والترتيب الذي يحفظ البلاد وأهمها من الانزلاق في أوحال الاختلاط وأخطاره المريضة، ولا نزال ولله الحمد نرى آثار الخيّرة، طهرا وعفة ونقاء ولن ترضى هذه البلاد بغير هذا النهج بديلا مهما نعق الناعقون واستبطن المستنبطون.
بارك الله في الجهود وسدد الخطى وهدى إلى الحق والطريق المستقيم.
ألا فاتقوا الله رحمكم الله واستمسكوا بأهداب دينكم ثم صلوا وسلموا على نبي الرحمة والهدى، نبيكم محمد المصطفى فقد أمركم بذلك ربكم جل جلاله فقال عز من قائل عليم( إن الله وملائكته يصلون عن النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا وسلموا عليه تسليما).
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.(انتهى كلامه حفظه الله) .

ويتبع الموضوع بما يلي: "التغريب وتعليم المرأة"

كويين راكبه كايين
02-06-2008, 06:16 AM
يسلمو اخوي ..
صحييح كلامك
الاختلاط شيء غير تقليدي وغير شرعي بالاهم
يسلموو وتقبل مرووري