مشاهدة النسخة كاملة : قصه من تاليفي
دموع الشتاء
02-11-2009, 10:59 PM
قصة بعنوان ماسأة طالب جامعي
طالب في احد الجامعات العربية ,يدعى خالد,الذي عُرف عنه بالمستوى العالي في دراسته والأخلاق الحسنة وكان يتصف بين زملاءه في الجامعة بالطيبة والنقاء الفكري, حيث كان في السنة الرابعة من دراسته, ولم يبقى له إلا سنة تقريبا ليتخرج ,حيث كانت درجاته عالية في السنة الثانية.فبدأت معانة هذا الطالب بعد ما خاض في سلسلة من التجارب التي لم تكن في الحسبان. حيث كان خالد من النعم التي انعم الله عليه انه يستطيع أن يحفظ ويكمل مذاكرة ماده بأكملها في يوم تقريبا حيث اعتمد على المذاكرة في يوم واحد فقط وقد قدر المولى أن يصيب هذا الطالب في ذاك اليوم المعتمد للمذاكرة بعض الأمراض الخفيفة مثل الزكام والقحة التي اثرت على خالد لكي يذاكر المذاكرة الفعالة أو إكمال الدروس. فبدا خالد الإحساس بالخطر حيث موعد الاختبار الساعة الثامنة صباحا, فلم يجد حيلة تساعده على الوصول إلى حل هذه المشكلة ,فقرر النوم الساعة العاشرة مساءا, وعزم أن يستقض الساعة الثالثة فجرا, فنام ولكن بدأت الكوابيس الموحشة , فحلم أنه حزين وكأنه قد فقد شيئا ثمينا في حياته, فقفز من نومه خائفا مرتعشا, وتعوذ من الشيطان وشرب ماءا لكي يهدئ من روعه ,وبعد ذلك بدأ يذاكر, ولكن ما زال خالد يشكو من الزكام, ولكنه بدا يذاكر قليلا حتى آذن المؤذن لصلاة الفجر,فنهض لأداء الفريضة وبعد ذلك بدا يذاكر قليلا ,فبدأ ضوء الشمس المشرق الجميل ينعكس على نظارة خالد, فبدأ الخوف يملأ قلبه مجددا لأنه ما زال لم ينهي مذاكرته, فها هي ألان الساعة السابعة وخالد ما زال في يشكو من الزكام وعدم الانتهاء من المذاكرة, فعزم الذهاب للجامعة لأداء الاختبار ولكنه كان يمشي في الجامعة بدون ثقة والاتزان حيث سيطر عليه الخوف والقلق, وكان ينظر لزملائه بعين الحسرة والندم ,ولكن قبل موعد الاختبار لاحظ أن بعض الطلاب والطالبات ينظروا إليه باستغراب شديد ,حيث عرف عنه بالابتسامة الجذابة الواثقة التي تدل على انه جاهز للاختبار بدون خوف أو قلق,ولكن كان خالد شاحب الوجه يملأه الحزن الشديد حيث كان كل همه كيف سيكون وضعه في لجنة الإختبار, بعد صمتا طويل ونظرات وهمسات بين الطلاب ,بدأ توزيع أوراق الاختبار, وقلب خالد ينبض نبضا وكأنه جرس إنذار. فبدأ خالد حل الأسئلة فظهرت الابتسامة تملأ وجناته لانه لاحظ أن الأسئلة معظمها من الدروس التي ذاكرها. فأكمل أربع صفحات تقريبا من الإختبار, وبقى له ثلاثة أسئلة التي تحتاج لكل واحد منها نصف ساعة تقريبا, ولكن بسبب السهر ,وعدم حصول جسد خالد الراحة الكافية بدأ خالد بالشعور بالدوخة والألم في رأسه فحاول تدارك ذلك ولكن ما هي إلا دقائق قليلة حتى سقط خالد أرضا مغما عليه,فأسرع المراقب مساعدته , وكان الجميع مندهشين لم يصدقوا بما رأت عيناهم, حيث سقط خالد وعيناه تملاهن الدموع ووجهه تحول إلى بياض لامع,وكانه كان يحل الإختبار وفكره في مكان ما, ولا احد يعرف سبب بكاء وتغير ملامح خالد. فجاء الطبيب المسئول عن الطلاب,وخالد بلا حراك, فبدا الطبيب فحص خالد,حيث استغرب وألقى نظرة خاطفة على المدرس, حيث أدهشته حاله خالد, فكانت درجة حرارته 39 درجة سيليزية, وضغطه فوق المائتان ,يا لها من مصيبة, فستدعى الطبيب سيارة إسعاف وخالد لا يدري ماذا حدث من حوله.فتم نقله إلى احد المستشفيات في القريبة من الجامعة, فعم الحزن الشديد في قاعة الاختبار والطالبات لم يتحملن ذلك الموقف فكانن يبكين على على زميلهن,فقرر المدرس تأجيل الاختبار لأنه ساد الخوف في قاعة الاختبار ولكن السبب الرئيسي في تأجيل الاختبار هو حب المدرس واحترامه الشديد لخالد.
فبدأ معالجه خالد والطبيب لا يعرف السبب الذي أدى وصول خالد لهذه الحالة, حيث الأيام تمضي وخالد سيكمل يومه الثالث وهو في غيبوبته,وفي يوم الثلاثاء بدا خالد يتحرك قليلا وهو يتمتم بكلمات غير مفهومه وكأنه ينادي شخصا, فجاء الطبيب مسرعا ليطمئن على حاله خالد, وكانت الغرفة لا تملئها إلا كلمات كان يرددها خالد حيث كان يردد اسم أمه, وبصوت مسموع وحزين وكانه يترجاها لكي تحضر اليه , و كان ينادي أمه بصوت خافت ليتدرج بعد ذلك في الارتفاع ليملأ ممرات المستشفى. فقرر الأطباء حقن خالد بالمهدي لكي يهدى, فتم حقنه بصعوبة شديدة ولكن المفاجئة أن خالد تحرك حركة شديدة بينما الطبيب يحقنه في فخذه مما أدى إلى حقن خالد في مكان خطير جدا, أتدرون أين حقن حالد؟؟
تكمله القصه في الصفحة القادمة
تابع
دموع الشتاء
02-11-2009, 11:03 PM
م حقته في عظم الفخذ والحبل العصبي المسئول عن نقل السيال العصبي لمركز التحكم في المخ, ففقد خالد الوعي كاملا,وسقط وكأنه جثة هامدة , فنظر الأطباء في ما بينهم وبهمسات وغامزات لتدارك المشكلة التي وقع فيها هؤلاء الأطباء طبعا بدون قصد في هذا الروح البريئة, فقرروا الخروج فورا من غرفه خالد ولكن الله تعالى يمهل ولا يهمل, فأجنحة المستشفى مملوءة بكاميرات المراقبة,وبقى خالد يقاوم الألم وحيدا حتى دخل عليه عامل النظافة فراء خالد على السرير وهو في حالة يرثى بها فنطلق هذا العامل مسرعا إلى غرفة احد الأطباء,ولكن يا حسرتاه!!
