المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((( أنفلونزا الطيور )))


اسير الصحراء
02-17-2006, 04:28 PM
http://www.islamonline.net/Arabic/In_Depth/flu/images/title.gif

أنفلونزا الطيور.. إرهاب سياسي

http://www.islamonline.net/Arabic/Science/2006/02/images/pic01.JPG

أنفلونزا الطيور ليست وباءً حتى تثبت إدانته


وقعت عيني على طريقة فعالة للوقاية من أنفلونزا الطيور تتلخص في النصائح التالية:

1 - لا تأكل الطيور.

2 - لا تمارس الجنس مع الطيور.

3 - لا تمارس الجنس مع الذين مارسوا الجنس مع الطيور.

هناك الكثير من مثل هذه الدعابات التي لا تخلو من دلالة واضحة على استخفاف البعض بدعاوى التضخيم، وإدراكهم أن وراء الحملات المتتالية التي تستهدف الترويع من وباء محتمل لأنفلونزا الطيور أهدافا ومآرب أخرى، وبعض تلك الدعابات والكاريكاتوريات تصطبغ بالصبغة السياسية، وهي رغم إقذاعها تقترب من الحقيقة وتلامس في بعض حالات كبدها.

المهم أن هذا بعض ما يُتندر به على هستيريا أنفلونزا الطيور، ربما كان ذلك الطرح عبثيا، لكن المشهد يبدو من بعض زواياه كذلك.. أما إذا أردت الجد فإني على سبيل إثارة الشهية أطرح مجموعة من الأسئلة، ثم أعود لأنسج من إجاباتها طرحا مغايرا للسائد ممعنا في السباحة ضد التيار. فحيث إني لم أوف الجانب السياسي في ملف "أنفلونزا الطيور.. سياسة وبيزنس" حقه، من ثم فإني أعطف على ما سبق، نزرا يسيرا مما يكتنف الموضوع سياسيا.

أسئلة عن التسييس

كيف تكون نسبة الوفيات بين المصابين بأنفلونزا الطيور تناهز الـ 80% أو الـ 90% لدى بعض التقديرات الجامحة وكل الذين ماتوا منها 85 شخصا منذ عام 1997 حتى كتابة هذه السطور، بينما وصل عدد الذين ماتوا متأثرين بوباء الأنفلونزا الأسبانية في مطلع القرن الماضي إلى 18-20 مليون شخص، ووصل العدد لدى بعض التقديرات إلى 50 مليونا، ومع ذلك لم تتخط نسبة الوفاة بين المصابين به 1% إلى 2% على أقصى تقدير؟.

لماذا أطلق على الوباء الذي فشا عامي 1918-1919 بالأنفلونزا الأسبانية رغم أن الحقائق تثبت أن أصله كان في هضبة التبت بآسيا؟.

لماذا كل الأخطار المتمثلة في أوبئة بيولوجية وفيروسات متوحشة لا تأتي إلا من آسيا في الآونة الأخيرة، ومواكبة مع الصعود الآسيوي عامة والصيني خاصة، وكلما زادت وتيرة التوتر الصيني الأنجلو أمريكي، وأكثر ظهورا مع تولي بوش وإدارة مقاليد الأمور في أمريكا والعالم مثلا؟ .

وإذا كان هناك ارتباط شرطي (أعرف أني متجاوز حول فنيات المصطلح) بين شيوع الهلع من جرثومة الجمرة الخبيثة "أنثراكس" مع تدشين الحرب على الإرهاب، والخوف المستطير من متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد "سارس" مع غزو العراق، فبم يرتبط نشر الرعب من أنفلونزا الطيور؟.

ما الذي لا نعرفه حول ما يدار في الغرفات المغلقة في شأن خاص بأنفلونزا الطيور، وتضم هذه الغرف أطيافا من السياسيين والساسة، ورجال الأعمال، وأرباب الصناعة والتجارة الذين يتحكمون في نسبة ضخمة من رءوس الأموال العالمية، ومعهم النافذون والمتنفذون في منظمات عالمية ومحلية مختصة بالصحة والغذاء؟.

لماذا مع الترويج للأمصال تختفي حقائق ثابتة مثل: أن تلك الأمصال تزيد نسب الوفاة والمرض في البشر، حيث إن مكونات هذه الأمصال تحتوي على عناصر سامة وكيماويات مثل الزئبق والألمنيوم، والفورمالدهايد، والفورمالين، ومواد جينية غريبة على الجسم البشري، وبروتينات يعد الزج بها في الجسم البشري مغامرة، علما بأن هذه البروتينات يتم استخلاصها من فيروسات وبكتيريا وحيوانات قد تكون خضعت لتجارب علمية تتعلق بأمراض المناعة المكتسبة وأنواع معينة من السرطان؟.

إجابات تطرح أسئلة

ربما أكون أطلت رغم أن لدي المزيد، ولكني مدرك أن تلك الأسئلة تحمل في طياتها إجاباتها، بل ربما كانت تحمل إجابات لأسئلة أخرى لم أطرحها، فقط أستأذن في الإجابة بدون ترتيب.

