معهد المناهل
06-14-2009, 12:39 PM
استيقظ قبل الفجر كعادته ، رطب قلبه بركعات أطال فيها القراءة والسجود والدعاء ، توجه إلى المذياع الذي لم يزل سليماً بعد هدم البيت وتدمير كل ما فيه من أغراض الحياة ، جلس فوق بقايا بيته يستمع إلى آخر استفزازات الاحتلال الوقحة :
( قررت قيادة جيش الدفاع منع المصلين المسلمين من دخول المسجد الأقصى وذلك لمدة أسبوع أولها الجمعة نظراً لزيارة حشد من كبار الزوار من الدول الصديقة ، وتسمح القيادة لمن يزيد عمره عن الستين عاماً بالدخول لمدة ربع ساعة فقط كل أذان ، وعلى كل من يخالف تحمل المسئولية كاملة )
غاص في أعماق الذكريات ، ضيقها الكلاب وهل تركوا أحد ليبلغ الستين ، راح يستغفر حيناً ويفكر حينا حتى الفجر ، صلى في المسجد المجاور لبيته الراحل ، مكث حتى صلى الضحى ، ناداه خليل جاره :
- محمد ، تعال معي ، لبنى زوجتي أعدت الإفطار
- ما أبغي والله يا خليل
- تقوى بالطعام يا شيخ ، ما تريد رجم اليهود اليوم على أبواب الأقصى ؟
- الأقصى ؟! سمعت الأخبار يا خليل ؟
- سمعت حبيبي ، لكن ورب العرش ما نستجيب لكلاب صهيون ، يمنعونا بالقوة ونرجمهم بالحجر
- ما عاد ينفع يا خليل أنا راحل لبيتي الثاني
خرج من المسجد و ترك خليل يضرب كفاً بكف : أي بيت يقصد ؟
مر على أنقاض بيته ، احتضنه بعينه طويلاً ، اتجه إلى ركن متهدم يضع فيه صندوقاً يحفظ فيه ما تبقى من متاعه ، قلب حاجياته ثم أغلق الصندوق وقبله ، اتجه إلى طريق الأقصى حيث تكثر نقاط التفتيش ، سمع قائد النقطة الأولى يشير إليه من بعيد :
- قد جاء أول المخرفين أحضروه نتسلى به
هب جندي لتنفيذ الأوامر فصاح فيه :
- انتظر ديفيد دعني أنا أكون في شرف استقباله
ثم قهقه هو والجنود بهستيرية وهو يتجه إلى محمد ليمسك به من كتفه
- هويتك
- فقدتها تحت منزلي المهدم
- وتريد المرور
- نعم
- بهذه السهولة
- وما المانع ؟!
- لم يعد لك شيء هنا ، لا بيت ولا أقصى فماذا تريد ؟
- أريد العبور إلى بيتي الثاني
يزيد الضابط من قهقهته ساخراً ومحدثاً جنوده الذين شاركوه :
- ألم أقل لكم إنه مخرف ؟
ثم وجه حديثه إلى محمد باستهزاء :
- وأين يقع بيتك في قلب إسرائيل ؟ لعلك تدعي أنه بيت الرئيس أو رئيس الوزراء كما ادعاه مذيع الجزيرة من قبل !
- لا ولكنه هنا ( مشيراً إلى السماء )
ما إن نظر الضابط إلى أعلى ضاحكاً ، حتى كان خنجر محمد مغروساً في صدر الضابط بينما طلقات الرصاص تخترق كل مكان في جسد محمد الذي تمدد باسماً وهو يرفع سبابته اليمنى إلى السماء
قصة للأديب : خالد الطبلاوي
( قررت قيادة جيش الدفاع منع المصلين المسلمين من دخول المسجد الأقصى وذلك لمدة أسبوع أولها الجمعة نظراً لزيارة حشد من كبار الزوار من الدول الصديقة ، وتسمح القيادة لمن يزيد عمره عن الستين عاماً بالدخول لمدة ربع ساعة فقط كل أذان ، وعلى كل من يخالف تحمل المسئولية كاملة )
غاص في أعماق الذكريات ، ضيقها الكلاب وهل تركوا أحد ليبلغ الستين ، راح يستغفر حيناً ويفكر حينا حتى الفجر ، صلى في المسجد المجاور لبيته الراحل ، مكث حتى صلى الضحى ، ناداه خليل جاره :
- محمد ، تعال معي ، لبنى زوجتي أعدت الإفطار
- ما أبغي والله يا خليل
- تقوى بالطعام يا شيخ ، ما تريد رجم اليهود اليوم على أبواب الأقصى ؟
- الأقصى ؟! سمعت الأخبار يا خليل ؟
- سمعت حبيبي ، لكن ورب العرش ما نستجيب لكلاب صهيون ، يمنعونا بالقوة ونرجمهم بالحجر
- ما عاد ينفع يا خليل أنا راحل لبيتي الثاني
خرج من المسجد و ترك خليل يضرب كفاً بكف : أي بيت يقصد ؟
مر على أنقاض بيته ، احتضنه بعينه طويلاً ، اتجه إلى ركن متهدم يضع فيه صندوقاً يحفظ فيه ما تبقى من متاعه ، قلب حاجياته ثم أغلق الصندوق وقبله ، اتجه إلى طريق الأقصى حيث تكثر نقاط التفتيش ، سمع قائد النقطة الأولى يشير إليه من بعيد :
- قد جاء أول المخرفين أحضروه نتسلى به
هب جندي لتنفيذ الأوامر فصاح فيه :
- انتظر ديفيد دعني أنا أكون في شرف استقباله
ثم قهقه هو والجنود بهستيرية وهو يتجه إلى محمد ليمسك به من كتفه
- هويتك
- فقدتها تحت منزلي المهدم
- وتريد المرور
- نعم
- بهذه السهولة
- وما المانع ؟!
- لم يعد لك شيء هنا ، لا بيت ولا أقصى فماذا تريد ؟
- أريد العبور إلى بيتي الثاني
يزيد الضابط من قهقهته ساخراً ومحدثاً جنوده الذين شاركوه :
- ألم أقل لكم إنه مخرف ؟
ثم وجه حديثه إلى محمد باستهزاء :
- وأين يقع بيتك في قلب إسرائيل ؟ لعلك تدعي أنه بيت الرئيس أو رئيس الوزراء كما ادعاه مذيع الجزيرة من قبل !
- لا ولكنه هنا ( مشيراً إلى السماء )
ما إن نظر الضابط إلى أعلى ضاحكاً ، حتى كان خنجر محمد مغروساً في صدر الضابط بينما طلقات الرصاص تخترق كل مكان في جسد محمد الذي تمدد باسماً وهو يرفع سبابته اليمنى إلى السماء
قصة للأديب : خالد الطبلاوي