أتعلمون إلى أين ذهب هذا العامل؟ انه ذهب إلى الطبيب الذي حقن خالد.فذهب الطبيب إلى خالد ويا سبحان الله, الله اكبر, أتدرون كيف وجد خالد؟ وجده وهو ينادي باسم رجل هذه المرة ولكن من هو المنادى ؟ إنه كان ينادي وبصوت خافت’ عبدالصبور عبدالصبور وكان يكررها تكرار ,ولكن من هذه الشخصية التي كان يهذي بها خالد؟. فندهش الطبيب اندهاشا, وحاول إقناع العامل بان حاله المريض مستقرة,فغادر الاثنان والطبيب لا يكاد أن يصدق بما سمعت إذناه, فبدا الخوف يزعزع قلبه.ولكن لماذا يا ترى بدأ الخوف يسيطر على تفكير الطبيب؟
إن عبدالصبور الذي كان يتردد على لسان خالد هو الطبيب الذي حقن خالد بالخطأ.فذهب هذا الطبيب إلى منزله وبدأت الكوابيس والأوهام تطارده, فنام بعد ذلك, فحلم في منامة أن العامل قد عرف القصة بأكملها وان خالد شرح تفاصيل الجريمة له,فقفز خائفا وأيقض زوجته بصوته المرتفع, فتصل الساعة الثانية ليلا لزملائه الذين شاركوه في الجريمة,فقرروا بإعطاء مبلغ للعامل مقابل أن لا يفشي سرهم, وفي صباح اليوم التالي ذهب الأطباء كالعادة إلى المستشفى وهم خائفون, فوجدوا العامل ينظف الممر فأشار احدهم إليه ليتبعه إلى المكتب, فعقدوا معه الصفقة الظالمة,فوافق العامل,ولكن العجيب أن الأطباء وصل جنونهم وجهلهم بحيث لم يسالوا العامل بماذا اخبره خالد, حيث من نظرات العامل توحي بأنه لا يعرف شيئا عن الجريمة,ولكن طمع العامل وجهل الأطباء أدى إلى وقوع خطا آخر.
بعد ما تمت الاتفاقية ذهب الأطباء إلى غرفة خالد فوجدوه مستيقظ ولكنه حزين جدا, وكأنه فقد شخصا عزيز عليه,فقام الأطباء بإجراء بعض الفحوصات لخالد, ويا ليت لم يجروها, أتدرون ماذا حدث؟ كانت رجله بأكملها مشلولة عن الحركة,فيا حسرتاه على هذه النفس الزكية التي لم تهمس بشر لأي مخلوق على سطح هذه الكون, أنصدم خالد بما رأى لأنه كان لا يدرك بما صار له لانه كان مقيد اليدين والرجلين, فحاول الأطباء أن يستلطفوه في الكلام ولكن خالد عاد إلى غيبوبته مرة أخرى, ولألم يكاد لا يسع قلبه,فيا ترى من المسئول الأول عن إعاقة خالد, الأطباء أم العامل أم خالد نفسه؟
مر يومين وخالد يتحسر ويبكي على رجله المشلولة,وبعد بكاء حار ملئ بالدموع دخلت على خالد إحدى الممرضات فأشفقت عليه وبدأت تكلمه ولكن في بداية اللقاء كان خالد صامت لا يكلم الممرضة,ولكن بعد ذلك بدا بالحديث معها,ولكن التمست الممرضة من ملامح ونبرات صوت خالد أنه يخبي آلآم ومعاناة حتى الرجل القوي لا يتطيع تحملها ,فقررت أن تعرف الأسرار التي يكتمها خالد,ولكنه رفض الكلام نهائيا,فتركته الممرضة على حالة,متيقنه بان خالد عاش حياة لا يتحملها القلب البشري.