الأنفلونزا الأسبانية التي يوقظون الآن فيروساتها في المعامل بدعوى إخضاعها لبحث مدى التشابه بينها وبين أنفلونزا الطيور أو لغير ذلك من علل سقيمة لا تنطلي على أحد، فضلا عن خطورة ذلك لو كان الزعم صحيحا، سميت أسبانية رغم تأصلها في التبت بآسيا بعد توتر وشد وجذب ونزاع امتد بين أسبانيا وأمريكا حول مستعمرات جزر الكاريبي وهاواي والفلبين التي كانت تخضع لأسبانيا.

يضاف لما سبق أن صحافة أسبانيا كانت أكثر صحافة آنذاك تناولت الوباء بالتغطية الإعلامية، وأن أسبانيا كانت محايدة إزاء السياسات الاستقطابية التي سادت ذلك الوقت بسبب الحرب العالمية الأولى ولم تنحز لأي معسكر، ولم تكن مكانة أسبانيا في ذلك الوقت لدى أمريكا تزيد عن مكانة الصين الشيوعية الآن.. هل يعيد التاريخ نفسه؟.

قلت إن بعض الأسئلة تحمل إجاباتها، أما إجابة ما تبقى من الأسئلة فقد كفاني مئونتها خبير ذو باع طويل في تناول موضوعنا بالكتابة والبحث وتجربة عريضة ودربة وتمرس مع المجالات التالية: الصحة العامة، والعلوم السلوكية، والأوبئة البازغة، والإرهاب البيولوجي، لذلك فإني بتصرف أعرض رأي الدكتور ليونارد هوروفيتز، يقول الرجل:

إنه بمتابعته الحملات الإعلامية المتوالية حول سارس وأنفلونزا الطيور وما سبقهما، وباعتباره خبيرا في الصحة العامة تخرج في جامعة هارفارد بعد دراسة علم الإقناع الإعلامي السلوكي والتدرب على وسائله وأدواته، يرى أننا نخوض تجربة تحمل بصمات وعلامات اقتصاديي الدواء الذين يوجهون الأجندات الاقتصادية السياسية في الحكومات عن طريق ممثليهم فيها، بحيث يواكب الحرب على الإرهاب تنمية ثقافة مواجهة الحرب البيولوجية وأن الأجندة التي تدار الآن تهدف لأمرين بالأساس: الربح، وخفض السكان.

فنحن نعيش منذ فترة في ظلال "حرب على الإيدز" و"حرب الإرهاب" و"حرب على المخدرات" و"حرب على السرطان"، وبحسب رأي هوروفيتز فإن الجنون الإعلامي السائد يعد نوعا من إدارة صراعات أو أزمات لا تصل أو ترقى لحد الحرب، ولو تطلب ذلك العمل مثلا زيادة الكوارث الطبيعية (هناك اتهامات بأن أمريكا فجرت قنبلة هيدروجينية صغيرة في فالق عميق قرب إندونيسيا وهو ما تسبب في موجات التسونامي)!.

كيف ذلك؟ يشرح الرجل بأنه مع نهاية ستينيات القرن الماضي اتضح لدى مفكري الاستعمار أن التبعات المترتبة على الحربين العالميتين الأولى والثانية أكبر من أن يتحملها العالم؛ لذا فإن الصراعات أو الأزمات التي لا تصل لحروب تعد الحل الأمثل سياسيا وأجدى اقتصاديا.

خذ مثلا هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد ريتشارد نيكسون أشرف على ثلة من السياسات وباشر تنفيذها –والكلام لهوروفيتز– وهي تستلزم خفض تعداد سكان العالم الثالث والذي يراه ضرورة لمصلحة أمريكا وألمانيا وبريطانيا وسائر الحلفاء.

هنري كيسنجر السياسي الأمريكي الذي غالبا ما يوصف بالدهاء والمكر هو بالمناسبة صنيعة عائلة روكفيللر الفاحشة الثراء والتي تصنع وتزرع السياسيين وتبث رجالها في المنظمات الحكومية والعالمية وتستطيع بالتناغم مع غيرها من أرباب رءوس الأموال عن طريقهم أن تدير دفة المؤتمرات الرسمية والعالمية وتوجهها حسب مصلحتها، ولعل هذا يفسر الابتسامات البلاستيكية لأصحاب الياقات البيضاء عقب كل لقاء أقيم خلف باب مغلق ضم ساسة ومسئولين والتوافق العجيب لهم والإجماع على بعض الشئون إذا تلاقت المصالح.

تلك العائلة مع غيرها من العائلات وأصحاب رءوس الأموال يديرون "كارتل" شركات أدوية، الكثير منها يعمل في حقل تصنيع الأمصال واللقاحات، وتتربح بأرقام فلكية منها، وحتى يتم ذلك لا بد أن يسيطر الرعب على الخلق حتى تسوغ أي سياسات قد لا يهضمها البعض في الظروف العادية، ومن ثم تبرز الحاجة لخلق ظروف استثنائية.

