المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحديث نظام(gps)


المنجرد الاخضر
10-11-2005, 12:50 AM
لقد كثرت وتوسعت التطبيقات المدنية لنظام ((GPS وأصبح هذا النظام متغلغاً حتى في الحياة اليومية لبعض المستفدين فعلى سبيل المثال السير على الطرقات يحتاج إلى جهاز ملاحة على وسائل النقل وكذلك سائق التاكسي يحتاج إلى جهاز تحديد الموقع، أيضًا مرتادى الصحارى يحتاجون إلى معرفة المواقع للاهتداء وكذلك هواة البحر والصيد يحتاجون جهاز الملاحة والأمثلة كثيرة جداً. هذا على مستوى الأفراد أما على مستوى الهيئات حكومية كانت أو غيرها فالكل منا رأى مدى حاجة ربط المعلومات بجميع أشكالها بالموقع او بالارض لتصبح المعلومات مكتملة جغرافياً.
لقد ادى التطور الهائل في تقنية المعلومات الرقمية إلى بروز شكل جديد من أشكال العلوم الحديثة ألا وهو نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، ومن الجوانب الاساسية في هذا النظام هو إضافة الصيغة الجغرافية للمعلومة أو تحديد المعلومة جغرافيًا وفي السنوات القليلة الماضية حدث تقارب بين نظام ال(GPS) ونظم(GIS) مما أدى إلى ظهور تقنية تكاملية بين هذين النظامين.
لقد ظلت الأوساط الدولية والمدنية تطالب بتخفيض القيود على الاستخدامات المدنية لنظام ((GPS خصوصاً في المرحلة التي أعقبت الحرب الباردة والتي شهدت تغييرات في المناخ السياسي الدولي. فقد طالبت المنظمة الدولية للطيران المدني(ICAO) بتمكينها من استخدام نظام ((GPS للملاحة الجوية الدولية لشركات الطيران العالمية وهناك منظمات دولية أخرى مثل الإتحاد العالمي للإتصالات(ITU) والوكالة العالمية للإتصالات اللاسلكية ترغب في نفس الشيء. وبالمثل هناك منظمات ووزارات داخل الولايات المتحدة الامريكية تطالب برفع القيود على هذا النظام أيضًا.
نتيجة لتلك القيود على نظام ال(GPS) فقد برزت في العقدين الماضيين تقنيات وطرق علمية لتفادي تلك القيود ولتحسين مستوى الدقة في تحديد المواقع فقد ظهرت تقنيات وطرق تعتمد على نظام(GPS) مثل:
1 الرصد الثابت(Static Positioning) بأجهزة متقدمة ثم ارسال الفروقات أو التصحيحات إلى المحطة المتنقلة وتسمى العملية (Differential .DGPS-Real Time Kinematic RTK)
2 رصد طول الموجة (Carrier Wave) وعمليات الطرح التفاضلي (Differencing) وهذه طرق رئيسة للجيوديسين العاملين في المساحة0
3 النظام التفاضلي الموسع (WADGPS) الذي يشمل أقمارًا صناعية أخرى تدور بنفس سرعة دوران الارض لنقل التصحيحات 0
نتيجة لهذه الضغوط وربما أن الأمر قد يهم الاقتصاد الامريكي فلقد ظهرت بوادر ووعود من الحكومة الامريكية في السنتين الماضيتين توحي بتخفيف المعوقات لاستخدام نظام .GPS
من ناحية أخرى فإنه في الوقت الذي بدأت الولايات المتحدة الامريكية تطوير نظام ((GPS فقد تزامن هذا مع برنامج آخر مشابه لنظام ((GPS ألا وهو نظام (GLONASS) الروسي. إن هذا الأخير مشابه لحد ما نظيره الأمريكي مع وجود بعض الاختلافات البسيطة ونظرا للمشاكل الاقتصادية التى مر بها ماكان يسمى الاتحاد السوفيتي سابقًا فقد حدث تأخر في ظهور النظام من عالم الظلام إلى عالم النور.
وفي الآونة الأخيرة أزاحت الحكومة الروسية الستار عن هذا النظام وبدأ العمل به كأساس في مجال تحديد المواقع عالميًا حيث يزود المستخدمين المدنيين بدقة أفضل إلى حد ما مقارنة بالنظام الامريكي .(GPS)
نتيجة للطلب المتزايد على تقنية تحديد المواقع فقد ظهرت أنظمة مشابهة للنظامين الامريكي والروسي منها النظام الأوربي المسمى ((Galileo والنظام الصيني التجريبي (Beidou Navigation Test Satellite) ومن المتوقع أن تظهر أنظمة أخرى أى أن وضع الملاحة ربما يدخل عالم المنافسة أو عالم الاقتصاد. ومن منظور آخر يمكن القول أن غياب المنافس لنظام (GPS) الأمريكي بدأ يختفى مما حدا بالولايات المتحدة الامريكية أن تبدأ تدريجيًا بتلبية احتياجات المستخدمين بدلاً من فقدانهم.
لقد كانت الخطوة الأولى لتحديث نظام(GPS) حينما وجه الرئيس الامريكي (بيل كلينتون) إلى أن الخطأ المتعمد في تخفيض مستوى الدقة لمستوى التحديد العادي (SPS) المعروف ب(SA) سيتوقف اعتباراً من منتصف اليوم الأول لشهر مايو عام 2000 م وبناءً على ذلك فإن المستخدمين العاديين في مستوى (SPS) سيحصلون على دقة تحديد الموقع تصل إلى 10 أمتار. ومن ناحية أخرى سبق أن أعلن نائب الرئيس الأمريكي (آل جور) عام 1998م أن هناك ذبذبة مدنية ثانية سوف يتم بثها على تردد 1227,6 ميجا هيرتز وتعرف ب (GPS L2) شفرة C/A محمولة على التردد (L2) لأنه كما ذكر سابقًا فإن الشفرة (C/A) محمولة على التردد(L1) فقط ، وهذا مما يوسع مجال الاستخدامات المدنية. وتضمن إعلان نائب الرئيس الامريكي أن هناك تردداً مدنياً ثالثاً سيتم بثه عام 2005م وهذا التردد صممم لأغراض الإنقاذ ((Safty-of-Life ويعرف ب L5 وتردده 1176,45 ميجا هيرتز وسيخدم الطيران بشكل أفضل. هذان الترددان اللذان سيبدأ العمل بهما سيؤديان إلى زيادة الدقة في تحديد المواقع (RTK,DGPS) مثل عمليات الهبوط بالطائرات وعمليات إنتاج الخرائط وأعمال المساحة، وتطبيقات أخرى.