ولكن لم يخطر على بالنا شيئا مهم جدا, لماذا لم يزر خالد ولا زائر؟ أين أهله وأصدقائه أين ذويه وخلانه؟
مضى على خالد في المستشفى أسبوعه الأول وما زال ألم الوحدة والألم الجسدي يسيطران عليه, حيث بدأت الأيام تأخذه إلى ذكريات أمه وأبيه وأخته الوحيدة, حيث كان خالد يعيش في سعادة وحب وحنان بين أحضان والديه ,ولكن الأيام لا تبقى على حالها,فخالد بالأمس ليس ذاك الشخص الذي نراه اليوم, حيث كان خالد مغمور بالثقة النفسية من قبل والديه, ولكن ما الذي حدث؟ وأين والديه وأخته؟
اعتماد خالد على الثقة بنفسه وقوة إيمانه هو السبب الوحيد الذي قوى من عزيمة خالد للوصول إلى مستوى النجاح والمتفوقين,ولولا وجود الأمل في قلبه لما كان خالد من جنس الإحياء, نحن نقرا عن خالد هذه الصفات الحميدة,التي وبلا شك زرعها والديه في قلبه,ولكن أي ولدي خالد؟
قبل عشر سنوات عندما كان خالد في الصف السادس الابتدائي, بدأت معاملة أباه تتغير قليلا ولكن خالد لم يهتم بذلك لأنه اعتقد بان والده مرهق قليلا من كثرة الأعمال في الشركة,ولكن قلب أم خالد بدا يصدر إنذارات بان زوجها في خطر شديد,وحاولت أن تجلس معه عدة مرات لتستفسر منه الأمر الذي جعله يتغير بهذه الصورة ولماذا يتأخر كثير إلى نصف الليالي أو أحيانا إلى آذان الفجر,حيث بدا يتجاهل صلاة الفجر وبدأت أخلاقة تنحط ولكن يا ترى ما هو سبب التغير الكبير لأبو خالد ؟
في يوم الأربعاء وبالتحديد الساعة الثالثة فجرا,كان خالد ساهرا يشاهد مباراة على التلفاز,فسمع صوت سيارة تقف في سرح المنزل,فقفز خائفا يطفئ التلفاز وذهب لغرفته يراقب من هو صاحب السيارة, وكان يحاول أن يرى من نافذة غرفته ولكن كانت الرؤية صعبة ,فنزل من الطابق لأول ليرى من القادم,ولكن الدهشة ظهرت على وجهه!وقال يا ليتني لم اولد,يا ليتني مت قبل هذه الساعه, أتدرون ماذا رأى هذا البرء المسكين؟ لقد رأى رجال يحملون ابيه ليقربوه للباب الرئيسي للبيت لأنه كان ثملا لا يقدر على المشي أو الكلام,كان شبيه بالنعجة التي حولها الذئاب,لا يستطيع الدفاع عن نفسه اوالتلفظ بكلمه والسبب شراب شيطاني لعين ,زينه إبليس لمن حاد عن طريق الحق والدين.
فخالد لا يكاد يصدق وبدأت رجلاه وجسده يرتعش وكأن البرد يقرصه, ولكن قبل أن يراه أباه أسرع راجعا إلى غرفته,وقلبه يعتصر ألما وعيناه تنهمر بالدموع من الحزن والأسى.
وفي الساعة السابعة نهضت الأم واستغربت لعدم وجود خالد في الصالة كالمعتاد,حيث كان خالد يذهب لأداء صلاة الفجر وبعدها يرجع يحضر دروسه,فذهبت لغرفته لتجده نائم ولكن كان مغطي نفسه بالبطانية, فرفعتها قليلا منه,فوجدت وجهه وعيناه تكاد مسكوب عليها الماء من شدة بكاءه وكان يحضن صورة أبيه, فرتابها خوف من منظر ابنها فحاولت تيقظه ولكن كان يصدر أنينا وكأنه يحلم شيئا مخيفا ,فذهبت المسكينة التي لا تعرف سبب بكاء ابنها,فذهبت إلى زوجها لتخبره بحال خالد,ولكن المسكينة لا تعرف أيضا أن حال زوجها هو اشد واخطر من حال ابنها, فدخلت على زوجها لتيقظه ولكن كان عنيد لا يستجيب ,فصرخت بصوت عالي ,مراعيا بحال خالد فقفز زوجها وقال عبارة والى يومنا هذا,أم خالد لم تصدق بما سمعت آذانها, أتدرون ماذا قال ذلك الزوج الذي كان بالأمس مثالا على الزوج المثالي الملتزم بحقوق الزوجة,لقد قال لزوجته"أنتي ما تحسي ,أنتي حيوانه!إنا مليت من العيشة معاكم",ورجع ينام وكأنه لم يتلفظ بشي, فنصدمت هذه الزوجة بابنها وزوجها,وذهبت لابنها مرة ثانية لتجده قد استيقظ من نومه,فرى حال أمه وهي تبكي,فحضنها وقال"ربي اهدي أبي وأبعده عن أهل الشيطان",ولكن تفاجأت الأم بدعاء ابنها,لان لا تعلم بان زوجها صار من متعاطي الخمور والميسر ويلعب القمار, فقالت لابنها ما سبب بكاءك,في البداية كتم خالد بما رأى لأنه يعلم بان أمه مصابه بمرض القلب ,ولكن بسبب سن خالد الذي لا يتجاوز الثانية عشرة,وأيضا بسبب شفقته لامه, بدا يسرد لها بما رأت عيناه, وما هي إلا دقائق قلائل ولم يكمل خالد القصة, فسقطت أمه مغميا عليها, فقام خالد يبكي على أمه المسكينة ويغسل وجهها بالماء البارد,ولكن لا فائدة فيستيقظ الزوج بسبب صراخ خالد,فقال شو السالفة,ليش هذا الصريخ , تعرف أن انته وأمك كروب,ما زال تأثير السكر يسري في عروق الزوج, فقال خالد لأبيه أن أمه ستموت,فقال عبارته التي تترد كل لحظه في ذهن خالد لما سمعها, تعرفوا شو قال هذا الزوج إلى بدأت الحقارة وموت الضمير يسري في قلبه," غيب انته وأمك وعسى تموت لحين قبل بكره",فتجاهل خالد كلام أبيه,وجرى إلى أخته لكي تخبر لجيران,ما هي دقائق حيث تم نقل أم خالد للمستشفى وقام الدكتور بتطمين خالد باستقرار حالة أمه,فرجعت لابتسامة إلى وجهه,ولو أن رحلة الألم والهموم بدأت تتكدس في ذاكرته وقلبه,بعد ذلك رجع خالد الى البيت وحيدا حيث ذهبت أخته مع الجيران لأنها تحتاج إلى رعاية حيث كان عمرها أربع سنوات,حيث دخل البيت وبدأت ذاكرته تخيل له موقف الأمس عندما رأى أباه,ولكنه حاول أن ينام لينسى قليلا,وفي الجانب لأخر ذهب الأب إلى شركته وكأن لم يحدث شيئا, فرجع بعد ذلك إلى بيته ليسال عن زوجته ,فستغرب خالد من تصرف أبيه, فقال انها في المستشفى,فلم يخبر أبيه بما حدث, حيث تيقن خالد أن أبيه لا يحس بما يفعله حينما يكون في حالة سكر,فذهب أبو خالد ليطمئن على زوجته,ولكن كانت صامته حزينة شاردة الذهن,حيث سأل بعد ذلك الدكتور,فاخبره بان زوجتك تعرضت لصدمه حادة,ولازم ترتاح عندنا لأسبوع على الأقل,بعد ذلك رجع خالد وأبوه للبيت وبدا الزوج يسترجع يومه الماضي,فتذكر انه قد شرب كمية كبيرة غير المعتادة,حيث بدأ أبو خالد يشرب الخمر من فترة قريبة ولكنه في ذلك اليوم سهر للفجر مع رجال أعمال يشربون الخمور بكميات كبيرة, ,فبدا يحس بالذنب والندم لأنه كان السبب الرئيسي في تحطيم قلب أم خالد, ولكن في اليوم التالي جاءه اتصال من إحدى موظفاته تعزمه للعشاء في بيتها,حيث كانت هذه الموظفة منحلة أخلاقيا ,وكان هدفها هو إغواء هذا الزوج والنصب على شركته, فذهب في التاسعة ليلا عندها, حيث جهزت له العشاء ومعزوفة موسيقية ولم تنسى الخمر,ففي اللحظة لأولى كان ممتنعا من الشرب ولكنها أرغمته على شرب القليل فالقليل حتى شرب كمية كبيرة,وما اجتمع رجل بامرأة وإلا الشيطان ثالثهما,فحدثت الفاحشة,ونام معها إلى صباح اليوم التالي,ونهض هذا الزوج المنحط وهو في قمة السعادة.