وفي عام 1968 طلب كيسنجر معلومات عن جراثيم وميكروبات جديدة يمكن استنباتها في المعامل بحيث تستخدم في خفض السكان، وتحوير فيروسات الأنفلونزا بدمجها مع فيروسات أمراض قاتلة أخرى، وتمت تلبية طلبه حيث خضعت بالفعل فيروسات الأنفلونزا لباحثي برنامج فيروسات السرطان وبالاسم خص خبيرنا هوروفيتز أربعة منهم هم أوكنور وستيورات وكينارد وروستشر وآخرين بطبيعية الحال.

تحت مظلة ذلك البرنامج تم دمج فيروسات الأنفلونزا والبارا أنفلونزا مع فيروس اللوكيميا، وفي بيئة تسمح بالاندماج والتحور مع فيروس يصيب الطيور مسببا لسرطان الساركوما، وتم حقنها في قرود وآدميين لبحث مدى عدواها. وبالتوازي مع ذلك قام روستشر بتعريض الفيروسات لإشعاعات يمكن أن تزيد نسبة السرطنة لها.

كل ذلك يتطلب حملة دعاية مركبة ومعقدة لا يمكن على إدارتها كما يقول هوروفيتز إلا وحدة تابعة للبنتاجون تدعى وحدة العمليات النفسية اسمها "PSYOPS" التي يديرها سدنة العسكرية الأمريكية في إدارة "Command and Control Warfare" وتكتب اختصارا "C2W".. فكر تآمري أليس كذلك؟.

إذا كان ما تقدم فكرا تآمريا سيطر على عقل ومخيلة عالم كبير وخبير صحة عالمي من العيار الثقيل، فهل المبيدات والكيماويات التي استخدمتها أمريكا في لاوس وفيتنام وكمبوديا وغيرها من تلك البلدان مثل العامل البرتقالي وغيرها خيال سقيم؟ هل المحاصيل المهندسة وراثيا وقدرتها المسرطنة واستخدام الهرمونات بدعوى زيادة الإنتاجية الزراعية بعيدة عن تلك الفرضية؟.

هوروفيتز يقول إن الوسائل الحديثة لا تقتل بشكل مباشر ولكنها تخفض السكان على المدى البعيد بظهور أمراض جديدة تستلزم عناية طبية ومراكز رعاية صحية وأموالا طائلة والعجلة تدور وتدر الربح الكبير الوفير..

من عندي أقول لكم: ذكرت أن حجم تجارة الأدوية يصل لنصف تريليون، لكن لم أذكر أن حجم الأموال التي تتداول في الرعاية الصحية الشاملة يتجاوز التريليون والنصف .. كلام الرجل على أقل تقدير جدير بالنظر فيه! والحال كذلك.. ما الذي يدبر؟.

اسير الصحراء
02-17-2006, 04:37 PM
أنفلونزا الطيور.. لمن لا يعرفها

http://www.islamonline.net/arabic/science/2005/10/images/pic07.JPG

مع عودة ظهور مرض أنفلونزا الطيور ووصوله إلى بعض دول أوربا بعد أن فتك بآسيا تدور في الأذهان أسئلة عديدة حول هذا المرض وماهيته.. وهل ينتقل المرض من الطيور إلى الإنسان؟ وإذا انتقل إلى الإنسان فهل ينتقل إلى إنسان آخر بالعدوى؟ هل تتشابه أعراضه مع أعراض الأنفلونزا العادية؟ وما الإجراءات التي يتم اتخاذها لاحتواء المرض؟ هل هناك علاجات؟. والسؤال الذي لا يقل أهمية هو: هل هناك خوف من أكل الطيور أم أن المرض لا ينتقل عن طريق أكل الطيور...؟

كان يعتقد أن أنفلونزا الطيور تصيب الطيور فقط إلى أن ظهرت أول حالة إصابة بين البشر في هونج كونج في عام 1997، حيث أصيب طفل هناك بمشاكل في التنفس وبدأ فيروس الأنفلونزا بالتكاثر في جدار رئتيه وتسبب في انتفاخهما وتورمهما، وبينما انتظر الجميع أن تشفى هذه الأنسجة بعد عدة أسابيع كما هو الحال الغالب في الأنفلونزا العادية، فإن قوة الفيروس كانت أسرع من مناعة الطفل البطيئة وحدثت الوفاة بعد عشرة أيام.

وبالكشف عن سبب إصابة الطفل وجد أنه فيروس الأنفلونزا A، وأرسلت العينة إلى المعامل ليعزل فيروس الـH5N1 لأول مرة من دم إنسان.

