حكايه قلــم
06-19-2011, 09:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة حقيقة حدثت تفاصيلها في الأندلس في الدولة الأموية يرويها لنا التاريخ وفيها فوائد عظيمة جدا .
*
وهي تحكي ثلاثة من الشباب كانوا يعملون حمّارين – يحملون البضائع للناس من الأسواق إلى البيوت على الحمير –
وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق ,*
تناولوا طعام العشاء وجلس الثلاثة يتسامرون*
فقال أحدهم واسمه " محمد " افترضا أني خليفة .. ماذا تتمنيا ؟*
فقالا يا محمد إن هذا غير ممكن . فقال : افترضا جدلاً أني خليفة ..*
فقال أحدهم هذا محال وقال الآخر يا محمد أنت تصلح حمّار أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً ..*
قال محمد قلت لكما افترضا جدلاً أني خليفة , وهام محمد في أحلام اليقظة .*
وتخيل نفسه على عرش الخلافة وقال لأحدهما : ماذا تتمنى أيها الرجل ؟*
فقال : أريد حدائق غنّاء , وماذا بعد قال الرجل : إسطبلاً من الخيل ,*
وماذا بعد , قال الرجل : أريد مائة جارية ... وماذا بعد أيها الرجل , قال مائة ألف دينار ذهب .
ثم ماذا بعد , يكفي ذلك يا أمير المؤمنين .*
كل ذلك و محمد ابن أبي عامر يسبح في خياله الطموح ويرى نفسه على عرش الخلافة ,*
ويسمع نفسه وهو يعطي العطاءات الكبيرة*
ويشعر بمشاعر السعادة وهو يعطي بعد أن كان يأخذ ,*
وهو ينفق بعد أن كان يطلب ,*
وهو يأمر بعد أن كان ينفذ وبينما هو كذلك التفت إلى صاحبه الآخر وقال*
ماذا تريد أيها الرجل . فقال : يا محمد إنما أنت حمّار ,*
والحمار لا يصلح أن يكون خليفة .....*
فقال محمد : يا أخي افترض جدلاً أنني الخليفة ماذا تتمنى ؟*
فقال الرجل أن تقع السماء على الأرض أيسر من وصولك إلى الخلافة ,*
فقال محمد دعني من هذا كله ماذا تتمنى أيها الرجل ,*
فقال الرجل : إسمع يا محمد إذا أصبحت خليفة*
فاجعلني على حمار ووجه وجهي إلى الوراء*
وأمر منادي يمشي معي في أزقة المدينة
وينادي أيها النااااااا س ! أيها الناااااا س ! هذا دجال محتال*
من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن
...*
وانتهى الحوار ونام الجميع ومع بزوغ الفجر استيقظ محمد وصلى صلاة الفجر وجلس يفكر ..
صحيح الذي يعمل حمارا لن يصل إلى الخلافة ,*
فكر محمد كثيرا ما هي الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود .*
توصل محمد إلى قناعة رائعة جداً وهي تحديد الخطوة الأولى*
حيث قرر أنه يجب بيع الحمار*
وفعلاً باع الحمار
**
*
وانطلق ابن أبي عامر بكل إصرار وجد .*
يبحث عن الطريق الموصل إلى الهدف .*
وقرر أن يعمل في الشرطة بكل جد ونشاط –*
تخيلوا .. أخواني ... أخواتي الجهد الذي كان يبذله محمد وهو حمار يبذله في عمله الجديد ..*
أعجب به الرؤساء والزملاء والناس وترقى في عمله حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في الدولة الأموية في الأندلس .*
ثم يموت الخليفة الأموي ويتولى الخلافة بعده ابنه هشام المؤيد بالله*
وعمره في ذلك الوقت عشر سنوات ,*
وهل يمكن لهذا الطفل الصغير من إدارة شئون الدولة .*
وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً*
ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً من بني أمية فيأخذ الملك منه...*
فقرروا أن يكون مجموعة من الأوصياء من غير بني أمية ,*
وتم الاختيار على محمد ابن أبي عامر وابن أبي غالب والمصحفي .*
وكان محمد ابن أبي عامر مقرب إلى صبح أم الخليفة واستطاع أن يمتلك ثقتها*
ووشى بالمصحفي عندها وأزيل المصحفي من الوصاية*
وزوج محمد ابنه بابنة ابن أبي غالب ثم أصبح بعد ذلك هو الوصي الوحيد*
ثم اتخذ مجموعة من القرارات ؛ فقرر أن الخليفة لا يخرج إلا بإذنه ,*
وقرر انتقال شئون الحكم إلى قصره ,*
وجيش الجيوش وفتح الأمصار واتسعت دولة بني أمية في عهده*
وحقق من الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس .*
حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية ,*
وسميت بالدولة العامرية . هكذا صنع الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر ,*
واستطاع بتوكله على الله واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه .*
أخواني ... أخواتي ..