مرت الأيام وأم خالد في المستشفى, والموظفة المنحطة تزداد جمالا في عين أبو خالد, حتى جاء اليوم المؤلم,حيث قرر أبو خالد الزواج من موظفته, ففرحت فرحا شديدا,حيث شرطت له شرط بعد ما ملكت قلبه,بحيث أن يتم العرس بين أهلها في لبنان,فوافق بدون تفكير,وفي اليوم الذي تخرج منه أم خالد من المستشفى,الذي صادف سفر أبو خالد إلى لبنان مع عشيقته, فسافر هذا الزوج الذي لا يستحق أن ينادى كأب أو أن تكون أم خالد كزوجته,حيث مثل هؤلاء الناس لا ضمير لهم,ولا يملكون من المقومات ما ترشدهم لصواب,حيث خاض تجربته مع الموظفة دون تفكير أو على الاقل وضع احتمالات أو على معادلة موزونة,بحيث يتزوج الموظفة ويحافظ على بنيان أسرته التي بناها,وهو بنفسه سيكون السبب في تدميرها,ولكن الذي حدث كان العكس حيث أبو خالد لم يترك في الحسبان الأمور التي سوف تحدث بعد سفره وزواجه من الموظفة,حيث اخبر اخو زوجته بانه مسافر لمهمة عمل.
وصلت أم خالد إلى بيتها حيث أوصلها جيرانها,لان تم الاتصال بزوجها ولكنه رد عليهم بأنه مشغول وغير فاضي لانه كان في المطار مع جميلته الحسناء,فعاشت وحيدة هي وأبناءها لمدة ثلاثة ايام, وبدأت صحتها تتحسن, ولكن كابوس زوجها لا يزال يطاردها بين الحين والأخر, ولكنها رضت بما قدر الله, وتركت الأمل هو تحمل تصرفات زوجها لكي تربي أبناءها تربية إسلامية حميدة, حيث بدا خالد بمحاولة الرجوع إلى جوه الدراسي السابق على الرغم من تكدس الأسى في قلبه.
مضى عن خروج أم خالد اربعة ايام ,وبدا خال خالد بشعور أن شركة نسيبة بدأت تسوء ,حيث بعض الموظفين قدموا استقالتهم بسبب المشاكل الإدارية,حيث بعد ما غادر مدير الشركة مع عشيقته الموظفة,بدا بعض الموظفين الإداريين بالتلاعب بشؤون الشركة.لهذا السبب قام خال خالد بمحاولة السيطرة على المشاكل الداخلية, حيث ذهب إلى المدير المالي لشركة, حيث سأله عن المشاكل التي تحدث في الشركة,فقال المدير لخال خالد" ولماذا أنت مهتم لهذه الدرجة" ,فرد عليه"ا أن الشركة هي ملك نسيبة وهو المسئول الأول عن نجاحها,حيث كان عقد بناء الشركة مشترك بين خال خالد ونسيبة حيث كانت الثقة تبحر بينهما,فتم تسجيل الشركة باسم أبو خالد,ولكن الظروف غيرت أبو خالد وما زال خال خالد لا يعلم السبب الرئيسي لسفر نسيبة والأمور التي حدثت في لبنان,بعد ما شرح خال خالد للمدير ضحك وتهزا بخال خالد,فستغرب خال خالد لتصرفات المدير,فسأله عن سبب ضحكته,فقال أن الشركة ليست شركة أبو خالد,فتوسعت عينا خال خالد مستعجبا, ولكنه ظن انه يحلم, فقال ماذا تقول؟هل انته مريض؟,فقال المدير أنا مقدر ظروفك يا أخي العزيز,ولكن نسيبك في الآونة الأخيرة تغير وبدا بشرب الخمور ولعب القمار,حتى فتكت به إحدى موظفاته,فغرته بجمالها,ونسي أهله وشركته,واقسم لك إني رايته هو والموظفة ومعهم القاضي,وكنت من الشهود الذين شهدوا على نقل اسم الشركة باسم عشيقته ,حيث قام المدير بوصف حال أبو خالد عندما أتى إلى التنازل عن شركته, حيث كانت نظراته غريبة ويملئها اللامبالاة حيث تغير عن السابق وكان ينظر للموظفين باستهزاء,بعد ما عرفه الجميع بوسع الصدر والابتسامة التي تطمئن الموظفين برضا أبو خالد عنهم, فخرج أبو خالد من شركة عشيقته متوجها مباشرا إلى المطار,دون الإدراك بان عشيقته كانت حية بشرية ,حيث كان قلبها وعقلها يخططان بالسيطرة على أملاك أبو خالد,وهو المسكين اللاهي الذي اغتر بجمالها وكلامها المرصع بالعسل, والذي كان سببا في انحراف أبو خالد.
