سفير المودة
12-07-2011, 10:39 AM
قصة من بادية الحجاز
<TABLE id=table36 dir=rtl cellSpacing=4 cellPadding=0 width="100%" align=center border=0><TBODY><TR><TD style="FONT-WEIGHT: normal; FONT-SIZE: 8pt; FONT-STYLE: normal; FONT-FAMILY: tahoma, arial; FONT-VARIANT: normal" width="100%">جديع بن قبلان من شيوخ قبيلة عنزة كما يحكى عنه . . . الهم أن بطل قصتنا شاب قيل أن أباه من شيوخ البادية , هذا الشاب أحب فتاة من عرب جديع بن قبلان فوقف أبوها بينها وبينه بعد أن تقدم لخطبتها لسبب أو لآخر . . . ولم يستطع الشاب الابتعاد عنها بعد أن رحلت قبيلته إلى مرابعها بعد أن كانوا يجتمعون بالصيف حول موارد المياه . . . الشاب بعد أن رحلت قبيلته تركها وعاد إلى منازل قبيلة جديع بن قبلان والتجأ إلى عجوز بالقبيلة أعطاها مالاً مما معه , وأودع عندها فرسه وملابسه وأحضرت له ملابس رثه فتنكر بها وقصد مجلس جديع بن قبلان مادحاً . . . فأراد جديع أن يعطيه , فرفض فسأله جديع عن مطلبه فقال أريد أن أعمل عندك مقابل أكلي وشربي ومبيتي . . . فعرض عليه عدة مهن فرفضها وسأله عن طبعة العمل التي تناسبه فقال أصنع القهوة . . . فضمه عاملا للقهوة , واستمر في خدمته . . . فكان إذا مضى جزء من الليل ونام جديع ومن معه سحب نفسه بهدوء حتى يقترب من بيت محبوبته فيكمن ويعوي كعواء الذيب فتعرفه وتضع طرف عباءتها على النار وترفعها كإشارة له فيقترب ويجلس معها يتحدث حتى بزوغ الفجر فيعود لبيت جديع وينام . . . وهكذا
وفي أحد الأيام فطنت له زوجت جديع , فقالت لزوجها أن المقهوي ((أي عامل القهوة)) يقوم معكم للعشاء ولكنه يمد يده ولا يرفعها لفمه , وإذا نام الجميع سحب نفسه باتجاه بيت فلان و يعود مع الفجر . . . فتعجب جديع من صنيعه ومن فطنة زوجته أيضاً حيث أنهم لم يلاحظوا أكله ولاحظته المرأة . . . ولما كانت الليلة التالية انتبه له جديع فإذا كلامها صحيح , ولما نام الجميع أخذ جديع يراقبه . . . فلما سرى الشاب سرى خلفه حتى إذا ما دخل بيت الفتاة جلس بالقرب منها وقد كان الظلام دامساً فلم يرياه . . . وكان بينهما وبينه رواق بيت الشعر فجلسا باتجاه بعضهما ولم يلمس كل منهما الآخر , وأحضرت له طعام العشاء كالعادة فأكل ولما فرغ أكلت هي , ثم جلسا يتحدثان يشكو كل منهما للآخر فرط الهيام . . . فسرد عليها قصته وكيف تنكر وأصبح عاملاً بعد أن كان أميراً من أجلها , وجديع يسمع . . . وكان الشاب يحمل معه عصا صغيرة فقال لها إلمسي طرف العصا وسوف ألمس الطرف الآخر , ولأن حبهما عذري رفضت الفتاة لمس طرف العصا . . . فقال لها إذا استمرت الحال على ما هي عليه فإني هالك لا محالة , فقالت إن هلكت فلا حاجة لي بالدنيا بعدك . . . ولكن عليك بجديع بن قبلان فلن يحل مشكلتنا غيره هو الذي يدركني لك بأحد الأحمرين , وهي تقصد أحمر الذهب أو أحمر الدم , فقال لها في هذا الصباح سوف أخبره . . . هذا كله وجديع يستمع لهما . . . ولما اقترب الفجر توادعا وعاد كل منهما إلى مكانه , وعاد جديع لمكانه فإذا زوجته تنتظره لتستفسر عن الخبر . . . فأخبرها بالحكاية وأخبرها أيضاً عن عزمه على تزويجهما لبعضهما بأحد الأحمرين كما قالت , وبينما هما يتحدثان كان الشاب قد عاد لمكانه وأمسك الربابة وأنشد يقول
<TABLE id=table37 borderColor=#781407 cellSpacing=1 cellPadding=3 width="70%" border=1><TBODY><TR><TD align=middle width="100%"><TABLE id=table38 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="90%" border=0><TBODY><TR><TD align=middle width="100%">يا راكب اللي تـودع العبـد قربـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">جدعتيـن تدنـي بعيـد السـرابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">اليا ارتخت ذرعانها عقـب كربـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">حمص وحلب أدنى منازل أقرابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">يا جديع بن قبـلان خان الدهر بـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">خانـت لياليهـا مـه أيامهـا بـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">طير الهوى يا ستر موضى شهربـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">يـم الثـريـا والكواكـب رقـابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">يهوم بي يا جديـع شرقـن وغربـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">والله علـم يـم الشمـال انتحـابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">وبادق من سلك العنكبوت انحدر بـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">ليما