العنابي
03-09-2010, 02:20 PM
عبارة جميلة قرأتها في إحدى المصادر منقولة عن مصطفى صادق الرافعي، يقول فيها: "إذا لم تزد شيئاً على الدنيا كنت أنت زائداً على الدنيا".
المعرفة بالحياة ليس أمرا يسيرا، والوصول إلى المعرفة – في حد ذاته – يتطلب مهارة عالية في الأداء، ذلك أن أية خطوة يخطوها احدنا أن لم يكن لها حساباتها الدقيقة التي تستحق فلن يكتب لها النجاح الذي يتوقع، من هنا يأتي الفرق في النتائج، والفرق في أسلوب الحياة، ومن هنا يأتي أيضا في الرؤية التي يرسمها احدنا لحياته، ولا يستطيع أن يرسمها آخر لحياته حتى وان اشترك الاثنان في المأكل والمشرب.
لذلك ترى أن إخوة أبناء رجل واحد، وامرأة واحدة، هذا يملك من الحياة ما لا يعد ولا يحصى، والآخر يقتات على بقايا أخيرة من فتات نفس الحياة التي يتنفس فيها الأثناء هوائها، ويشربا من مائها.
هناك من يعيد فضل هذا على ذاك بسبب الحظ الذي يبتسم لهذا، ويعاند الآخر، يقولون:"هذا ابتسم له الحظ، وهذا عانده الحظ"، وهناك من يحمل الظروف والبيئة المحيطة بكلا الاثنين مسألة النجاح، أو الإخفاق، وهناك يقول:"هذا – من قبل – رأيه دمير"، وغيرها الكثير من مواقف التقييم.
لا شك أن هناك سعي غير عادي من قبل كثير من الناس، لإيجاد موقع مرضي على وجه هذه البسيطة التي يتقاسم الناس العيش فيها، بصور متنوعة، وبحماس متجدد، ولا يكاد يخبو احد من الناس إلا وينهض ثانية بغية أن يصل، ومن يتوقف قليلا، ومن يواصل أكثر، لأن الحياة في دورتها المتجددة تخلق هذا النوع من التواصل الممتد ما بين النقطة والأخرى لإيجاد موطئ قدم هذا الذي يسعى إليه كل إنسان، ويود الوصول إليه كل حي.
من يرى إصرار الكائنات الحية من غير بني البشر للوصول إلى مآربها، وتحقيق ذواتها، كالنحل على سبيل المثال، وهي تقدم هذا الكم الهائل من عسل النحل للإنسان، ولغيره ربما، من المخلوقات، يتملكه العجب، وعلى الرغم من حالات الهزيمة – إن جاز التعبير – التي ترافقها من اثر تقصي الإنسان لها واخذ منتوجاتها التي قضت الأشهر الكثيرة لكي تصنع لها مملكة نحلية جديدة، ومع ذلك تعاود الكرة من جديدة وتؤسس لها ممالك جديدة، وكأن حالها يقول مثل ما قال الشاعر:
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا
ترمى بصخر فتلقي خير أثمار.
أتصور، وقد أكون مخطئا، انه لا توجد هناك هزيمة بين الإنسان وذاته، هناك قصور عن بلوغ الأهداف، هناك جهل بالطرق والأساليب التي يجب أن يتبعها حتى يصل، هناك ضعف في بعض الملكات التي يتميز بها، هناك عمر تجربة لا تزال وليدة مهما تقدم بها العمر، هناك شهوات تتفرع الأولى على الأخرى فتفقدها توازنها ولو إلى اجل قريب، هناك الذات الكبرى "المجتمع" تنازع الفرد على فردية وتميزه، وان باركته في العلن، هناك تشريعات وقوانين قد لا تفسح المجال على اتساعه لكي يتخطى احدنا الرقاب، والحواجز لكي يؤسس لنفسه موقعا متميزا، هناك الذات نفسها التي تتربص بالإنسان لتحفزه على شيء وتثنيه عن شيء آخر، وفي المسافة التي تفصل هذا عن ذاك قد تفوت عليه الكثير فيعود أدراجه ليبدأ من جديد.
كيف نصل إلى ما نريد؟ كيف نحقق انتصارا لذواتنا التي نفتخر بها في كثير من الأحيان؟ كيف نتجاوز انجاز آخرين نشاركهم المأكل والمشرب، والحياة العامة بكل تفاصيلها؟ كيف ننطلق من خطوات مكتوب لها النجاح أبدا؟ كيف نوقف لهاثنا السريع لنعيد لأنفسنا فرصة التروي في التفكير؟ كيف نغض الطرف عن مشهد هزائم الآخرين حتى لا نتأثر؟ كيف نعطي هذه النفس تجرد القرار، وتجرد المواقف، وتجرد الحسابات؟.
كل ما حولنا يدعونا لأن نساهم، لأن نبقى، لأن نعيش، لأن يكون لنا موطئ قدم، لأن نتشبه بآلة التصوير التي تقتنص اللحظات الهاربة من عمر الزمن، ونوظفها إن لم يكن لنا تكون لصالح أجيال الحياة المتتابعين، "زرعوا فأكلنا، ونزرع ليأكلوا".
كيف نصل؟! لا توجد إجابة محددة، ولكن توجد حياة مشرعة المساحات، والتفاصيل، فقس على نفسك في أي مساحة تريد أن تكون، حتى لا تكون كما قال الرافعي، ونصبح أرقاما مهملة على سجل التاريخ.