أبو خالد يلهو ويضحك مع عشيقته,وأهله في فقر ومأساة, وفي صباح يوم الجمعة,ذهب خال خالد لزيارة أخته,ليخبرهم عن أفعال أبو خالد,فاستقبلته أخته بالفرحة والابتسامة ولكن لاحظت على وجه أخيها الحزن والأسى ,فسألته عن سبب حزنه,فقال,زوجك دمر حياتي وأموالي,واتيت لأخذ حقي,فاستغربت أخته من كلام أخيها,حيث نبرة صوته توحي بأنه قد جاء لينتقم من أخته وأبناءها,ولكن ما هو الرابط بين ما فعل أبو خالد وفكره الانتقام,حيث أم خالد وأبناءها ليس لهم ذنب أو خيط في فقدان الشركة,حيث بدا الشيطان يجري في دماغ هذا الخال,فهدد أخته ببيع بيت أبو خالد واسترجاع أمواله أو استدعاء الشرطة,فنصدمت أم خالد وبدا جلدها يرتعش,ولكنها تماسكت لتعرف قصة أبو خالد من أخيها,فسألته ماذا فعل زوجها,فاخبرها بدون مراعاة حالة أخته الصحية,ولما سمعت بان أبو خالد نقل اسم الشركة باسم موظفته بمقابل أن تمتعه بجماله وفتنتها, فصعقت وكأن الدنيا وضعت على قلبها,فسقطت مغمى عليها,فأخذها أخيها مسرعا للمستشفى,فأدخلت إلى العناية المركزة,وبعد ساعتين خرج الطبيب إلى أهل أم خالد,ولكن هذه المرة لم يقل أن حالتها مستقرة ولكن,أنصدم الجميع بما سمع,حيث لم يجد الطبيب طريقة لإخبارهم عن أم خالد,فاخذ أخيها جانبا واخبره بان أختك قد فارقت الحياة بعد ما تلقت صدمة دماغية أدى إلى توقف قلبها,فصرخ خال خالد واستمر بصراخ ويقول أنا السبب أنا السبب,فستغرب أبناءها من صراخ خالهم,فعلم بعد ذلك بان أمهم انتقلت في رحمة ربها, فأخذهم جيرانهم, ليواسونهم على مصيبتهم, وعاش خالد وأخته مع جيرانهم ,وبعد مضي خمسة أشهر عن وفاة والده خالد,حيث بدات حالة خالد النفسية تستقر,وبدا الذهاب إلى المدرسة بعد ما مر عنه فصلا كاملا, وهو يعاني وما زال يعاني ولكن طريق المعاناة فتح له دروس جديدة في التعامل والصبر وتحمل المصائب, ومرت ثلاثة فصول التي درس فيها خالد بدون معاناة,حيث دخل الجامعة بعدها بعد ما حصل على نسبه عالية,وجعل أمله برجوع أبيه,الذي يتخبط في لبنان بعد ما هجرته عشيقته,وأصبح مع الناس الذين يطلبون أمام المساجد والطرقات لك يجمع تكلفة التذكرة لكي يرجع بها الى بلده
وهذا ما صار لخالد وعائلته
دموع الشتاء
02-11-2009, 11:05 PM
م حقته في عظم الفخذ والحبل العصبي المسئول عن نقل السيال العصبي لمركز التحكم في المخ, ففقد خالد الوعي كاملا,وسقط وكأنه جثة هامدة , فنظر الأطباء في ما بينهم وبهمسات وغامزات لتدارك المشكلة التي وقع فيها هؤلاء الأطباء طبعا بدون قصد في هذا الروح البريئة, فقرروا الخروج فورا من غرفه خالد ولكن الله تعالى يمهل ولا يهمل, فأجنحة المستشفى مملوءة بكاميرات المراقبة,وبقى خالد يقاوم الألم وحيدا حتى دخل عليه عامل النظافة فراء خالد على السرير وهو في حالة يرثى بها فنطلق هذا العامل مسرعا إلى غرفة احد الأطباء,ولكن يا حسرتاه!!
أتعلمون إلى أين ذهب هذا العامل؟ انه ذهب إلى الطبيب الذي حقن خالد.فذهب الطبيب إلى خالد ويا سبحان الله, الله اكبر, أتدرون كيف وجد خالد؟ وجده وهو ينادي باسم رجل هذه المرة ولكن من هو المنادى ؟ إنه كان ينادي وبصوت خافت’ عبدالصبور عبدالصبور وكان يكررها تكرار ,ولكن من هذه الشخصية التي كان يهذي بها خالد؟. فندهش الطبيب اندهاشا, وحاول إقناع العامل بان حاله المريض مستقرة,فغادر الاثنان والطبيب لا يكاد أن يصدق بما سمعت إذناه, فبدا الخوف يزعزع قلبه.ولكن لماذا يا ترى بدأ الخوف يسيطر على تفكير الطبيب؟
إن عبدالصبور الذي كان يتردد على لسان خالد هو الطبيب الذي حقن خالد بالخطأ.فذهب هذا الطبيب إلى منزله وبدأت الكوابيس والأوهام تطارده, فنام بعد ذلك, فحلم في منامة أن العامل قد عرف القصة بأكملها وان خالد شرح تفاصيل الجريمة له,فقفز خائفا وأيقض زوجته بصوته المرتفع, فتصل الساعة الثانية ليلا لزملائه الذين شاركوه في الجريمة,فقرروا بإعطاء مبلغ للعامل مقابل أن لا يفشي سرهم, وفي صباح اليوم التالي ذهب الأطباء كالعادة إلى المستشفى وهم خائفون, فوجدوا العامل ينظف الممر فأشار احدهم إليه ليتبعه إلى المكتب, فعقدوا معه الصفقة الظالمة,فوافق العامل,ولكن العجيب أن الأطباء وصل جنونهم وجهلهم بحيث لم يسالوا العامل بماذا اخبره خالد, حيث من نظرات العامل توحي بأنه لا يعرف شيئا عن الجريمة,ولكن طمع العامل وجهل الأطباء أدى إلى وقوع خطا آخر.