على نقرة حضوضا رمـى بـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">شـوك عاقـول وحلفنـا بـدر بـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">تغطلسـت دنيـاي والنـور غابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">مالي صديقـن يفتهـم كـود قلبـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">لا قلـت له هـات التماثيـل جابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">ول يـا غريـن بالمحبـة كفربـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">لا هو بذابحني ولا أشفـى صوابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">ناح الحمام وجـر الألحـان طربـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">وطـوح عنـاه بعاليـات النـوابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">وكظمت بالأنيـاب ممـا استقربـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">ليما غطس في شفتـي راس نابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">جابوا طبيب درابـي وافتكـر بـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">ولا ظنتـي غيـر الشهـادة لقابـي
</TD></TR></TBODY></TABLE>
</TD></TR></TBODY></TABLE>
اختتم الشاب قصيدته ونام في مكانه . . . وجديع وزوجته يستمعان له ولم ينم جديع بانتظار الصباح
ولما كان الصباح لم يوقظ جديع الشاب كالعادة لصنع القهوة فتركه يشبع من النوم , وعمل هو القهوة بنفسه , وأرسل في طلب والد الفتاة , ولما حضر واجتمع المجلس عند جديع أمر أحد الموجودين أن يوقظ الشاب . . . ولكن الشاب لم يتحرك فقام له جديع وقلبه فإذا هو جثه هامدة . . . فقد أسلم الروح بعد نهاية قصيدته تأكيداً لآخر بيت فيها . . . عض جديع على ناجده وتذكر كلامهما ليلة البارحة . . . فأرسل أحد خدامه إلى بيت الفتاة يطلب منهم الفأس وكان البدو نادراً ما يستعملونه فقال إذا سألوك لماذا أخبرهم أن مقهوينا توفي وهو يقصد إخبار الفتاة . . . وما هي إلا لحظات حتى جاءت الفتاة تركض وقد شقت جيبها ناسيةً الحياء . . . فأمر جديع الناس أن يبتعدوا عن جثة الشاب ليفسحوا لها المجال , فلما رأته وقعت فوقه جثة هامدة هي أيضاً . . . فأمر جديع بدفنهما بقبر واحد لأنه لم يستطع جمعهما وهما حيَّان فجمعهما بالقبر
</TD></TR></TBODY></TABLE>
<TABLE id=table36 dir=rtl cellSpacing=4 cellPadding=0 width="100%" align=center border=0><TBODY><TR><TD style="FONT-WEIGHT: normal; FONT-SIZE: 8pt; FONT-STYLE: normal; FONT-FAMILY: tahoma, arial; FONT-VARIANT: normal" width="100%">جديع بن قبلان من شيوخ قبيلة عنزة كما يحكى عنه . . . الهم أن بطل قصتنا شاب قيل أن أباه من شيوخ البادية , هذا الشاب أحب فتاة من عرب جديع بن قبلان فوقف أبوها بينها وبينه بعد أن تقدم لخطبتها لسبب أو لآخر . . . ولم يستطع الشاب الابتعاد عنها بعد أن رحلت قبيلته إلى مرابعها بعد أن كانوا يجتمعون بالصيف حول موارد المياه . . . الشاب بعد أن رحلت قبيلته تركها وعاد إلى منازل قبيلة جديع بن قبلان والتجأ إلى عجوز بالقبيلة أعطاها مالاً مما معه , وأودع عندها فرسه وملابسه وأحضرت له ملابس رثه فتنكر بها وقصد مجلس جديع بن قبلان مادحاً . . . فأراد جديع أن يعطيه , فرفض فسأله جديع عن مطلبه فقال أريد أن أعمل عندك مقابل أكلي وشربي ومبيتي . . . فعرض عليه عدة مهن فرفضها وسأله عن طبعة العمل التي تناسبه فقال أصنع القهوة . . . فضمه عاملا للقهوة , واستمر في خدمته . . . فكان إذا مضى جزء من الليل ونام جديع ومن معه سحب نفسه بهدوء حتى يقترب من بيت محبوبته فيكمن ويعوي كعواء الذيب فتعرفه وتضع طرف عباءتها على النار وترفعها كإشارة له فيقترب ويجلس معها يتحدث حتى بزوغ الفجر فيعود لبيت جديع وينام . . . وهكذا
وفي أحد الأيام فطنت له زوجت جديع , فقالت لزوجها أن المقهوي ((أي عامل القهوة)) يقوم معكم للعشاء ولكنه يمد يده ولا يرفعها لفمه , وإذا نام الجميع سحب نفسه باتجاه بيت فلان و يعود مع الفجر . . . فتعجب جديع من صنيعه ومن فطنة زوجته أيضاً حيث أنهم لم يلاحظوا أكله ولاحظته المرأة . . . ولما كانت الليلة التالية انتبه له جديع فإذا كلامها صحيح , ولما نام الجميع أخذ جديع يراقبه . . . فلما سرى الشاب سرى خلفه حتى إذا ما دخل بيت الفتاة جلس بالقرب منها وقد كان الظلام دامساً فلم يرياه . . . وكان بينهما وبينه رواق بيت الشعر فجلسا باتجاه بعضهما ولم يلمس كل منهما الآخر , وأحضرت له طعام العشاء كالعادة فأكل ولما فرغ أكلت هي , ثم جلسا يتحدثان يشكو كل منهما للآخر فرط الهيام . . . فسرد عليها قصته وكيف تنكر وأصبح