المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((سلسلة : رجال حول الرسول صلي الله عليه وسلم))


محبة الرحمن
12-07-2005, 04:00 AM
اخوتي اخواتي اهلا ومرحبا بكم

طرأت لي فكرة ان نجمع سير الصحابة رضوان الله عليهم في شكل سلسلة متتابعة لتكون بمثابة مرجع لسيرهم العطرة وتكون مقصدا يسيرا لأعضاء المنتدي وان شاء الله تكون بشكل مبسط وليست بالسرد القصير المخل او الطويل المتفرع.
ولنبدأ بسم الله بأول سيرة من سير رجال حول الرسول صلي الله عليه وسلم :

سيرة ((سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه ))


(51 ق.هـ - 13هـ، 573 - 634م).
ابو بكر الصديق : اسمه عبدالله بن أبي قحافة، وأبو قحافة هو عثمان بن عامر بن كعب التيمي القرشي. أول الخلفاء الراشدين وأوّل من آمن برسول الله ³ من الرجال، وأحد عظماء العرب. يلتقي نسبه مع النبي ³ عند مرّة بن كعب بعد ستة آباء. وكلا أبويه من بني تيم. أمه أُم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب، وهي ابنة عم أبي قحافة. لُقب بعتيق ولقبه الصِّديق، فعن عائشة قالت: ¸لما أُسري بالنبي ³ إلى المسجد الأقصى، أصبح يُحدِّث بذلك الناس، فارتد ناس ممن كان آمن وصدق به وفُتنوا، فقال أبو بكر: إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك. فلذلك لُقِّب بالصديق، وقيل: إنه عُرف بلقب الصِّديق لأنه كان يتولى الديات وينوب فيها عن قريش، فما تولاه في هذه الديات صدّقته قريش فيه وقبلته، وما تولاه غيره خذلته وترددت في قبوله وإمضائه.


نشأته وإسلامه. ولد بمكة ونشأ سيّدًا من سادات قريش. اتفقت الأقوال على أنه كان أول من أسلم من الرجال، ويروي أبو بكر عن نفسه في مجمع من أصحاب رسول الله ³ ¸ما سجدت لصنم قط، وذلك أني لما ناهزت الحلم، أخذني أبو قحافة بيدي، فانطلق بي إلى مخدع فيه الأصنام، فقال لي: هذه آلهتك الشم العوالي وتركني وذهب، فدنوت من الصنم وقلت: إني جائع فأطعمني، فلم يجبني، فقلت: إني عار فاكسني، فلم يجبني، فألقيت عليه صخرة فخرَّ لوجهه·.

كان أبو بكر مستقيمًا في جاهليته، يأبى شرب الخمر ويأبى كل قبيح من قول أو فعل، حرّم أبو بكر الخمر على نفسه، في جاهليته، قبل أن يُشرع حكمها في الإسلام. قالت عائشة: (ما عَقَلْتُ أبويّ إلا وهما يدينان الدين وما مرّ عليهما يوم قط إلا ورسول الله يأتينا فيه بُكرة وعشية. وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه ويثقون به، فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به، فأسلم بدعوته عثمان ابن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيدالله، وعثمان بن مظعون، وأبو عبيدة، وأبو سلمة، والأرقم).


هجرته. كان أبو بكر كثيرًا ما يستأذن رسول الله ³ في الهجرة ¸فيقول له: لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبًا·.

هاجر أبو بكر الصديق مع رسول الله ³ وصَحبه في الغار ¸غار ثور· لما سارا مهاجرين، وآنسه فيه، ووقاه بنفسه. عن ابن عمر: أن رسول الله ³ قال لأبي بكر: ¸أنت أخي، وصاحبي في الغار·.


شهوده بدرًا وغيرها. لم يختلف أهل السير في أن أبابكر الصديق، رضي الله عنه، لم يتخلف عن رسول الله ³ في مشهد من مشاهده كلها. قال محمد بن سعد: ¸قالوا: وشهد أبو بكر بدرًا، وأحدًا، والخندق، والحديبية، والمشاهد كلها مع رسول الله ³ ، ودفع رسول الله ³ رايته العظمى يوم تبوك إلى أبي بكر، وكانت سوداء، وأطعمه رسول الله من خيبر مائة وَسْق (حمل دابة)، وكان فيمن ثبت مع رسول الله ³ يوم أُحد ويوم حنين حين ولَّى الناس·.


فضائله. كان رجلاً رضي الخلق، رقيق الطبع، رزينًا، لا يغلبه الهوى، ولا تملكه الشهوة، وكان لرزانته وحسن رأيه، ورجاحة عقله، أنه لم يشارك قومه في الجاهلية في كثير من عقائدهم وعاداتهم، وكان سيدًا من سادات قريش، وغنيًا من كبار موسريهم. وقد روى جندب بن عبدالله أنه سمع رسول الله ³ يقول قبل أن يُتوَفَّى بيوم: (قد كان لي فيكم إخوة وأصدقاء، وإني أبرأ إلى الله أن أكون اتخذت منكم خليلاً، ولو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، وإن ربي اتخذني خليلاً، كما اتخذ إبراهيم خليلاً) .

وعن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله ³ : (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة).

وكان نفر من المهاجرين والأنصار يتذاكرون فضائل أهل الفضل عند باب النبي عليه السلام، فخرج عليهم النبي فسألهم: فيم أنتم؟ قالوا: نتذاكر الفضائل فقال: (لا تقدموا على أبي بكر أحدًا فإنه أفضلكم في الدنيا والآخرة) . استعمله الرسول ³ على الحج في أول حجة في الإسلام وصلى خلفه في مرضه الأخير، والأخبار التي نقلت فضائله وشمائله زاخرة.