بعد ما تمت الاتفاقية ذهب الأطباء إلى غرفة خالد فوجدوه مستيقظ ولكنه حزين جدا, وكأنه فقد شخصا عزيز عليه,فقام الأطباء بإجراء بعض الفحوصات لخالد, ويا ليت لم يجروها, أتدرون ماذا حدث؟ كانت رجله بأكملها مشلولة عن الحركة,فيا حسرتاه على هذه النفس الزكية التي لم تهمس بشر لأي مخلوق على سطح هذه الكون, أنصدم خالد بما رأى لأنه كان لا يدرك بما صار له لانه كان مقيد اليدين والرجلين, فحاول الأطباء أن يستلطفوه في الكلام ولكن خالد عاد إلى غيبوبته مرة أخرى, ولألم يكاد لا يسع قلبه,فيا ترى من المسئول الأول عن إعاقة خالد, الأطباء أم العامل أم خالد نفسه؟
مر يومين وخالد يتحسر ويبكي على رجله المشلولة,وبعد بكاء حار ملئ بالدموع دخلت على خالد إحدى الممرضات فأشفقت عليه وبدأت تكلمه ولكن في بداية اللقاء كان خالد صامت لا يكلم الممرضة,ولكن بعد ذلك بدا بالحديث معها,ولكن التمست الممرضة من ملامح ونبرات صوت خالد أنه يخبي آلآم ومعاناة حتى الرجل القوي لا يتطيع تحملها ,فقررت أن تعرف الأسرار التي يكتمها خالد,ولكنه رفض الكلام نهائيا,فتركته الممرضة على حالة,متيقنه بان خالد عاش حياة لا يتحملها القلب البشري.
ولكن لم يخطر على بالنا شيئا مهم جدا, لماذا لم يزر خالد ولا زائر؟ أين أهله وأصدقائه أين ذويه وخلانه؟
مضى على خالد في المستشفى أسبوعه الأول وما زال ألم الوحدة والألم الجسدي يسيطران عليه, حيث بدأت الأيام تأخذه إلى ذكريات أمه وأبيه وأخته الوحيدة, حيث كان خالد يعيش في سعادة وحب وحنان بين أحضان والديه ,ولكن الأيام لا تبقى على حالها,فخالد بالأمس ليس ذاك الشخص الذي نراه اليوم, حيث كان خالد مغمور بالثقة النفسية من قبل والديه, ولكن ما الذي حدث؟ وأين والديه وأخته؟
اعتماد خالد على الثقة بنفسه وقوة إيمانه هو السبب الوحيد الذي قوى من عزيمة خالد للوصول إلى مستوى النجاح والمتفوقين,ولولا وجود الأمل في قلبه لما كان خالد من جنس الإحياء, نحن نقرا عن خالد هذه الصفات الحميدة,التي وبلا شك زرعها والديه في قلبه,ولكن أي ولدي خالد؟
قبل عشر سنوات عندما كان خالد في الصف السادس الابتدائي, بدأت معاملة أباه تتغير قليلا ولكن خالد لم يهتم بذلك لأنه اعتقد بان والده مرهق قليلا من كثرة الأعمال في الشركة,ولكن قلب أم خالد بدا يصدر إنذارات بان زوجها في خطر شديد,وحاولت أن تجلس معه عدة مرات لتستفسر منه الأمر الذي جعله يتغير بهذه الصورة ولماذا يتأخر كثير إلى نصف الليالي أو أحيانا إلى آذان الفجر,حيث بدا يتجاهل صلاة الفجر وبدأت أخلاقة تنحط ولكن يا ترى ما هو سبب التغير الكبير لأبو خالد ؟
في يوم الأربعاء وبالتحديد الساعة الثالثة فجرا,كان خالد ساهرا يشاهد مباراة على التلفاز,فسمع صوت سيارة تقف في سرح المنزل,فقفز خائفا يطفئ التلفاز وذهب لغرفته يراقب من هو صاحب السيارة, وكان يحاول أن يرى من نافذة غرفته ولكن كانت الرؤية صعبة ,فنزل من الطابق لأول ليرى من القادم,ولكن الدهشة ظهرت على وجهه!وقال يا ليتني لم اولد,يا ليتني مت قبل هذه الساعه, أتدرون ماذا رأى هذا البرء المسكين؟ لقد رأى رجال يحملون ابيه ليقربوه للباب الرئيسي للبيت لأنه كان ثملا لا يقدر على المشي أو الكلام,كان شبيه بالنعجة التي حولها الذئاب,لا يستطيع الدفاع عن نفسه اوالتلفظ بكلمه والسبب شراب شيطاني لعين ,زينه إبليس لمن حاد عن طريق الحق والدين.
فخالد لا يكاد يصدق وبدأت رجلاه وجسده يرتعش وكأن البرد يقرصه, ولكن قبل أن يراه أباه أسرع راجعا إلى غرفته,وقلبه يعتصر ألما وعيناه تنهمر بالدموع من الحزن والأسى.