من هو الـ H5N1

http://www.islamonline.net/arabic/science/2005/10/images/pic07a.JPG

من المعروف أن الأنفلونزا تنقسم إلى 3 أنواع رئيسية (A, B, C) وفقا لنوع الفيروس المسبب لها، وجميع الفيروسات حاملة للمادة الوراثية الـRNA (الحامض النووي الريبوزي) التي تحتوي على 8 جينات، ويحيط بها غشاء داخلي من البروتين، كما يحميها من الخارج غلاف يبرز نوعين من الجزيئات البروتينية السطحية وهما:

1 - جزيء "الهيماجلوتينين" Hem agglutinin ويرمز له بالبروتين "هـ" H والذي يلعب دورا أساسيا في قدرة الفيروس على إصابة خلايا الجهاز التنفسي باندماجه مع مستقبلات موجودة حول الخلية ويتكاثر بداخلها.

2 - أما الجزيء الآخر فيسمى "نيورامينداز" Neuraminidase ويرمز له بالبروتين "ن" N ودوره يتمثل في خروج الفيروسات الوليدة من الجهاز التنفسي لتنتشر في أنحاء الجسم. وتنقسم الأنفلونزا إلى 3 أنواع طبقا للتركيب الكيميائي للغشاء الداخلي للفيروس.

وجُذِبت أكثر الدراسات العلمية إلى الأنفلونزا وربما يكمن السبب وراء ذلك لاتهامها غالبا بظهور الأوبئة وتنقلها من قارة إلى أخرى، حيث يدرج تحتها تصنيفات عديدة، فيوجد منها 15 نوعا من الجزيء "H"، و9 أنواع من الجزيء "N"، وهناك 3 أنواع فقط من الـ15 نوعا من H خاصة بالإنسان H1, H2 & H3، ونوعان من الـ9 أنواع للـN كذلك.

ونوع الأنفلونزا المسماة بـA هو أهم هذه الأنواع؛ وذلك لأنها لا تصيب الإنسان فقط، بل قد تصيب معه أنواعا من الحيوانات كالطيور والخنازير والخيول وكلاب البحر والحيتان.

وأثناء هذه الدراسات المضنية حول فيروس A وتحديدا في عام 1961 ظهر نوع جديد من أنفلونزا A في بعض الطيور بجنوب أفريقيا سماه العلماء بـH5N1، ووجدوا هذا النوع قاتلا للدجاج، ولكنه غير ضار بالإنسان أو هذا ما اعتقده العلماء وقت اكتشافه حتى ظهور أول حالة عام 1997.

من الطيور إلى البشر

حتى الآن لم يعرف بدقة مصدر هذا المرض وما زالت الأبحاث وليدة تحتاج لكثير من الجهد مع تلك الأنفلونزا المحيرة.. إلا أن أصابع الاتهام تشير مبدئيا إلى الطيور البرية الحاملة للفيروس وخاصة الطيور المهاجرة، وبينما لا تمرض هذه الطيور بالفيروس فإنه مميت للطيور المستأنسة.

فحينما تصاب دجاجة بالفيروس فإن العدوى تنتقل بسهولة بين الدجاج المتزاحم جنبا إلى جنب في الأقفاص عن طريق ملامسة لعاب الطير المصاب، أو إفرازات أنفه أو برازه، ثم تنتقل العدوى إلى الإنسان إذا لامس هو الآخر الدجاج المريض في بيئة غير معقمة حيث يخرج الفيروس من جسم الطيور مع فضلاتها التي تتحول إلى مسحوق ينقله الهواء، ويمكن أن يعيش الفيروس لفترات طويلة في أنسجة وفضلات الطيور خاصة في درجات الحرارة المنخفضة.

كما يمكن أن ينتقل الفيروس من الطيور إلى الإنسان إذا أكل لحومها غير المطهوة بشكل جيد؛ حيث أكد علماء الصحة أنه لا يوجد أي خطر من تناول لحم الدجاج المطهو بطريقة جيدة.

كما لا يستطيع العلماء تحديد الأعراض للدجاجة المصابة بالفيروس بوضوح؛ لأن الأمر يعتمد بشدة على نوع الفيروس ونوع الطائر أيضا، أما الإنسان المصاب فتظهر عليه الأعراض العادية المعروفة للأنفلونزا، حيث يشعر المريض بالصداع والكحة وآلام الجسد المصاحبة للحمى، ثم تبدأ المضاعفات الخطيرة إذا لم يتوافر لجهازه المناعي القوة المطلوبة للسيطرة على الفيروس، كما حدث مع أول حالة اكتشفت حيث حُدد سبب وفاة هذه الحالة وقتها بأنه الإصابة بمضاعفات الأنفلونزا وتحديدا الالتهاب الرئوي الشديد ومتلازمة الـ "ريا"Syndrome Reye المسبب لتليف الدماغ والكبد، وهو أحد أهم مضاعفات هذا المرض.

وعلى صعيد العلاج فيمكن أن يبرأ المرضى المصابون بأنفلونزا الطيور من الفيروس إذا تعاطوا المضادات الحيوية. ويعكف الباحثون على تطوير مصل مضاد للمرض.