علمه. كان الصديق أقرب الصحابة إلى النبي، عليه الصلاة والسلام، وألزمهم له في نهاره وليله، وعن ابن عمر، رضي الله عنه أنه سُئل: من كان يُفتي الناس في زمان رسول الله ³ ؟ فقال أبو بكر وعمر، ما أعلم غيرهما. ولكنه على هذه الملازمة لم يرو في الأحاديث النبوية إلا نيفًا ومائة وأربعين حديثًا لم يتجاوز ما أثبته البخاري ومسلم سبعها.


زهده وتواضعه. كان أزهد الناس، وأكثرهم تواضعًا في أخلاقه ولباسه ومطعمه ومشربه، وكان لبسه في خلافته الشملة والعباءة. قدم إليه زعماء العرب وأشرافهم ملوك اليمن وعليهم الحُلل (والحِبَرُ) وبرود الوَشي المثقل بالذهب والتيجان، فلما شاهدوا ما عليه من اللباس والزهد والتواضع والنسك، وما هو عليه من الوقار والهيبة، ذهبوا مذهبه ونزعوا ما كان عليهم.

قال الأصمعي: كان أبو بكر إذا مُدِح قال: ¸اللهم إنك أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون، واغفر لي مالا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون·.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ³ : (مانفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر) فبكى أبو بكر وقال: ¸وهل أنا ومالي إلا لك يارسول الله؟·. وعن عمر قال: ¸أمرنا رسول الله ³ أن نتصدق، ووافق ذلك مالاً عندي، فقلت، اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته، قال فجئت بنصف مالي فقال رسول الله ³ ما أبقيت لأهلك؟ قلت مثله، وجاء أبو بكر بكل ما عنده، فقال يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قُلت: لا أسبقه إلى شيء أبدًا·. وعن هشام بن عروة عن أبيه قال: أسلم أبوبكر وله أربعون ألفًا، فأنفقها في الله وأعتق سبعة كلهم يُعذب في الله: أعتق بلالاً، وعامر بن فُهيرة، وزنّيرة، والنهدية، وابنتها، وجارية بني مُؤمل، وأم عُبيس.


زوجاته وأبناؤه. بنى أبو بكر بزوجتين في الجاهلية وزوجتين في الإسلام هن: أم رومان بنت عامر بن عويمر، وقتيلة بنت عبد العزى العامرية، وأسماء بنت عُميس الخثعمية، وحبيبة بنت خارجة. وأبناؤه الذكور عبد الرحمن، وعبدالله، ومحمد والإناث أسماء ذات النطاقين زوج الزبير ابن العوام، وعائشة أم المؤمنين زوج النبي ³ وأم كلثوم.


خلافته ووفاته. بُويع أبو بكر يوم وفاة النبي ³ بالخلافة في سقيفة بني ساعدة في السنة الحادية عشرة للهجرة، وكان أول المبايعين له عمر وأبو عبيدة رضي الله عنهما. وقيل إن بشير بن سعد كان الأول.

أهم الأعمال التي قام بها في خلافته تسيير البعوث، وتوطيد العقيدة بين العرب بما صنعه في حروب الرّدة، وتأمين الدولة من أعدائها بتسيير البعوث وفتح الفتوح، فقمع المرتدين وأعاد للدين مجده وعزته، وسيّر بعوث فارس والروم حتى بلغت بعوثه أحد عشر جيشًا. ولا يفوتنا أن نذكر أَجَلّ عمل قام به الصديق، وهو جمع القرآن الكريم دستور الأمة ومنهج حياتها.

كانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر ونصف شهر، وتوفي في المدينة المنورة وهو ابن ثلاث وستين سنة.

اسير الصحراء
12-07-2005, 12:23 PM
سلسله رائعه وفي انتظار كثير من الاسماء وقصصهم وهم من الصحابة الصالحية الذين كانوا بجانب الرسول عليه الصلاة والسلام

محبة الرحمن
12-07-2005, 03:17 PM
بارك الله فيك اخي اسير الصحراء ان شاء الله تتكامل وتواصل الموسوعة بجهودكم وجهود الاخوة الاعضاء
نتمني من عنده اضافة لصاحبي جليل وضعها هنا للفائدة ان شاء الله

اسير الصحراء
12-07-2005, 04:02 PM
أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، إبن عم الرسول الأعظم صلَّى اللَّه عليه وآله، وأول من لبَّى دعوته واعتنق دينه، وصلّى معه.


هو أفضل هذه الأمة مناقب، وأجمعها سوابق، وأعلمها بالكتاب والسنة، وأكثرها إخلاصاً لله تعالى وعبادة له، وجهاداً في سبيل دينه، فلولا سيفه لما قام الدين، ولا انهدت صولة الكافرين.



نعم، لم تعرف لإنسانية في تاريخها الطويل رجلاً - بعد الرسول الأعظم (ص) أفضل من علي بن ابي طالب ولم يسجّل لإحد من الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وآله من الفضائل والمناقب والسوابق، ما سجّل لعلي بن ابي طالب، وكيف تحصى مناقب رجل كانت ضربته لعمرو بن عبدود العامري يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين، وكيف تعد فضائل رجل اسرّ اولياؤه مناقبه خوفا، وكتمها أعداؤه حقداً، ومع ذلك شاع منها ما ملأ الخافقين، وهو الذي لو اجتمع الناس على حبه - كما يقول الرسول صلى الله عليه وآله - لما خلق الله النار.