وفي الساعة السابعة نهضت الأم واستغربت لعدم وجود خالد في الصالة كالمعتاد,حيث كان خالد يذهب لأداء صلاة الفجر وبعدها يرجع يحضر دروسه,فذهبت لغرفته لتجده نائم ولكن كان مغطي نفسه بالبطانية, فرفعتها قليلا منه,فوجدت وجهه وعيناه تكاد مسكوب عليها الماء من شدة بكاءه وكان يحضن صورة أبيه, فرتابها خوف من منظر ابنها فحاولت تيقظه ولكن كان يصدر أنينا وكأنه يحلم شيئا مخيفا ,فذهبت المسكينة التي لا تعرف سبب بكاء ابنها,فذهبت إلى زوجها لتخبره بحال خالد,ولكن المسكينة لا تعرف أيضا أن حال زوجها هو اشد واخطر من حال ابنها, فدخلت على زوجها لتيقظه ولكن كان عنيد لا يستجيب ,فصرخت بصوت عالي ,مراعيا بحال خالد فقفز زوجها وقال عبارة والى يومنا هذا,أم خالد لم تصدق بما سمعت آذانها, أتدرون ماذا قال ذلك الزوج الذي كان بالأمس مثالا على الزوج المثالي الملتزم بحقوق الزوجة,لقد قال لزوجته"أنتي ما تحسي ,أنتي حيوانه!إنا مليت من العيشة معاكم",ورجع ينام وكأنه لم يتلفظ بشي, فنصدمت هذه الزوجة بابنها وزوجها,وذهبت لابنها مرة ثانية لتجده قد استيقظ من نومه,فرى حال أمه وهي تبكي,فحضنها وقال"ربي اهدي أبي وأبعده عن أهل الشيطان",ولكن تفاجأت الأم بدعاء ابنها,لان لا تعلم بان زوجها صار من متعاطي الخمور والميسر ويلعب القمار, فقالت لابنها ما سبب بكاءك,في البداية كتم خالد بما رأى لأنه يعلم بان أمه مصابه بمرض القلب ,ولكن بسبب سن خالد الذي لا يتجاوز الثانية عشرة,وأيضا بسبب شفقته لامه, بدا يسرد لها بما رأت عيناه, وما هي إلا دقائق قلائل ولم يكمل خالد القصة, فسقطت أمه مغميا عليها, فقام خالد يبكي على أمه المسكينة ويغسل وجهها بالماء البارد,ولكن لا فائدة فيستيقظ الزوج بسبب صراخ خالد,فقال شو السالفة,ليش هذا الصريخ , تعرف أن انته وأمك كروب,ما زال تأثير السكر يسري في عروق الزوج, فقال خالد لأبيه أن أمه ستموت,فقال عبارته التي تترد كل لحظه في ذهن خالد لما سمعها, تعرفوا شو قال هذا الزوج إلى بدأت الحقارة وموت الضمير يسري في قلبه," غيب انته وأمك وعسى تموت لحين قبل بكره",فتجاهل خالد كلام أبيه,وجرى إلى أخته لكي تخبر لجيران,ما هي دقائق حيث تم نقل أم خالد للمستشفى وقام الدكتور بتطمين خالد باستقرار حالة أمه,فرجعت لابتسامة إلى وجهه,ولو أن رحلة الألم والهموم بدأت تتكدس في ذاكرته وقلبه,بعد ذلك رجع خالد الى البيت وحيدا حيث ذهبت أخته مع الجيران لأنها تحتاج إلى رعاية حيث كان عمرها أربع سنوات,حيث دخل البيت وبدأت ذاكرته تخيل له موقف الأمس عندما رأى أباه,ولكنه حاول أن ينام لينسى قليلا,وفي الجانب لأخر ذهب الأب إلى شركته وكأن لم يحدث شيئا, فرجع بعد ذلك إلى بيته ليسال عن زوجته ,فستغرب خالد من تصرف أبيه, فقال انها في المستشفى,فلم يخبر أبيه بما حدث, حيث تيقن خالد أن أبيه لا يحس بما يفعله حينما يكون في حالة سكر,فذهب أبو خالد ليطمئن على زوجته,ولكن كانت صامته حزينة شاردة الذهن,حيث سأل بعد ذلك الدكتور,فاخبره بان زوجتك تعرضت لصدمه حادة,ولازم ترتاح عندنا لأسبوع على الأقل,بعد ذلك رجع خالد وأبوه للبيت وبدا الزوج يسترجع يومه الماضي,فتذكر انه قد شرب كمية كبيرة غير المعتادة,حيث بدأ أبو خالد يشرب الخمر من فترة قريبة ولكنه في ذلك اليوم سهر للفجر مع رجال أعمال يشربون الخمور بكميات كبيرة, ,فبدا يحس بالذنب والندم لأنه كان السبب الرئيسي في تحطيم قلب أم خالد, ولكن في اليوم التالي جاءه اتصال من إحدى موظفاته تعزمه للعشاء في بيتها,حيث كانت هذه الموظفة منحلة أخلاقيا ,وكان هدفها هو إغواء هذا الزوج والنصب على شركته, فذهب في التاسعة ليلا عندها, حيث جهزت له العشاء ومعزوفة موسيقية ولم تنسى الخمر,ففي اللحظة لأولى كان ممتنعا من الشرب ولكنها أرغمته على شرب القليل فالقليل حتى شرب كمية كبيرة,وما اجتمع رجل بامرأة وإلا الشيطان ثالثهما,فحدثت الفاحشة,ونام معها إلى صباح اليوم التالي,ونهض هذا الزوج المنحط وهو في قمة السعادة.
مرت الأيام وأم خالد في المستشفى, والموظفة المنحطة تزداد جمالا في عين أبو خالد, حتى جاء اليوم المؤلم,حيث قرر أبو خالد الزواج من موظفته, ففرحت فرحا شديدا,حيث شرطت له شرط بعد ما ملكت قلبه,بحيث أن يتم العرس بين أهلها في لبنان,فوافق بدون تفكير,وفي اليوم الذي تخرج منه أم خالد من المستشفى,الذي صادف سفر أبو خالد إلى لبنان مع عشيقته, فسافر هذا الزوج الذي لا يستحق أن ينادى كأب أو أن تكون أم خالد كزوجته,حيث مثل هؤلاء الناس لا ضمير لهم,ولا يملكون من المقومات ما ترشدهم لصواب,حيث خاض تجربته مع الموظفة دون تفكير أو على الاقل وضع احتمالات أو على معادلة موزونة,بحيث يتزوج الموظفة ويحافظ على بنيان أسرته التي بناها,وهو بنفسه سيكون السبب في تدميرها,ولكن الذي حدث كان العكس حيث أبو خالد لم يترك في الحسبان الأمور التي سوف تحدث بعد سفره وزواجه من الموظفة,حيث اخبر اخو زوجته بانه مسافر لمهمة عمل.