القصة لم تنتهي بعد ففي يوم من الأيام وبعد ثلاثين سنة من بيع الحمار*
والحاجب المنصور يعتلي عرش الخلافة وحوله الفقهاء والأمراء والعلماء ..*
تذكر صاحبيه الحمارين فأرسل أحد الجند وقال له : اذهب إلى مكان كذا*
فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فأتي بهما .*
أمرك سيدي ووصل الجندي ووجد الرجلين بنفس الصفة وفي نفس المكان ...*
العمل هو هو .. المقر هو هو .. المهارات هي هي ..*
بنفس العقلية حمار منذ ثلاثين سنة .. قال الجندي : إن أمير المؤمنين يطلبكما ,
أمير المؤمنين إننا لم نذنب . لم نفعل شيئاً .. ما جرمنا ..*
قال الجندي : أمرني أن آتي بكما . ووصلوا إلى القصر , دخلوا القصر نظرا إلى الخليفة ..*
قالا باستغراب إنه صاحبنا محمد ...*
قال الحاجب المنصور : اعرفتماني ؟*
قالا نعم يا أمير المؤمنين , ولكن نخشى أنك لم تعرفنا ,*
قال : بل عرفتكما ثم نظر إلى الحاشية وقال :*
كنت أنا وهذين الرجلين سويا قبل ثلاثين سنة*
وكنا نعمل حمارين وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر*
فقلت لهما إذا كنت خليفة فماذا تتمنيا ؟ فتمنيا*
ثم التفت إلى أحدهما وقال : ماذا تمنيت يا فلان ؟ قال الرجل حدائق غنّاء ,
فقال الخليفة لك حديقة كذا وكذا .
وماذا بعد قال الرجل : اسطبل من الخيل
قال الخليفة لك ذلك وماذا بعد ؟*
قال مائة جارية , قال الخليفة لك مائة من الجواري ثم ماذا ؟*
قال الرجل مائة ألف دينار ذهب ,*
قال : هو لك وماذا بعد ؟ قال الرجل كفى يا أمير المؤمنين .*
قال الحاجب المنصور ولك راتب مقطوع - يعني بدون عمل – وتدخل عليّ بغير حجاب .
ثم التفت إلى الآخر وقال له ماذا تمنيت ؟
قال الرجل اعفني يا أمير المؤمنين ,*
قال : لا و الله حتى تخبرهم*
قال الرجل : الصحبة يا أمير المؤمنين ,*
قال حتى تخبرهم . فقال الرجل*
قلت إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار واجعل وجهي إلى الوراء*
وأمر منادي ينادي في الناس*
أيها الناس هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن*
قال الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر افعلوا به ما تمنى حتى يعلم *
( أن الله على كل شيء قدير .. )*
**
**
هل تعلم ما هو الحمار الذي يجب أن نبيعه جميعاً ,*
هي تلك القناعات التي يحملها الكثير مثل – لا أستطيع – لا أصلح
أنا لا أنفع في شيء ,*
وأن تستبدلها بقولنا أنا أستطيع بإذن الله ..*
إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني ***** عنيت فلم أكسل ولم أتبلد
أخي .. أختي ....*
هل يمكن أن تحقق أحلامك وأن تصل إلى أهدافك قل وبكل ثقة – نعم إن شاء الله وتذكر دائما*
(( إن الله على كل شيء قدير ))*
وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم عن ربه في الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء "*
أخي .. أختي .. ظن بربك خيرا , ظن أن الله سيوفقك ويحقق لك آمالك فإن كنت تظن بالله حسناً تجد خيرا وإن ظننت به غير ذلك ستجد ما ظننت*
قصة حقيقة حدثت تفاصيلها في الأندلس في الدولة الأموية يرويها لنا التاريخ وفيها فوائد عظيمة جدا .