والحديث عن علي بن ابي طالب طويل، لا تسعه المجلدات، ولا تحصيه الأرقام، حتى قال ابن عباس لو أنّ الشجرَ اقلامٌ، والبحرَ مدادٌ، والإنس والجن كتّاب وحسّاب، ما أحصوا فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.


ولادته
ولد عليه السلام بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة ولم يولد في البيت الحرام سواه قبله ولا بعده وهي فضيلة خصه الله بها إجلالاً له واعلاءً لرتبته وإظهاراً لتكرمته. وقيل ولد لسنة ثمان وعشرين من عام الفيل، والأول عندنا أصح وكان عليه السلام هاشمياً من هاشميين، وأول من ولده هاشم مرتين (أي من قبل الأب والأم)، فمن جهة الأب فهو علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف، ومن قبل الأم فهي فاطمة بنت أسد بنت هاشم بن عبد مناف.


في مقتله عليه الصلاة والسلام: لما تواعد إبن ملجم - عليه لعنة الله وملائكته وخلقه - وصاحباه على قتل علي عليه السلام ومعاوية وعمرو بن العاص دخل إبن ملجم المسجد في بزوغ الفجر الأول فدخل الصلاة تطوعاً وافتتح القراءة فأقبل علي عليه السلام وبيده مخفقة وهو يوقظ الناس للصلاة فمر بابن ملجم لعنه الله ودخل الصلاة فتبعه ابن ملجم لعنه الله فضربه على قرنه ووقع ذبابة السيف في الجدار فأطار فدرة من آجره فابتدره الناس ووقع السيف منه فجعل يقول: أيها الناس احذروا السيف فإنه مسموم فمات روحي وروح العالمين له الفدا من تلك الضربة بعد ليلتين منها فأخذه (ابن ملجم) عبدالله بن جعفر فقطع يديه ورجليه وروى الحافظ أبوبكر البيهقي: خرج علي عليه السلام لصلاة الفجر فأقبل الوز يصحن في وجهه فطردوهن عنه فقال: دعوهن فإنهن نوائح ولما ضرب عليه السلام قال: فزت ورب الكعبة.. وفي الحديث أن النبي (ص) قال لعلي عليه السلام ألا أخبرك بأشد الناس عذاباً يوم القيامة؟ قال: أخبرني يا رسول الله. قال: فإن أشد الناس عذاباً يوم القيامة عاقر ناقة ثمود، وخاضب لحيتك بدم رأسك وصاحباه (الذين كانا مع إبن ملجم).


عمره
في عمره الشريف سلام الله عليه: مضى أمير المؤمنين عليه السلام وهو إبن خمس وستين سنة ونزل الوحي وله إثنا عشر سنة وأقام بمكة مع النبي (ص) ثلاث عشر سنة ثم هاجر فأقام معه بالمدينة عشر سنين وأقام بعده ثلاثين سنة وقبض عليه السلام في ليلة الجمعة إحدى وعشرين من شهر رمضان المبارك سنة أربعين من الهجرة وقبره بالغري بمدينة النجف الأشرف في العراق. دفنه الحسن عليه السلام في الغـري، وأخفى قبره مخافة الخوارج ومعاوية، وهو اليوم ينافس السماء سمو ورفعة، على أعتابه يتكدس الذهب، ويتنافس المسلمون في زيارته من جميع العالم الإسلامي.
إمامته
واختلفت الأمة في إمامته بعد وفاة رسول الله (ص) وقالت شيعته وهم: بنوهاشم كافة وسلمان وعمار وأبوذر والمقداد وخزيمة بن ثابت ذوالشهادتين وأبو أيوب الأنصاري وجابر بن عبد الله وأبوسعيد الخدري في أمثالهم من أجلة المهاجرين والأنصار: أنه كان الخليفة بعد رسول الله (ص) لما إجتمع له من صفات الفضل والكمال والخصائص التي لم تكن في غيره من سبقه إلى الإسلام ومعرفته بالأحكام وحسن بلائه في الجهاد و بلوغه الغاية القصوى في الزهد والورع والصلاح وما كان له حق القربى ثم للنص الوارد في القرآن وهو قوله تعالى: ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )، والولاية كانت ثابته له عليه السلام بنص القرآن وبقول النبي (ص) يوم الدار وقوله في غديرخم، فكانت إمامته عليه السلام بعد النبي ثلاثين سنة منها أربع وعشرون سنة وأشهر ممنوعاً من التصرف آخذاً بالتقية والمداراة محلاً عن مورد الخلافة قليل الأنصار كما قال :(فطفقت أرتأى بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء ) ومنها خمس سنين وأشهر ممتحناً بجهاد المنافقين من الناكثين والقاسطين والمارقين مضطهداً بفتن الضالين واجداً من العناء ما وجده رسول الله (ص) ثلاث عشرة سنة من نبوته ممنوعاً من أحكامها حائفاً ومحبوساً وهارباً ومطروداً لا يتمكن من جهاد الكافرين ولا يستطيع الدفاع عن المؤمنين.