عاملاً بعد أن كان أميراً من أجلها , وجديع يسمع . . . وكان الشاب يحمل معه عصا صغيرة فقال لها إلمسي طرف العصا وسوف ألمس الطرف الآخر , ولأن حبهما عذري رفضت الفتاة لمس طرف العصا . . . فقال لها إذا استمرت الحال على ما هي عليه فإني هالك لا محالة , فقالت إن هلكت فلا حاجة لي بالدنيا بعدك . . . ولكن عليك بجديع بن قبلان فلن يحل مشكلتنا غيره هو الذي يدركني لك بأحد الأحمرين , وهي تقصد أحمر الذهب أو أحمر الدم , فقال لها في هذا الصباح سوف أخبره . . . هذا كله وجديع يستمع لهما . . . ولما اقترب الفجر توادعا وعاد كل منهما إلى مكانه , وعاد جديع لمكانه فإذا زوجته تنتظره لتستفسر عن الخبر . . . فأخبرها بالحكاية وأخبرها أيضاً عن عزمه على تزويجهما لبعضهما بأحد الأحمرين كما قالت , وبينما هما يتحدثان كان الشاب قد عاد لمكانه وأمسك الربابة وأنشد يقول
<TABLE id=table37 borderColor=#781407 cellSpacing=1 cellPadding=3 width="70%" border=1><TBODY><TR><TD align=middle width="100%"><TABLE id=table38 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="90%" border=0><TBODY><TR><TD align=middle width="100%">يا راكب اللي تـودع العبـد قربـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">جدعتيـن تدنـي بعيـد السـرابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">اليا ارتخت ذرعانها عقـب كربـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">حمص وحلب أدنى منازل أقرابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">يا جديع بن قبـلان خان الدهر بـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">خانـت لياليهـا مـه أيامهـا بـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">طير الهوى يا ستر موضى شهربـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">يـم الثـريـا والكواكـب رقـابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">يهوم بي يا جديـع شرقـن وغربـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">والله علـم يـم الشمـال انتحـابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">وبادق من سلك العنكبوت انحدر بـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">ليما على نقرة حضوضا رمـى بـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">شـوك عاقـول وحلفنـا بـدر بـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">تغطلسـت دنيـاي والنـور غابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">مالي صديقـن يفتهـم كـود قلبـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">لا قلـت له هـات التماثيـل جابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">ول يـا غريـن بالمحبـة كفربـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">لا هو بذابحني ولا أشفـى صوابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">ناح الحمام وجـر الألحـان طربـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">وطـوح عنـاه بعاليـات النـوابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">وكظمت بالأنيـاب ممـا استقربـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">ليما غطس في شفتـي راس نابـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">جابوا طبيب درابـي وافتكـر بـي
</TD></TR><TR><TD align=middle width="100%">ولا ظنتـي غيـر الشهـادة لقابـي
</TD></TR></TBODY></TABLE>
</TD></TR></TBODY></TABLE>
اختتم الشاب قصيدته ونام في مكانه . . . وجديع وزوجته يستمعان له ولم ينم جديع بانتظار الصباح
ولما كان الصباح لم يوقظ جديع الشاب كالعادة لصنع القهوة فتركه يشبع من النوم , وعمل هو القهوة بنفسه , وأرسل في طلب والد الفتاة , ولما حضر واجتمع المجلس عند جديع أمر أحد الموجودين أن يوقظ الشاب . . . ولكن الشاب لم يتحرك فقام له جديع وقلبه فإذا هو جثه هامدة . . . فقد أسلم الروح بعد نهاية قصيدته تأكيداً لآخر بيت فيها . . . عض جديع على ناجده وتذكر كلامهما ليلة البارحة . . . فأرسل أحد خدامه إلى بيت الفتاة يطلب منهم الفأس وكان البدو نادراً ما يستعملونه فقال إذا سألوك لماذا أخبرهم أن مقهوينا توفي وهو يقصد إخبار الفتاة . . . وما هي إلا لحظات حتى جاءت الفتاة تركض وقد شقت جيبها ناسيةً الحياء . . . فأمر جديع الناس أن يبتعدوا عن جثة الشاب ليفسحوا لها المجال , فلما رأته وقعت فوقه جثة هامدة هي أيضاً . . . فأمر جديع بدفنهما بقبر واحد لأنه لم يستطع جمعهما وهما حيَّان فجمعهما بالقبر
</TD></TR></TBODY></TABLE>