ولكن يبقى سؤال محير: كيف تتطور هذه الفيروسات بهذه المهارة وتفرز لنا الجديد كل يوم؟ وهل نحن في انتظار إفراز فيروس ينتقل من إنسان لآخر؟

الإصابة المزدوجة.. ناقوس الخطر

هناك مخاوف من أن فيروس أنفلونزا الطيور القاتل قد يندمج مع نوع آخر من فيروسات الأنفلونزا التي تصيب الإنسان لينتج عنهما فيروس معدل ينتقل من شخص إلى آخر، ويمكن أن يحدث هذا الاندماج في حالة إصابة شخص مريض أساسا بنوع من أنواع الأنفلونزا العادية بفيروس أنفلونزا الطيور، وكلما زادت حالات الإصابة المزدوجة هذه زادت احتمالات تطور صورة الفيروس.

في هذا الصدد يؤكد علماء الجينات أن مادة R.N.A التي تحملها فيروسات الأنفلونزا تتعرض لطفرات كثيرة أثناء نسخها بغرض التكاثر، حيث تتطفر بمعدل أعلى من الفيروسات الحاملة للـDNA (الحامض النووي الديوكسي ريبوزي)، ومع الوقت تتجمع هذه الطفرات لتنتج نوعا جديدا من الأنفلونزا فيما يسمى بالتحول الجيني (antigenic drift) ولا عجب في ذلك؛ لأننا نتعامل مع "أساتذة التطور" كما يسميها العلماء.

وربما لم يثبت حتى الآن قطعيا انتقال المرض من إنسان إلى آخر.. ولكن مع أساتذة التطور لا شيء مستحيل.

يقول الخبراء: إنه في حالة إثبات إمكانية انتقال المرض من إنسان لآخر، فإننا سنواجه مشكلة أشد خطرا وضراوة وفتكا من السارس المرعب.

يذكر أن أنفلونزا الطيور تسببت في مقتل 60 شخصا جنوب شرق آسيا منذ العام 2003، وهناك شكوك في أن أحد هؤلاء الضحايا انتقل إليه المرض عن طريق شخص آخر وليس عن طريق الطيور بشكل مباشر

اسير الصحراء
02-17-2006, 04:40 PM
فيروس الأنفلونزا.. العملاق النائم

http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/scince/gif/pic1c.jpg

استقبلت دول العالم القرن الجديد في ذعر تامّ نتيجة يقظة ما يسمى بـ "العملاق النائم" وهو فيروس "الأنفلونزا" وما يسببه من أخطار على حياة الإنسان، وترجع خطورة هذا الفيروس إلى أنه يتكوّن من ثلاثة أنواع، وكل نوع ينفصل إلى فصائل، لكل منها درجات واختلافات وراثية وأخطرها النوع "A" الذي يسبِّب الوفاة.
وترجع خطورة فيروس "الأنفلونزا" إلى أنه فيروس مخادع قادر على تغيير جيناته الوراثية كل عام، مما يستحيل معه إعطاء لقاح أو مصل يدوم تأثيره لأكثر من هذه الفترة، كما أن الفيروس يستطيع تغيير كل جيناته الوراثية خلال 4 سنوات مما يستحيل على جسم الإنسان التعرف عليه ومقاومته.
إن وباء الإصابة بفيروس الأنفلونزا فاق كل التوقعات مما يصعب معه وضع إحصاء لدرجات وعدد الإصابات التي تجاوزت عشرات الملايين في العالم، ورغم أن هذا الفيروس تمّ عزله عام 1923 وتم تصنيع اللقاح الخاص به منذ الأربعينيات فإنه ليس من المتوقع القضاء عليه أو حتى السيطرة عليه مثل: فيروس شلل الأطفال والجدري، إلا أن هناك وسائل كثيرة لمقاومته أو ترويضه.
وترجع خطورة هذا المرض إلى أنه يسبب نسبة 90% من الوفيات بين المصابين الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكر والقلب والكلى وأمراض الدم المزمنة، وكبار السن ومرضى حساسية الصدر والأنف، وتحدث تغيرات الأحماض الأمينية بالفيروس في فصلى الخريف والشتاء، ويحدث تغير كامل في تركيب الجزيئين (هـ) و (ن) مما يساعد على انتشاره في أنحاء العالم، وقد حدث وباء لفيروس الأنفلونزا عام 1957 وآخر عام 1968، ولكن ليس بنفس الدرجة الموجودة حاليًا، لوجود المضادات الحيوية للبكتريا المصاحبة له، ومع كل ذلك يستحيل تحضير لقاح لهذا المرض والقضاء على خطورته بسبب التغيرات التي تحدث في جيناته، وقد أنشأت منظمة الصحة العالمية شبكة دولية لمسح فصائل الأنفلونزا حيث يقوم العلماء والأطباء من الشبكة بفحص عينات من الحلق والأنف من الأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم بالفيروس بزرعها في مزارع الأنسجة للتعرف على فصائله وتصنيف سلالاته، ثم توجّه تعليمات ونصائح للشركات التي تصنع اللقاح سنويًا عن الأنواع الجديدة من الفيروس

اسير الصحراء
02-17-2006, 04:42 PM
الشرق الأوسط يستعد لمواجهة أنفلونزا الطيور

http://www.islamonline.net/Arabic/news/2005-10/14/images/pic05.jpg

مسئولون يستعدون لإعدام طيور يشتبه في إصابتها بأنفلونزا الطيور بقرية تركية

شددت دول الشرق الأوسط إجراءات الوقاية لمواجهة تهديد أنفلونزا الطيور بعد إعلان مصادر طبية تركية ظهور أول إصابة على أراضيها بفيروس "اتش.5.إن.1" الذي تسبب في نفوق ملايين الطيور ونحو ستين شخصا في آسيا منذ نهاية العام 2003.