اسير الصحراء
12-07-2005, 04:05 PM
ألقابه
وفي كناه وألقابه عليه السلام : أبا الحسنين وأبا الريحانتين أبا تراب أميرالمؤمنين ويعسوب الدين ومبيد الشرك والمشركين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ومولى المؤمنين وشبيه هارون والمرتضى ونفس الرسول وزوج البتول وسيف الله المسلول وأبوالسبطين وأمير البررة وقاتل الفجرة وقسيم الجنة والنار وصاحب اللواء وسيد العرب وخاصف النعل وكشاف الكرب والصديق الأكبر وذوالقرنين والهادي والفاروق الأعظم والداعي والشاهد وباب المدينة وغرة المهاجرين وصفوة الهاشميين والكرار غير الفرار صنو جعفر الطيار رجل الكتيبة والكتاب وراد المعضلات وأبو الأرامل والأيتام وهازم الأحزاب وقاصم الأصلاب قتال الألوف ومذل الأعداء ومعزالأولياء وأخطب الخطباء وقدوة أهل الكساء وإمام الأئمة الأتقياء والشهيد أبوالشهداء وأشهر أهل البطحاء ومثكل أمهات الكفرة ومفلق هامات الفجرة والحيدرة ومميت البدعة ومحيي السنة وسيد العرب وموضع العجب ووارث علم الرسالة والنبوة وليث الغابة والحصن الحصين والخليفة الأمين والعروة الوثقى وابن عم المصطفى وغيث الورى ومصباح الدجى والضرغام والوصي الولي والهاشمي المكي المدني الأبطحي الطالبي والرضي المرضي وهذا قليل من كثير.



أصحابه
أصحابه وممن بايعه بغير ارتياب بالإجماع والإتفاق: من المهاجرين: عمار بن ياسر - الحصين بن حارث بن عبدالمطلب - الطفيل بن الحارث - مسطح بن اثاثة - جهجاه بن سعيد الغفاري - عبدالرحمن بن حنبل الجمحي - عبدالله و محمد إبنا بديل الخزاعي - الحارث بن عوف - البراء بن عازب - زيد بن صوحان - يزيد بن نويرة - هاشم بن عتبه المرقال - بريدة الأسلمي - عمرو بن الحمق الخزاعي - الحارث بن سراقة - أبوأسيد بن ربيعة - مسعود بن أبي عمر - عبدالله بن عقيل - عمرو بن محصن - عدي بن حاتم - عقبة بن عامر - حجر بن عدي الكندي - شداد بن اوس .

ومن الأنصار: أبو أيوب خالد بن زيد - خزيمة بن ثابت - أبو الهيثم بن التيهان - أبوسعيد الخدري - عبادة بن الصامت - سهل وعثمان إبنا حنيف - أبو عياش الزرقي - سعيد وقيس إبنا سعد بن عبادة - زيد بن أرقم - جابر بن عبدالله بن حرام - مسعود بن أسلم - عامر بن أجبل - سهل بن سعيد - النعمان بن عجلان - سعد بن زياد - رفاعة بن سعد - مخلد وخالد إبنا أبي خالد - ضرار بن الصامت - مسعود بن قيس - عمرو بن بلال - عمارة بن أوس - مرة الساعدي - رفاعة بن رافع الزرقي - جبلة بن عمرو الساعدي - عمرو بن حزم - سهل بن سعد الساعدي .

بنو هاشم : الحسن والحسين عليهما السلام - محمد بن الحنفية - عبدالله و محمد وعون أبناء جعفر - عبدالله بن عباس - الفضل وقثم وعبيدالله أبناء عباس بن عبدالمطلب - عتبة بن أبي لهب - عبدالله بن الزبير بن عبد المطلب - عبدالله بن أبي سفيان بن الحارث .

بني هاشم وسائر الشيعة: محمد بن أبي بكر - محمد بن أبي حذيفة - مالك بن الحارث الأشتر - ثابت بن قيس - كميل بن زياد - صعصعة بن صوحان العبدي - عمرو بن زرارة النخعي - عبد الله بن الأرقم - زيد بن الملفق - سليمان بن صرد الخزاعي - قبيصة بن جابر - أويس القرني - هند الجملي - جندب الأزدي - الأشعث بن سوار - حكيم بن جبلة - رشيد الهجري - معقل بن قيس بن حنظلة - سويد بن الحارث - سعد بن مبشر - عبدالله بن وال - مالك بن ضمرة - الحارث الهمداني - حبة بن جوين العرني رحمهم الله جميعاً.

أبوه
أبوه هو أبي طالب عليه السلام واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب واسم عبدالمطلب شيبة الحمد وكنيته أبو الحارث وكان ولد أبي طالب طالباً ولاعقب له وعقيلاً وجعفراً وعلياً كل واحد أسن من الآخر بعشر سنين.



أمه
أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وكانت من رسول الله (ص) بمنزلة الأم، ربته في حجرها وكانت من السابقات إلى الإيمان وهاجرت معه إلى المدينة المنورة، وكفنها النبي (ص) بقميصه ليدرأ به عنها هوام الأرض، وتوسد في قبرها لتأمن بذلك ضغطة القبر ولقنها الإقرار بولاية إبنها كما اشتهرت الرواية.



زوجاته
أما في ذكر زوجاته(عليهم السلام) فهي فاطمة بنت محمد الرسول الأكرم (ص) سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ومن المناقب عن عبدالله بن مسعود عنه قال: قال رسول الله (ص) يا فاطمة زوجتك سيداً في الدنيا وأنه في الآخرة لمن الصالحين أنه لما أراد الله عز وجل أن أملكك من علي أمر الله جبرائيل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفاً ثم خطب عليهم فزوجك من علي (ع) ثم أمر الله شجر الجنان فحملت الحلي والحلل ثم أمرها فنثرت على الملائكة فمن أخذ منها شيئا أكثر مما أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة، ولم يتزوج عليها حتى توفيت عنده، ثم تزوج بعدها أم البنين بنت حزام بن الوحيد بن كعب بن عامر، وتزوج أيضا ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وتزوج أيضا أسماء بنت عميس الخثعمية، وتزوج أيضا الصهباء بنت زمعة بن ربيعة بن علقمة بن الحارث بن عتبة بن سعيد، وأيضا تزوج عليه السلام من أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، - وأمها زينب بنت رسول الله (ص) - وتزوج أيضا خولة بنت جعفر بن قيس بن سلمة بن يربوع، وأيضا تزوج من أم سعيد بنت عروة بن مسعود، وتزوج أيضا محياة بنت امرئ القيس بن عدي وأفضلهن فاطمة البتول بنت محمد (ص).
إخوته: طالب ، عقيل ، جعفر
أخواته: أم هاني ، جمانة



