تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحـــــيرة ..!!


الهااشمي
10-10-2010, 10:31 AM
زكي سالم



الصعود والهبوط والدوران داخل منحنيات اعماق درجات الشك .. جعلها تظن أن اتخاذ القرار ينجيها من استمرار الخوض في ظلمات بحور الحيرة
فقد أمهلها وانتظرها ثم قال لها : انه قد حان الوقت .. فلا مفر لها الآن من اتخاذ القرار
لن تخرج اليوم .. ولن تقرأ او تشاهد التليفزيون .. او تجلس مع امها .. ولكنها ستغلق حجرتها على نفسها وتضع الاوراق أمامها وتمسك بالقلم لترى كيف يمكن ان تتخذ القرار
من أين تبدأ المشكلة ؟ أهو الحل .. وهي المشكلة ؟ ام هو المشكلة ! فيما يبدو ان المشكلة كانت ساكنة قبل اقترابها منه .. ولكن فكرة اقترانها به كانت كافية لحدوث التفجير
لكن من اين تبدأ المكشلة ؟ فلتبدأ بزواجها .. وهي في بداية العشرينيات .. احبت من تصورته الرجل الذي سعد بحبه .. وتستدفىء بحنانه .. ثم تبين لها - فيما بعد - انه مجرد خنزير طيب يصنع أي شيء ليصل الى اي امرأة
بعد الطلاق .. ظلت تبحث عن عمل .. الى ان اصبحت سكرتيرة .. وما ادراك بنظرات الناس الى امراة جميلة مطلقة تعمل سكرتيرة !
اكثر من عشرة سنوات .. قابلت خلالها لك انواع الرجال .. الا من تقبله ويقبل الاقتران بها
خاب الامل .. كاد يتلاشى .. والان .. وبعد ان اتمت الاربعين .. وتبدت ملامح المستقبل القاسية .. الان وفي وسط هذه الوحدة والبرودة والفراغ تمتد لها يده .. كانها تخرج من الاحلام البعيدة .. لتحملها اخيرا الى بر الامان
كيف يختارها هي ؟ هي عين الكمال .. فكيف يختارها هي !
إذا اقترنت به فستتحقق كل الاماني وتذوب كل المخاوف وتكتمل حياتها لاول مرة ويتجلى معنى الوجود
ولانه لا يقبل شريكاً .. فلا بد ان تترك من اجله كل شيء .. عملها .. اسلوب حياتها .. اصدقائها .. ملابسها المتحررة
هي لا تمانع .. فهي على استعداد ان تفقد الحاضر بكل ما فيه .. ولكن هل هذا يضمن لها المستقبل !!
الامر بالنسبة لها يبدو كأنه صراع بين الحاضر والمستقبل ..فإنا ان تحصل على الحاضر وتعايش الخوف من المستقبل .. واما ان تترك الحاضر من اجل مستقبل لا تأمنه
انها تحبه وتخشاه .. ترغب في قربه وتتمناه .. تأمن جانبه ..فهو أبداً لا يكذب .. ولا يمكن أن يظلم أحداً او يخدعه .. لكنها تخشى ألا تستطيع أن ترضيه .. وهل يمكن الآن أن تغير كل حياتها .. وان استطاعت فهل بإمكانها تغير نفسها ؟؟
إذا فشلت في أن تصبح جديرة به .. فهذا يعني ضياع الحاضر والمستقبل .
هو الامام .. اما الخوف فينبع من داخل اعماق نفسها
فما القرار ؟ .. أتترك هذا النور القادم ليضيء ظلام المستقبل .. من أجل الحفاظ على حاضر متناه .. مصيره الزوال .. ام تتنازل عن الواقع في سبيل الحلم ؟
أجهدها التفكير .. واعياها طول البحث فقررت ان تنام .. لتلحق بعملها في الصباح .. لكن كيف للنوم أن يأتي ؟ وكيف للراحة أن تحل ؟
فجأة يخرج عقلها غير الواعي .. من أعماق ذاكرته .. دعاء عجيب قرأته قديماً وحسبت أنها نسيته .. إذ أنها لم تستطع أن تفهمه .. ها هي تردده وتنغمه الآن .. فتنام وشفتاها تتمتم " اللهم زدني فيك تحيراً "


* من كتاب عين العقل للكاتب زكي سالم ( 1992 )

الفجر الجديد
10-10-2010, 08:27 PM
مقتطف جميل من كتاب رائع ..
شكرا لطرحك الجميل ..الهااشمي ..
بانتظار جديدك..

الهااشمي
10-11-2010, 03:20 PM
يسلمو ع المرور المميز يعطيك العافية ياربي

غزل معشوق
10-11-2010, 03:35 PM
سلمت يمناك

أخي الكريم

ع أطروحتك الرائعة

دام تميزك

smile.

الهااشمي
10-11-2010, 03:48 PM
سلمت يمينك على المرور المميز يعطيك ربي ألف عافية

ٱڅٱښۑښ ݥڎڤۈڹھَہّ
10-11-2010, 05:07 PM
طرح جميل جدااا
يعطيك الف عافية الهاااشمي

في ديرتي
10-11-2010, 05:37 PM
تســــــــــــــلم ع المواااضيع النايس......

الهااشمي
10-11-2010, 08:06 PM
شاكر لكم مروركم العذب يعطيكم العافية وفيكم الخير