واتخذت معظم البلدان العربية المعرضة لانتقال المرض إجراءات وقائية إضافية خوفا من انتقال المرض إليها.

ففي سوريا المجاورة لتركيا أعلن وزير الزراعة أن بلاده اتخذت عدة إجراءات للوقاية من أنفلونزا الطيور وأنها تعزز إجراءات الرقابة، وأكد في حديث لصحيفة "الثورة" السورية الرسمية عدم وجود أي إصابة في البلاد حتى الآن.

وفى الأردن أعلن مصدر رسمي الخميس 13-10-2005 أن السلطات وضعت السدود والمسطحات المائية التي تقصدها الطيور المهاجرة تحت المراقبة وذلك لرصد أي حالات من أنفلونزا الطيور.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) عن خالد أبو رمان المتحدث باسم اللجنة الوطنية لمواجهة الوباء التي شكلتها الحكومة أن "ثلاث مناطق مائية سوف توضع تحت المراقبة وهي منطقة الأزرق (شرق) وسد الكرامة (جنوب) وبقية السدود التي تقصدها الطيور المهاجرة في مثل هذا الوقت من العام".

وأضافت الوكالة أن "اللجنة الوطنية لمواجهة أنفلونزا الطيور أوصت بوقف استيراد جميع أنواع الطيور ومشتقاتها من جميع دول العالم كإجراء احترازي" لمنع وصول الفيروس المسبب للمرض إلى الأردن.

وفي دول الخليج العربي أعلن سلطان الدوسري وزير الشؤون البلدية والزراعة القطري يوم الخميس "حظر استيراد كافة أنواع الطيور الحية ومنتجاتها من الدول الموبوءة بمرض أنفلونزا الطيور".

كما شمل القرار "حظر استيراد جميع أنواع طيور الزينة والطيور المائية من جميع دول العالم وذلك حتى إشعار آخر".

ووضعت السلطات في الإمارات خطة وقائية نشرتها الصحف المحلية تشمل تعزيز الرقابة على الحدود وتوفير ثلاثة ملايين مصل إضافي تصل قيمها إلى 7.6 ملايين دولار.

وأعلن المسئولون هذا الأسبوع حظر استيراد الطيور ومنتجاتها من تركيا ورومانيا بسبب ظهور أنفلونزا الطيور في هذين البلدين.

وفي البحرين اعتمدت الحكومة قبل عدة أيام سلسلة من الإجراءات الوقائية تتضمن خصوصا توفير أربعة ملايين مصل ضد أنفلونزا الطيور كما ذكرت وكالة أنباء البحرين. كما أقامت الكويت من جانبها لجنة متابعة مكونة من العديد من خبراء.

إلغاء الصيد بمصر

وقررت السلطات المصرية يوم 12-10-2005 حظر استيراد الطيور الحية من كل دول العالم وإلغاء موسم الصيد البري لمنع وصول مرض أنفلونزا الطيور إلى البلاد.

وذكرت الصحف المصرية أن مجلس الوزراء قرر في اجتماعه هذا الأسبوع "وقف استيراد جميع أنواع الطيور الحية من أي مكان في العالم سواء ضمن صفقات استيرادية أو بصحبة ركاب وإلغاء موسم الصيد (البري) هذا العام خصوصا في شمال الفيوم ومناطق الصيد الأخرى".

كما قرر مجلس الوزراء التنسيق مع وزارة الطيران المدني لتتخذ السلطات في المطارات أقصى إجراءات الحذر مع الركاب القادمين من الدول التي ظهر بها المرض.

وفي اليمن قررت الحكومة حظر استيراد الطيور وتعزيز الرقابة على الحدود.

تركيا

وأكدت السلطات التركية ظهور مرض أنفلونزا الطيور في البلاد، وقال فاروق ديميريل الناطق باسم وزارة الزراعة التركية الخميس إن أنقرة تلقت نتائج فحوصات تؤكد أن فيروس أنفلونزا الطيور الذي رصد في مزرعة بشمال غرب البلاد هو فعلا الفيروس الخطير "إتش5إن1".

وأوضح أنه تم رصد الفيروس يوم السبت 10-10-2005 في مزرعة دواجن في شمال غرب البلاد. مشيرا إلى أنه تم ذبح أكثر من ستة آلاف طير في منطقة قرب بلدة كيزيكسا بؤرة المرض حيث فرض حجر صحي.