أولاده
أما أولاده عليه السلام، فالحسن والحسين عليهما السلام سيدا شباب أهل الجنة أولاده من فاطمة عليها السلام سيدة نساء العالمين وله أيضا منها محسن مات صغيراً حيث ورد في تاريخ الكامل: ج3 ص397 وروى ابن أبي دارم المحدث أن عمر بن الخطاب رفس فاطمة حتى أسقطت محسناً كما في ترجمة أحمد بن محمد بن السري برقم -255- من كتاب ميزان الإعتدال ج1 ص139 ومثله في كتاب لسان الميزان ج1 ص268 وذكره أيضا ابن قتيبة المتوفي سنة 276 في كتاب المعارف ص92 ط القاهرة تحقيق ثروت عكاشة قال: أن محسناً فسد من ضرب قنفذ العدوي لعنه الله مولى عمر بن الخطاب.

أيضا له منها عليها السلام زينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى، وله عليه السلام أيضا العباس وجعفر وعبدالله وعثمان وهم من زوجته أم البنين أستشهدوا مع إبنه الحسين الشهيد في واقعة الطف بكربلاء. وله أيضا عليه السلام عبدالله وأبا بكر من زوجته ليلى بنت مسعود أستشهدوا أيضا مع الحسين عليه السلام في كربلاء، وله أيضا يحيى ومحمد الأصغر من أسماء بنت عميس ولا عقب لهما، وله أيضا عليه السلام عمر ورقية من الصهباء بنت زمعة، وله أيضا محمد الأوسط من أمامة بنت أبي العاص، وله أيضا محمد بن الحنفية من خولة بنت جعفر، وله أيضا عليه السلام أم الحسن ورملة الكبرى من أم سعيد بنت عروة بن مسعود وله ايضا عليه السلام بنات من أمهات شتى منهن أم هاني وميمونة وزينب الصغرى وأم كلثوم وفاطمة وأمامة وخديجة وأم الكرام وأم سلمة وأم جعفر وجمانة ونفيسة وهؤلاء أمهاتهن أمهات أولاد.


خاتمة المطاف

هذه شذرات من حياة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، ونسبتها إليها كقطرة ماء من البحر المحيط، أو كباقة ورد من رياحين الدنيا، نقدمها بين يديك تشم منها عبق الولاء، وتنتشق من روائحها المودة لأهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.

ثم هي بعد هذا وذاك: دعوة للإستقامة على مبدأ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، والذود عنه، والسير على خطاه، والدعوة إليه؛

{ قل هذه سبيلي أدعوا الى الله على بصيرة أنا ومن أتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين }

محبة الرحمن
12-07-2005, 06:55 PM
بارك الله فيك اخي اسير الصحراء
سيرة عطرة لصحابي جليل هو اول فدائي في الاسلام وابا سبطا رسول الله صلي الله عليه وسلم

جزاك الله خيرا شرحك وافي وكافي وطرحك اكثر من راائع

اسير الصحراء
12-08-2005, 12:04 AM
عمر بن الخطاب

أحد العشرة المبشرين بالجنة
=======================
يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا"

فجا قط الا سلك فجا غير فجك
حديث شريف

========================

الفاروق أبو حفص ، عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي ، ولد
بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ( 40 عام قبل الهجرة ) ، عرف في شبابه بالشـدة
والقـوة ، وكانت له مكانة رفيعـة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثـه
قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم0وأصبح الصحابي
العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين0


اسلامه
أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة ، فقد كان الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطـاب متقلـدا سيفه الذي خـرج به ليصفـي حسابه مع الإسـلام ورسوله ، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة ( دلوني على محمد )

وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح يا عمـر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصـك بدعـوة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، فإني سمعته بالأمس يقول ( اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن هشام ، وعمر بن الخطاب فسأله عمر من فوره وأين أجد الرسول الآن يا خباب ؟) وأجاب خباب عند الصفـا في دار الأرقـم بن أبي الأرقـم )

ومضى عمر الى مصيره العظيم000ففي دار الأرقم خرج إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال ( أما أنت منتهيا يا عمر حتى يُنزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب 0فقال عمر أشهد أنّك رسول الله
وباسلامه ظهر الاسلام في مكة اذ قال للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون في دار الأرقم ( والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك 000وخرج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجـرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( الفاروق ) لأن الله فرق بين الحق والباطل 000


لسان الحق
هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماء الصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه ، يقول علي بن أبي طالب إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأياً من رأيه كما قال عبد الله بن عمر مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر ، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر )000

‏عن ‏أبي هريرة ‏-‏رضي الله عنه- ‏‏قال :‏ ‏قال رسـول اللـه ‏-‏صلى اللـه عليه وسلم لقد كان فيما قبلكم من الأمم ‏‏محدثون ،‏ ‏فإن يك في أمتي أحد فإنه ‏‏عمر ‏) و‏زاد ‏‏زكرياء بن أبي زائدة ‏ ‏عن ‏ ‏سعد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة ‏ ‏عن ‏أبي هريرة ‏‏قال ‏: ‏قال النبي ‏ ‏-صلى الله عليه وسلم ‏ لقد كان فيمن كان قبلكم من ‏بني إسرائيل‏ ‏رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد ‏‏فعمر )000‏‏قال ‏‏ابن عباس ‏-‏رضي الله عنهما ‏‏من نبي ولا محدث ‏)000