*
وهي تحكي ثلاثة من الشباب كانوا يعملون حمّارين – يحملون البضائع للناس من الأسواق إلى البيوت على الحمير –
وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق ,*
تناولوا طعام العشاء وجلس الثلاثة يتسامرون*
فقال أحدهم واسمه " محمد " افترضا أني خليفة .. ماذا تتمنيا ؟*
فقالا يا محمد إن هذا غير ممكن . فقال : افترضا جدلاً أني خليفة ..*
فقال أحدهم هذا محال وقال الآخر يا محمد أنت تصلح حمّار أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً ..*
قال محمد قلت لكما افترضا جدلاً أني خليفة , وهام محمد في أحلام اليقظة .*
وتخيل نفسه على عرش الخلافة وقال لأحدهما : ماذا تتمنى أيها الرجل ؟*
فقال : أريد حدائق غنّاء , وماذا بعد قال الرجل : إسطبلاً من الخيل ,*
وماذا بعد , قال الرجل : أريد مائة جارية ... وماذا بعد أيها الرجل , قال مائة ألف دينار ذهب .
ثم ماذا بعد , يكفي ذلك يا أمير المؤمنين .*
كل ذلك و محمد ابن أبي عامر يسبح في خياله الطموح ويرى نفسه على عرش الخلافة ,*
ويسمع نفسه وهو يعطي العطاءات الكبيرة*
ويشعر بمشاعر السعادة وهو يعطي بعد أن كان يأخذ ,*
وهو ينفق بعد أن كان يطلب ,*
وهو يأمر بعد أن كان ينفذ وبينما هو كذلك التفت إلى صاحبه الآخر وقال*
ماذا تريد أيها الرجل . فقال : يا محمد إنما أنت حمّار ,*
والحمار لا يصلح أن يكون خليفة .....*
فقال محمد : يا أخي افترض جدلاً أنني الخليفة ماذا تتمنى ؟*
فقال الرجل أن تقع السماء على الأرض أيسر من وصولك إلى الخلافة ,*
فقال محمد دعني من هذا كله ماذا تتمنى أيها الرجل ,*
فقال الرجل : إسمع يا محمد إذا أصبحت خليفة*
فاجعلني على حمار ووجه وجهي إلى الوراء*
وأمر منادي يمشي معي في أزقة المدينة
وينادي أيها النااااااا س ! أيها الناااااا س ! هذا دجال محتال*
من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن
...*
وانتهى الحوار ونام الجميع ومع بزوغ الفجر استيقظ محمد وصلى صلاة الفجر وجلس يفكر ..
صحيح الذي يعمل حمارا لن يصل إلى الخلافة ,*
فكر محمد كثيرا ما هي الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود .*
توصل محمد إلى قناعة رائعة جداً وهي تحديد الخطوة الأولى*
حيث قرر أنه يجب بيع الحمار*
وفعلاً باع الحمار
**
*
وانطلق ابن أبي عامر بكل إصرار وجد .*
يبحث عن الطريق الموصل إلى الهدف .*
وقرر أن يعمل في الشرطة بكل جد ونشاط –*
تخيلوا .. أخواني ... أخواتي الجهد الذي كان يبذله محمد وهو حمار يبذله في عمله الجديد ..*
أعجب به الرؤساء والزملاء والناس وترقى في عمله حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في الدولة الأموية في الأندلس .*
ثم يموت الخليفة الأموي ويتولى الخلافة بعده ابنه هشام المؤيد بالله*
وعمره في ذلك الوقت عشر سنوات ,*
وهل يمكن لهذا الطفل الصغير من إدارة شئون الدولة .*
وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً*
ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً من بني أمية فيأخذ الملك منه...*
فقرروا أن يكون مجموعة من الأوصياء من غير بني أمية ,*
وتم الاختيار على محمد ابن أبي عامر وابن أبي غالب والمصحفي .*
وكان محمد ابن أبي عامر مقرب إلى صبح أم الخليفة واستطاع أن يمتلك ثقتها*
ووشى بالمصحفي عندها وأزيل المصحفي من الوصاية*
وزوج محمد ابنه بابنة ابن أبي غالب ثم أصبح بعد ذلك هو الوصي الوحيد*
ثم اتخذ مجموعة من القرارات ؛ فقرر أن الخليفة لا يخرج إلا بإذنه ,*
وقرر انتقال شئون الحكم إلى قصره ,*
وجيش الجيوش وفتح الأمصار واتسعت دولة بني أمية في عهده*
وحقق من الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس .*
حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية ,*
وسميت بالدولة العامرية . هكذا صنع الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر ,*
واستطاع بتوكله على الله واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه .*
أخواني ... أخواتي ..