وقالت وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية اليوم الجمعة 14-10-2005 إن تسعة أشخاص وضعوا تحت الملاحظة في مستشفى لإجراء فحوص دم للاشتباه بإصابتهم بأنفلونزا الطيور بعد نفوق نحو 40 من طيور الحمام الذي يملكونه خلال الأسبوعين الماضيين.

اسير الصحراء
02-17-2006, 04:43 PM
http://www.islamonline.net/arabic/alhdth/2005/01/22/images/11.jpg


مخاوف من انتقال أنفلونزا الطيور بين البشر..

أعربت منظمة الصحة العالمية السبت 22-1-2005 عن مخاوفها من احتمال انتقال مرض أنفلونزا الطيور بين البشر بعد تأكيد إصابة شقيقين فيتناميين بفيروس (إتش 5 إن 1) المسبب لأنفلونزا الطيور، ووفاة الشقيق الأكبر -47 عامًا- في 9-1-2005، بينما لا يزال الشقيق الأصغر الذي كان يقوم على تمريض شقيقه يعالج، لكنها استدركت قائلة إن المرض قد يكون انتقل إليه أيضًا أثناء تناول وجبة عائلية. يُذكر أن أنفلونزا الطيور اجتاح عدة دول آسيوية عام 2004، وأدى إلى مقتل 20 شخصًا في فيتنام و12 في تايلاند حتى انحساره في فبراير 2004، قبل أن يعاود الظهور من جديد في فيتنام أوائل ديسمبر 2004 ليودي بحياة 9 أشخاص.

اسير الصحراء
02-17-2006, 04:47 PM
الفيروسات.. مؤشر اختراق الممنوع

http://www.islamonline.net/Arabic/Science/2003/07/images/pic06.jpg
الفيروسات تعلن الحرب

اخترق حياته أكثر مما ينبغي، فبادله بتمرد وانقسام خفي.. هذا هو الإنسان حينما زج بأنفه إلى عالم الحيوان يطارده في مسكنه ومأكله ويهدده بالفناء ليكتب لنفسه الحياة.. فإذا به يفاجأ بما لا تُحمد عقباه.

فيوما بعد يوم تظهر أمراض غريبة قاسية في كل مكان وفي أي مكان.. فتارة تسمع عن وباء الجلد العقدي، وتارة الإيبولا المفزعة.. ويأتي لنا الإيدز صاحب الـ 20 مليون قتيل، تليه حمى النيل المحيرة.. آلاف وربما الملايين من الفيروسات لا تعد ولا تحصى في انتظار الإنسان، كما يؤكد العلماء، وربما يكون السارس، وجدري القرود (الضيوف الجدد) صورة مصغرة لما يتوقعه الإنسان اليوم أو غداً.

والغريب أن شيئا مشتركاً كان وما زال يجمع كل هذه الأمراض وهو أن أصلها جميعاً قادم من الحيوان، فالجدري المائي تحمله إلينا الجمال.. والموت الأسود (الطاعون) من الفئران.. والأنفلونزا من الطيور المائية.. أما وباء الجلد العقدي فمن قرادة الأرجل السوداء.. والإيبولا أغلب الظن من الشمبانزي، أما حمى وادي النيل التي ظهرت عام 1999 فقد تزامن ظهورها مع موت غريب للطيور في نيويورك لم تُعرف أسراره بعد.. والحمى الصفراء، هذا الوباء الذي أوقف بناء قناة بنما في الغابات الاستوائية -والذي ما زال يهدد الولايات المتحدة بانتشاره- تُنقل عبر نوع من الناموس يتغذى على قرد الكولاباس Colobus.

وأكدت أحدث دراسة على الإيدز ظهرت في 12 يونيو 2003 أنه قد ظهر في غابات الغرب الأفريقي في القرن الماضي حينما أصيب الشمبانزي بالمرض.. ثم نُقل بدوره إلى الإنسان في الأربعينيات على الأرجح حينما تغذى الإنسان على الشمبانزي أو تعرض لدمائه في أبحاثه.

ربما تكون هذه المعلومات ليست بالجديدة، لكن الخبراء يؤكدون أن نقل الحيوان لهذه الأمراض التي تسمى بـ Zoonotic diseases (الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان) يصبح أسرع يوماً بعد يوم بطريقة مثيرة للحيرة والارتياب.


أسباب.. ولكن

http://www.islamonline.net/Arabic/Science/2003/07/images/pic06a.jpg

الإنسان يعتدي على مملكة الحيوان

أمراض التصحر deforestation diseases.. يعد التصحر أول أسباب انتشار هذه الأمراض من الحيوان إلى الإنسان بهذه السرعة؛ حيث ظهر أن له أضرارا أبعد مما كنا نتوقع؛ فمع ازدياد عدد السكان وبحثهم عن الاستقرار، والحرف المستقرة كالزراعة والصيد، زحف الإنسان إلى الغابات الاستوائية في آسيا وأفريقيا.. وبدأ في تحطيمها لصالح سكنه وتجارته.