قوة الحق
كان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ، فقد ‏استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏‏على رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏وعنده ‏‏نسوة ‏من ‏قريش ،‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏قمن فبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-،‏ ‏فدخل ‏‏عمر ‏‏ورسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يضحك ، فقال ‏‏عمر ‏أضحك الله سنك يا رسول الله )000فقال النبي ‏-صلى الله عليه وسلم-‏ عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب )000فقال ‏‏عمر ‏ ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله000ثم قال عمر ‏ ‏يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم-0‏فقلن نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-‏فقال رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم إيها يا ‏ابن الخطاب ‏، ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏فجا ‏قط إلا سلك ‏‏فجا ‏غير‏فجك )000

ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا ، وقال متحديا لهم من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي )000فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه000


عمر في الأحاديث النبوية
رُويَ عن الرسـول -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث التي تبين فضل عمـر بن الخطاب نذكر منها000( إن الله سبحانـه جعل الحق على لسان عمر وقلبه )000( الحق بعدي مع عمـر حيث كان ) 000( لو كان بعدي نبيّ لكان عمـر بن الخطاب )000( إن الشيطان لم يلق عمـر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه )000( ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر )000
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي ، فقلت ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا بلال ، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيْرتك فقال عمر بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيْنا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ ، فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضْلي عمر بن الخطاب )000قالوا فما أوّلته يا رسول الله قال ( العلم )000
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك ، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه )000قالوا :( فما أوَّلته يا رسول الله ؟)000قال ( الدين )000


خلافة عمر
رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده ، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان ( اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله )وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم000

أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده ، وأوضح سبب اختياره قائلا (اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم ، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم ، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم )000ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا (أترضون بمن أستخلف عليكم ؟ فوالله ما آليـت من جهـد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ، واني قد استخلفـت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا )000فرد المسلمون (سمعنا وأطعنا)000وبايعوه سنة ( 13 هـ )000


انجازاته
استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات المهمة000لهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال ( كان اسلام عمر فتحا ، وكانت هجرته نصرا ، وكانت إمامته رحمه ، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا)000
فهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة ( 14 هـ ) ، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة ( 16 هـ ) ، وأول من عسّ في عمله ، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج ، كما أنه مصّـر الأمصار ، واستقضـى القضـاة ، ودون الدواويـن ، وفرض الأعطيـة ، وحج بالناس عشر حِجَـجٍ متواليـة ، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها000
وهدم مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزاد فيه ، وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد ، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة ، وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي ، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم ، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق ، فبُسِط في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-000
وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام ، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة000


الفتوحات الإسلامية
لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الى حمص ، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربر والبُرلُسّ000وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم ( كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج )000


هَيْـبَتِـه و تواضعه
وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية ، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا ، مع أنه لم يكن جبّارا ولا متكبّرا ، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه ، وكان يسير منفردا من غير حرس ولا حُجّاب ، ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة000


استشهاده
كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربه لينال شرفها ( اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك)000وفي ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ( غلاما للمغيرة بن شعبة ) عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة000 ولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدة000ودفن الى جوار الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة000

محبة الرحمن
12-11-2005, 11:41 AM
اخي اسير الصحراء

جزاك الله خيرا لتواصلك الرائع
وان شاء الله نستفاد جميعا من سير الصحابة رضوان الله عليهم


واليكم سيرة الصحابي الجليل والخليفة الراشد ((ذو النورين عثمان بن عفان ))
عثمان بن عفان (47ق.هـ - 35هـ، 577 - 656م). عُثمان بن عفَّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، وأمّه أروى بنت كُريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمها أم حكيم، وهي البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف. صحابي جليل وثالث الخلفاء الراشدين بعد أبي بكر وعمر.كان عثمان في الجاهلية يكنى أبا عمرو، فلما كان الإسلام ـ ولد له من رُقية بنت رسول الله ³، غلام سمّاه عبد الله وكُنِّي به.

ولقب بذي النورين وأشهر الروايات في تسميته بذي النورين أنه تزوج من رقية ثم أم كلثوم بنتي النبي ³، ولم يعلم أحد تزوج بنتي نبي غيره.

وُلد عثمان في الطائف. ويلتقي نسبه بنسب الرسول ³ في عبد مناف.


نشأته وإسلامه. نشأ عثمان بن عفان في أسرة أموية تنتمي إلى أمية جد أبيه، آلت إليهم مقاليد العز والشرف والزعامة والسلطان على العرب. وكان عفان بن أبي العاص ابن أمية، والد عثمان، أحد أصحاب التجارات الواسعة، وقد مات في إحدى رحلاته إلى الشام. وترك لابنه عثمان مالاً وفيرًا، استثمره في التجارة. وزادت ثروته فأحسن إلى قومه، وأغدق عليهم من أمواله. فأحبوه جدًا منذ جاهليتهم وضربوا به المثل، حتى كانت المرأة من قريش تلاعب ولدها وهي تقول:


أحـبـك والرحمـن حـب قريش عثمان



أسلم عثمان، رضي الله عنه، بعد البعثة مباشرة، وكان قد جاوز الثلاثين بقليل، ودعاه إلى الإسلام أبو بكر الصديق، رضي الله عنهما. وهو من المسلمين الأوائل، ويقال إنه أحد الثمانية الأوائل السابقين إلى الإسلام. ويُحدِّث هو عن نفسه فيقول: ¸إني لرابع أربعة في الإسلام·. وحدّث إبراهيم بن حارث التيمي عن أبيه قال: لمّا أسلم عثمان بن عفان أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص ابن أُمية فأوثقه رباطًا وقال: أترغبُ عن ملّة آبائك إلى دين مُحْدَث؟ والله لا أحُلّك أبدًا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدّين. فقال عثمان: والله لا أدعه أبدًا ولا أفارقه. فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه.