المعرفة بالحياة ليس أمرا يسيرا، والوصول إلى المعرفة – في حد ذاته – يتطلب مهارة عالية في الأداء، ذلك أن أية خطوة يخطوها احدنا أن لم يكن لها حساباتها الدقيقة التي تستحق فلن يكتب لها النجاح الذي يتوقع، من هنا يأتي الفرق في النتائج، والفرق في أسلوب الحياة، ومن هنا يأتي أيضا في الرؤية التي يرسمها احدنا لحياته، ولا يستطيع أن يرسمها آخر لحياته حتى وان اشترك الاثنان في المأكل والمشرب.
لذلك ترى أن إخوة أبناء رجل واحد، وامرأة واحدة، هذا يملك من الحياة ما لا يعد ولا يحصى، والآخر يقتات على بقايا أخيرة من فتات نفس الحياة التي يتنفس فيها الأثناء هوائها، ويشربا من مائها.
هناك من يعيد فضل هذا على ذاك بسبب الحظ الذي يبتسم لهذا، ويعاند الآخر، يقولون:"هذا ابتسم له الحظ، وهذا عانده الحظ"، وهناك من يحمل الظروف والبيئة المحيطة بكلا الاثنين مسألة النجاح، أو الإخفاق، وهناك يقول:"هذا – من قبل – رأيه دمير"، وغيرها الكثير من مواقف التقييم.
لا شك أن هناك سعي غير عادي من قبل كثير من الناس، لإيجاد موقع مرضي على وجه هذه البسيطة التي يتقاسم الناس العيش فيها، بصور متنوعة، وبحماس متجدد، ولا يكاد يخبو احد من الناس إلا وينهض ثانية بغية أن يصل، ومن يتوقف قليلا، ومن يواصل أكثر، لأن الحياة في دورتها المتجددة تخلق هذا النوع من التواصل الممتد ما بين النقطة والأخرى لإيجاد موطئ قدم هذا الذي يسعى إليه كل إنسان، ويود الوصول إليه كل حي.
من يرى إصرار الكائنات الحية من غير بني البشر للوصول إلى مآربها، وتحقيق ذواتها، كالنحل على سبيل المثال، وهي تقدم هذا الكم الهائل من عسل النحل للإنسان، ولغيره ربما، من المخلوقات، يتملكه العجب، وعلى الرغم من حالات الهزيمة – إن جاز التعبير – التي ترافقها من اثر تقصي الإنسان لها واخذ منتوجاتها التي قضت الأشهر الكثيرة لكي تصنع لها مملكة نحلية جديدة، ومع ذلك تعاود الكرة من جديدة وتؤسس لها ممالك جديدة، وكأن حالها يقول مثل ما قال الشاعر:
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا
ترمى بصخر فتلقي خير أثمار.
أتصور، وقد أكون مخطئا، انه لا توجد هناك هزيمة بين الإنسان وذاته، هناك قصور عن بلوغ الأهداف، هناك جهل بالطرق والأساليب التي يجب أن يتبعها حتى يصل، هناك ضعف في بعض الملكات التي يتميز بها، هناك عمر تجربة لا تزال وليدة مهما تقدم بها العمر، هناك شهوات تتفرع الأولى على الأخرى فتفقدها توازنها ولو إلى اجل قريب، هناك الذات الكبرى "المجتمع" تنازع الفرد على فردية وتميزه، وان باركته في العلن، هناك تشريعات وقوانين قد لا تفسح المجال على اتساعه لكي يتخطى احدنا الرقاب، والحواجز لكي يؤسس لنفسه موقعا متميزا، هناك الذات نفسها التي تتربص بالإنسان لتحفزه على شيء وتثنيه عن شيء آخر، وفي المسافة التي تفصل هذا عن ذاك قد تفوت عليه الكثير فيعود أدراجه ليبدأ من جديد.
كيف نصل إلى ما نريد؟ كيف نحقق انتصارا لذواتنا التي نفتخر بها في كثير من الأحيان؟ كيف نتجاوز انجاز آخرين نشاركهم المأكل والمشرب، والحياة العامة بكل تفاصيلها؟ كيف ننطلق من خطوات مكتوب لها النجاح أبدا؟ كيف نوقف لهاثنا السريع لنعيد لأنفسنا فرصة التروي في التفكير؟ كيف نغض الطرف عن مشهد هزائم الآخرين حتى لا نتأثر؟ كيف نعطي هذه النفس تجرد القرار، وتجرد المواقف، وتجرد الحسابات؟.
كل ما حولنا يدعونا لأن نساهم، لأن نبقى، لأن نعيش، لأن يكون لنا موطئ قدم، لأن نتشبه بآلة التصوير التي تقتنص اللحظات الهاربة من عمر الزمن، ونوظفها إن لم يكن لنا تكون لصالح أجيال الحياة المتتابعين، "زرعوا فأكلنا، ونزرع ليأكلوا".
كيف نصل؟! لا توجد إجابة محددة، ولكن توجد حياة مشرعة المساحات، والتفاصيل، فقس على نفسك في أي مساحة تريد أن تكون، حتى لا تكون كما قال الرافعي، ونصبح أرقاما مهملة على سجل التاريخ.