ولكن هذه الغابات تحتوي في أعلى طبقاتها على "ظلة الغابة" أو Forest Canopy وهو أعلى جزء متغصن بها وأكثر طبقاتها أهمية؛ لأنه يظلها من ضوء الشمس ويرطب الهواء، وتعيش فيه كميات ضخمة من الحشرات والفيروسات لم يعرف الإنسان معظمها.

http://www.islamonline.net/Arabic/Science/2003/07/images/pic06b.jpg

الغابات متشابكة الأغصان تكوّن ظلة الغابة

حينما تحطمت ظلة الغابة تناثرت هذه الفيروسات من بيئتها وظهرت أمراض التصحر.. وحينما اقترب الإنسان وأصبح وثيق الاتصال بالغابات ترعرعت هذه الأمراض وازدادت ضراوة، ربما في البداية لم يكن الإنسان هو العائل الرئيسي، ولكن حينما غاب العائل غير الإنساني واختفى لم تجد هذه الأمراض بداً في غزو جسم الإنسان.

وبالطبع تغيرت الحالة المناخية للأرض وزحفت الطيور والحشرات إلى مناطق مناخيه جديدة حاملة معها الميكروبات فزاد الأمر اتساعا وصعوبة.. أما الإنسان فقد أخرج القوارض، والبرمائيات وأنواع الحيوانات المختلفة من أماكنها الطبيعية ليستخدمها كطعام، وكحيوانات أليفة للاستمتاع، حتى إن تجارة "الحيوانات الأليفة" تأتي بعد تجارة الأدوية في مستوى الرواج رغم عدم تنظيمها حتى الآن بصورة لائقة.. طرق عديدة لا تحصى يمكن أن تكون مصدرًا للفيروسات المدمرة سماها العلماء بتهكم "زحمة مرورية للفيروسات" أو Viral Traffic.

تعرف على ضيوفك الجدد

http://www.islamonline.net/Arabic/Science/2003/07/images/pic06c.jpg

مرض جدري القرود

كان هذا النوع من التزاحم هو السبب الرئيسي على الأرجح وراء ظهور السارس.. حيث قُدّمت بعض أنواع الثدييات الليلية (تنشط في الليل) على موائد المطاعم في جنوب الصين.. مثل قطط الزباد Civets، كلاب الراكون raccoon dogs والغرير قصير القوائم badger، وما زالت الأسواق تعج بتجارة الحيوانات الأليفة رغم حظر هذه البلاد لهذه الأسواق. ويحذر العلماء من أن وجود ظاهرة تلك الأسواق المزدحمة شديدة الاتصال بالإنسان تجعل من السارس بداية لا نهاية.

آخر ضيوفك ظهر بعد شهر واحد من السارس ألا وهو جدري القرود Monkey box وأحدث أخباره خلال شهر يونيو 2003 أن مسئولي الصحة في ولاية ويسكونسن الأمريكية أعلنوا أن عاملاً للصحة قد يكون أصيب بجدري القرود من مريض بأحد مستشفيات الولاية في سابقه هي الأولى من نوعها أن تسجل عدوى من إنسان إلى إنسان بهذا المرض.

تعرف العلماء على جدري القرود منذ الستينيات.. حينما اكتشفوه في دماء بعض القرود من وسط وغرب أفريقيا.. وتتبع ذلك تقارير منفصلة عن حدوث إصابات يتخللها حالات للموت.. زادت هذه الإصابات في أواخر السبعينيات والثمانينات، أشهرها كان وباء الكونغو في فبراير 1997 والذي سجلت فيه 71 حالة إصابة في 13 قرية مات من هذه الحالات 6 أشخاص.

جدري القرود شبيه جداً بالجدري المائي small box، ولا يفصل بينهما إلا في اختبارات المعامل، فترة حضانته 12 يوماً تقريباً، وغالبية مصابيه من الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض الحمى، طفح جلدي blisters مليء بالصديد، مع أوجاع وحرقان.

في عام 1988، اعتبر العلماء أن الفيروس لا يشكل تهديداً كبيراً للإنسان ولا ينتقل من شخص لآخر، مع عدم استحالة حدوث الأمر حتى كانت هذه الحادثة في أمريكا. ويعتقد أن جدري القرود كان حبيسًا في "ظلة الغابة" أيضاً، ويعد من أمراض التصحر المذكورة.

الحكومة الأمريكية منعت بشدة استيراد القوارض الأفريقية ومنعت كلاب المرج prairie dogs التي يعتقد أنها نقلت المرض للإنسان.. وتم فرض تطعيمات الجدري المائي بالذات لمن تعرض لتلك الأنواع من الحيوانات التي يعتقد أنها دخلت البلاد في إبريل 2003 وتفرقت في 15 ولاية.

حمداً لله أن جدري القرود لا يعتبر من الأمراض الخطيرة على الإنسان مثل غيره؛ حيث تصل نسبة الموت فيمن يصابون به من 1% إلى 10% في أفريقيا، إلا أن جميع العلماء لا يفرحون كثيراً بتلك النتائج ويؤكدون أن الإنسان لا يعرف أبداً ماذا يخبئه له الغد القريب، وينظرون بترقب لما بعد السارس وجدري القرود.