هجرته. كان عثمان ممن هاجر من مكة إلى أرض الحبشة الهجرة الأولى والهجرة الثانية، ومعه فيهما جميعًا امرأته رُقية بنت رسول الله ³، وقال رسول الله ³ : (صحبهما الله؛ إن عثمان أول من هاجر إلى الله بعد لوط عليه السلام ) .

وعن أم سلمة ـ زوج النبي ³ ـ قالت: ¸لما نزلنا أرض الحبشة، جاورنا بها خير جار، النجاشي، أمَّننا على ديننا، وعبدنا الله تعالى، لا نؤذى ولا نسمع شيئًا نكرهه·. عاد عثمان وزوجته رقية من الحبشة إلى مكة، مع قلة من المسلمين، وبقي جعفر بن أبي طالب بالحبشة مع بعض المهاجرين. وكان ذلك مع أول آية نزلت في الإذن بالحرب ـ أي حرب المشركين ـ فلما أذن الله لنبيه ³ في الحرب، أمر الصحابة رضي الله عنهم، بالهجرة إلى المدينة، وكان عثمان وزوجته رقية، من الذين هاجروا إلى المدينة، بعد هجرتي الحبشة. ونزل عثمان في بيت أوس بن ثابت، شقيق حسان بن ثابت شاعر الرسول.


شهوده المشاهد. شهد عثمان، رضي الله عنه، أكثر المشاهد مع رسول الله ³ ما عدا بعضها، التي تخلف عنها، بأمر وتكليف من الرسول ³. ففي غزوة بدر لما خرج رسول الله ³، إلى بدر خلَّفه رسول الله على ابنته رقية (وهي زوجة عثمان) التي كانت تعاني من المرض ¸الحمى· لتمريضها، فماتت في مرضها ذلك. فأسهم له النبي مع الذين شهدوا الموقعة، وعده منهم، ولذلك يعد عثمان من البدريين الذين شهدوا غزوة بدر بالاتفاق. وفي غزوته إلى ذات الرقاع وغزوته إلى غطفان، تخلف عثمان لأن الرسول ³ استخلفه على المدينة في مدة غيابه عنها.


فضائله. وردت في فضل عثمان أحاديث وآثار كثيرة، فقد روى ابن عمر، قال: ¸كنا في زمن النبي ³ لا نعدل بأبي بكر أحدًا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نذر أصحاب النبي ³، لا نفاضل بينهم·.

زَوّج رسول الله ³، عثمان بن عفان بعد رُقية أم كلثوم بنت رسول الله ³، فماتت عنده، فقال رسول الله (لو كان عندي ثالثة زوّجتها عثمان ) . وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.

وعن ابن عباس في هذه الآية: ﴿ونزعنا ما في صدورهم من غل﴾ الأعراف: 43 ، قال نزلت في عشرة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزُّبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد، وعبد الله بن مسعود. وقال عنه رسول الله ³ يوم جهز جيش العسرة: (ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم). رواه: الترمذي.

وعن عائشة زوج النبي ³ وعثمان حدثا: أن أبا بكر استأذن على النبي ³ وهو مضطجع على فراشه، لابس مِرْط عائشة، فأذن له وهو كذلك، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس وقال لعائشة: اجمعي عليك ثيابك. فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت ـ قالت عائشة: يارسول الله، لم أرك فزعت لأبي بكر ولا عمر كما فزعت لعثمان؟ قال رسول الله ³ : إن عثمان رجل حَييُّ، وإني خشيت إن أَذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إليَّ حاجته. وقال الليث: قال جماعة الناس إن رسول الله ³ قال لعائشة، رضي الله عنها: (ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة؟ ). ومن أجل عثمان بن عفان، رضي الله عنه، كانت بيعة الرضوان ، وهي البيعة التي دعا إليها رسول الله ³، وكانت البيعة على الموت في سبيل الله، وقتال قريش التي همَّت أن تقتل عثمان بن عفان الذي حضر إلى مكة سفيرًا، ليستأذنها بشأن دخول المسلمين لأداء العمرة وذلك قبل صلح الحديبية.


علمه. كان عثمان على علم بمعارف العرب في الجاهلية ومنها الأنساب والأمثال وأخبار الأيام. وساح في الأرض فرحل إلى الشام والحبشة، وعاشر أقوامًا غير العرب، فعرف من أطوارهم وأحوالهم ما ليس يعرفه كل عربي في بلاده، وجدَّد في رحلاته تجديد الخبرة والعمل معارفَ البادية عن الأنواء والرياح ومطالع النجوم ومقارناتها في منازل السماء، وهي معارف القوافل والأدلاء، من أبناء الصحراء العربية، وأبناء كل صحراء، وأسلم فكان من أفقه المسلمين في أحكام الدين، وأحفظهم للقرآن والسنة، روى عن النبي ³، قُرابة مائة وخمسين حديثًا. وقال محمد بن سيرين وهو يتكلم عن الصحابة: ¸كان أعلمهم بالمناسك عثمان، وبعده ابن عمر·.