القصة لم تنتهي بعد ففي يوم من الأيام وبعد ثلاثين سنة من بيع الحمار*
والحاجب المنصور يعتلي عرش الخلافة وحوله الفقهاء والأمراء والعلماء ..*
تذكر صاحبيه الحمارين فأرسل أحد الجند وقال له : اذهب إلى مكان كذا*
فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فأتي بهما .*
أمرك سيدي ووصل الجندي ووجد الرجلين بنفس الصفة وفي نفس المكان ...*
العمل هو هو .. المقر هو هو .. المهارات هي هي ..*
بنفس العقلية حمار منذ ثلاثين سنة .. قال الجندي : إن أمير المؤمنين يطلبكما ,
أمير المؤمنين إننا لم نذنب . لم نفعل شيئاً .. ما جرمنا ..*
قال الجندي : أمرني أن آتي بكما . ووصلوا إلى القصر , دخلوا القصر نظرا إلى الخليفة ..*
قالا باستغراب إنه صاحبنا محمد ...*
قال الحاجب المنصور : اعرفتماني ؟*
قالا نعم يا أمير المؤمنين , ولكن نخشى أنك لم تعرفنا ,*
قال : بل عرفتكما ثم نظر إلى الحاشية وقال :*
كنت أنا وهذين الرجلين سويا قبل ثلاثين سنة*
وكنا نعمل حمارين وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر*
فقلت لهما إذا كنت خليفة فماذا تتمنيا ؟ فتمنيا*
ثم التفت إلى أحدهما وقال : ماذا تمنيت يا فلان ؟ قال الرجل حدائق غنّاء ,
فقال الخليفة لك حديقة كذا وكذا .
وماذا بعد قال الرجل : اسطبل من الخيل
قال الخليفة لك ذلك وماذا بعد ؟*
قال مائة جارية , قال الخليفة لك مائة من الجواري ثم ماذا ؟*
قال الرجل مائة ألف دينار ذهب ,*
قال : هو لك وماذا بعد ؟ قال الرجل كفى يا أمير المؤمنين .*
قال الحاجب المنصور ولك راتب مقطوع - يعني بدون عمل – وتدخل عليّ بغير حجاب .
ثم التفت إلى الآخر وقال له ماذا تمنيت ؟
قال الرجل اعفني يا أمير المؤمنين ,*
قال : لا و الله حتى تخبرهم*
قال الرجل : الصحبة يا أمير المؤمنين ,*
قال حتى تخبرهم . فقال الرجل*
قلت إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار واجعل وجهي إلى الوراء*
وأمر منادي ينادي في الناس*
أيها الناس هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن*
قال الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر افعلوا به ما تمنى حتى يعلم *
( أن الله على كل شيء قدير .. )*
**
**
هل تعلم ما هو الحمار الذي يجب أن نبيعه جميعاً ,*
هي تلك القناعات التي يحملها الكثير مثل – لا أستطيع – لا أصلح
أنا لا أنفع في شيء ,*
وأن تستبدلها بقولنا أنا أستطيع بإذن الله ..*
إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني ***** عنيت فلم أكسل ولم أتبلد
أخي .. أختي ....*
هل يمكن أن تحقق أحلامك وأن تصل إلى أهدافك قل وبكل ثقة – نعم إن شاء الله وتذكر دائما*
(( إن الله على كل شيء قدير ))*
وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم عن ربه في الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء "*
أخي .. أختي .. ظن بربك خيرا , ظن أن الله سيوفقك ويحقق لك آمالك فإن كنت تظن بالله حسناً تجد خيرا وإن ظننت به غير ذلك ستجد ما ظننت*