وكان أقرب الصحابة إلى مجرى الحوادث بين المسلمين والمشركين، فكان في سفراء الإسلام في غير موقف من مواقف الخلاف أو الوفاق، تارة بين المسلمين وأعدائهم، وتارة بينهم وبين الأسرى منهم في أرض الأعداء. وكان كاتبًا يجيد الكتابة، فاعتمد عليه النبي ³ في تدوين الوحي، واعتمد عليه أبو بكر الصديق في كتابة الوثائق المهمة، ومنها الوثيقة التي عهد فيها بالأمر من بعده لخليفته الفاروق عمر بن الخطاب. وزودته معرفته بالأخبار والأنساب وسياحته في البلاد بزاد حسن من مادة الحديث مع ذوي الكمال من الرجال. قال عبد الرحمن بن حاطب: ¸ما رأيت أحدًا من أصحاب رسول الله ³ كان إذا حدث أتم حديثًا ولا أحسن من عثمان بن عفان، إلا أنه كان رجلاً يهاب الحديث·.

ولم يكن حديثه لغوًا ولا ثرثرة يزجي بها الفراغ بين أهل الفراغ، بل كان من تلك الأحاديث التي كان يتوق إليها النبي ³، في بعض أوقاته فيتمناها. وتروي السيدة عائشة أم المؤمنين من ذلك أنها سمعت النبي ذات ليلة يقول (لو كان عندنا رجل يحدثنا ) قالت يارسول الله أفأبعث إلى أبي بكر؟ فسكت. ثم قالت: أفأبعث إلى عمر؟ فسكت. ثم دعا خادمًا بين يديه فسارّه فذهب فإذا عثمان يستأذن، فأذن له فدخل فناجاه ³ طويلاً. رواه أحمد.


إنفاقه. كان عثمان، رضي الله عنه، جوّادًا كريمًا سمحًا يبذل للقريب والبعيد، فكان القدوة المثلى لعماله ولكثير من أهل عصره، فسلكوا طريقته وتأسَّوا به في فعاله. فهو الذي جهز جيش العُسرة بتسعمائة وخمسين بعيرًا وخمسين فرسًا، وجاء إلى النبي ³ بألف دينار، وهو الذي ابتاع بئر رومة وأباحها لابن السبيل، وهو الذي آوى كثيرًا من الناس في سني المجاعة إلى كنفه. وحين جهز جيش العسرة قال فيه رسول الله ³: (ماضر عثمان ما عمل بعد اليوم. "مرتين" ) رواه الترمذي. وكان هذا عن بذله السخي في جيش العسرة.


زوجاته وأبناؤه. تزوج عثمان، رضي الله عنه، بتسع نسوة هنّ ¸رقية بنت رسول الله ³، ومن بعدها أم كلثوم بنت رسول الله ³، وفاختة بنت غزوان بن جابر، وأم عمرو بنت جندب بن عمرو، وفاطمة بنت الوليد بن عبد شمس، وأم البنين بنت عُيينة بن حصْن، ورَملة بنت شيبة ابن ربيعة، ونائلة بنت الفرافصة بن الأحوص، وأم ولد·.

ورُزق منهنَّ أبناء وبنات، أما الأبناء فهم: عبد الله الأكبر، عبد الله الأصغر، عمرو، خالد، أبان، عمر، الوليد، سعيد، المغيرة، عبد الملك، وأما البنات فهن: مريم (بنت أم عمرو بنت جندب)، أم سعيد، عائشة، أم أبَّان، أم عمرو، مريم (بنت نائلة بنت الفرافصة)، أم البنين. وبذلك يكون عدد أبنائه سبعة عشر ولدًا (10) ذكور و (7) إناث.


خلافته ومقتله. بويع بالخلافة بعد وفاة عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، سنة 23 هـ، وقام في فترة خلافته بأعمال جليلة وأهمها فتح أرمينيا والقوقاز وقبرص، وأتم جمع القرآن، وكان أبو بكر قد جمعه وأبقى ما بأيدي الناس من الرقاع والقراطيس، فلما ولي عثمان طلب مصحف أبي بكر، فأمر بالنسخ عنه وأحرق كل ما عداه، وهو أول من وسَّع المسجد الحرام ومسجد الرسول ³، وأمر بالأذان الأول يوم الجمعة، واتخذ الشرطة، واتخذ دارًا للقضاء بين الناس، وكان أبو بكر وعمر يجلسان للقضاء في المسجد. وكان نقش الدراهم في أيامه ¸الله أكبر·.

وقد أطلَّت الفتن الجسام برأسها في عهد عثمان رضي الله عنه، وكان لعبد الله بن سبأ اليهودي دور أساسي في إشعال نارها، فأشاع الأراجيف، وزيف الرسائل، واجتذب إليه ذوي النفوس الضعيفة وحاول كبار الصحابة أن يتصدوا للفتنة، وفي مقدمة هؤلاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وانتهى الأمر بمحاصرة عثمان في بيته، وقتله رضي الله عنه، وهو عاكف على تلاوة القرآن، صبيحة يوم النحر. ودفن بالمدينة المنورة وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة إلا ثمانية أيّام.

جعلاني للابد
12-20-2005, 02:35 PM
مشكوره اختي محبة الرحمن على موضوعك

صمت البراري
12-23-2005, 11:42 AM
مشكورة أختي محبة الرحمن على الموضوع وتسلمي......................

محبة الرحمن
01-10-2006, 10:53 AM
عشت نجم الثريا

الشامخ
01-10-2006, 03:24 PM
مشكور محبة الرحمن على لاموضوع الشيق والجميل

واشكر بعد اسير الصحراء


تقبلو تعليقي ومروري

:::::::::::::::::::::::::::::::::: الشامخ:::::::::::::::::::::::::::::::::::::