وصلت أم خالد إلى بيتها حيث أوصلها جيرانها,لان تم الاتصال بزوجها ولكنه رد عليهم بأنه مشغول وغير فاضي لانه كان في المطار مع جميلته الحسناء,فعاشت وحيدة هي وأبناءها لمدة ثلاثة ايام, وبدأت صحتها تتحسن, ولكن كابوس زوجها لا يزال يطاردها بين الحين والأخر, ولكنها رضت بما قدر الله, وتركت الأمل هو تحمل تصرفات زوجها لكي تربي أبناءها تربية إسلامية حميدة, حيث بدا خالد بمحاولة الرجوع إلى جوه الدراسي السابق على الرغم من تكدس الأسى في قلبه.
مضى عن خروج أم خالد اربعة ايام ,وبدا خال خالد بشعور أن شركة نسيبة بدأت تسوء ,حيث بعض الموظفين قدموا استقالتهم بسبب المشاكل الإدارية,حيث بعد ما غادر مدير الشركة مع عشيقته الموظفة,بدا بعض الموظفين الإداريين بالتلاعب بشؤون الشركة.لهذا السبب قام خال خالد بمحاولة السيطرة على المشاكل الداخلية, حيث ذهب إلى المدير المالي لشركة, حيث سأله عن المشاكل التي تحدث في الشركة,فقال المدير لخال خالد" ولماذا أنت مهتم لهذه الدرجة" ,فرد عليه"ا أن الشركة هي ملك نسيبة وهو المسئول الأول عن نجاحها,حيث كان عقد بناء الشركة مشترك بين خال خالد ونسيبة حيث كانت الثقة تبحر بينهما,فتم تسجيل الشركة باسم أبو خالد,ولكن الظروف غيرت أبو خالد وما زال خال خالد لا يعلم السبب الرئيسي لسفر نسيبة والأمور التي حدثت في لبنان,بعد ما شرح خال خالد للمدير ضحك وتهزا بخال خالد,فستغرب خال خالد لتصرفات المدير,فسأله عن سبب ضحكته,فقال أن الشركة ليست شركة أبو خالد,فتوسعت عينا خال خالد مستعجبا, ولكنه ظن انه يحلم, فقال ماذا تقول؟هل انته مريض؟,فقال المدير أنا مقدر ظروفك يا أخي العزيز,ولكن نسيبك في الآونة الأخيرة تغير وبدا بشرب الخمور ولعب القمار,حتى فتكت به إحدى موظفاته,فغرته بجمالها,ونسي أهله وشركته,واقسم لك إني رايته هو والموظفة ومعهم القاضي,وكنت من الشهود الذين شهدوا على نقل اسم الشركة باسم عشيقته ,حيث قام المدير بوصف حال أبو خالد عندما أتى إلى التنازل عن شركته, حيث كانت نظراته غريبة ويملئها اللامبالاة حيث تغير عن السابق وكان ينظر للموظفين باستهزاء,بعد ما عرفه الجميع بوسع الصدر والابتسامة التي تطمئن الموظفين برضا أبو خالد عنهم, فخرج أبو خالد من شركة عشيقته متوجها مباشرا إلى المطار,دون الإدراك بان عشيقته كانت حية بشرية ,حيث كان قلبها وعقلها يخططان بالسيطرة على أملاك أبو خالد,وهو المسكين اللاهي الذي اغتر بجمالها وكلامها المرصع بالعسل, والذي كان سببا في انحراف أبو خالد.
أبو خالد يلهو ويضحك مع عشيقته,وأهله في فقر ومأساة, وفي صباح يوم الجمعة,ذهب خال خالد لزيارة أخته,ليخبرهم عن أفعال أبو خالد,فاستقبلته أخته بالفرحة والابتسامة ولكن لاحظت على وجه أخيها الحزن والأسى ,فسألته عن سبب حزنه,فقال,زوجك دمر حياتي وأموالي,واتيت لأخذ حقي,فاستغربت أخته من كلام أخيها,حيث نبرة صوته توحي بأنه قد جاء لينتقم من أخته وأبناءها,ولكن ما هو الرابط بين ما فعل أبو خالد وفكره الانتقام,حيث أم خالد وأبناءها ليس لهم ذنب أو خيط في فقدان الشركة,حيث بدا الشيطان يجري في دماغ هذا الخال,فهدد أخته ببيع بيت أبو خالد واسترجاع أمواله أو استدعاء الشرطة,فنصدمت أم خالد وبدا جلدها يرتعش,ولكنها تماسكت لتعرف قصة أبو خالد من أخيها,فسألته ماذا فعل زوجها,فاخبرها بدون مراعاة حالة أخته الصحية,ولما سمعت بان أبو خالد نقل اسم الشركة باسم موظفته بمقابل أن تمتعه بجماله وفتنتها, فصعقت وكأن الدنيا وضعت على قلبها,فسقطت مغمى عليها,فأخذها أخيها مسرعا للمستشفى,فأدخلت إلى العناية المركزة,وبعد ساعتين خرج الطبيب إلى أهل أم خالد,ولكن هذه المرة لم يقل أن حالتها مستقرة ولكن,أنصدم الجميع بما سمع,حيث لم يجد الطبيب طريقة لإخبارهم عن أم خالد,فاخذ أخيها جانبا واخبره بان أختك قد فارقت الحياة بعد ما تلقت صدمة دماغية أدى إلى توقف قلبها,فصرخ خال خالد واستمر بصراخ ويقول أنا السبب أنا السبب,فستغرب أبناءها من صراخ خالهم,فعلم بعد ذلك بان أمهم انتقلت في رحمة ربها, فأخذهم جيرانهم, ليواسونهم على مصيبتهم, وعاش خالد وأخته مع جيرانهم ,وبعد مضي خمسة أشهر عن وفاة والده خالد,حيث بدات حالة خالد النفسية تستقر,وبدا الذهاب إلى المدرسة بعد ما مر عنه فصلا كاملا, وهو يعاني وما زال يعاني ولكن طريق المعاناة فتح له دروس جديدة في التعامل والصبر وتحمل المصائب, ومرت ثلاثة فصول التي درس فيها خالد بدون معاناة,حيث دخل الجامعة بعدها بعد ما حصل على نسبه عالية,وجعل أمله برجوع أبيه,الذي يتخبط في لبنان بعد ما هجرته عشيقته,وأصبح مع الناس الذين يطلبون أمام المساجد والطرقات لك يجمع تكلفة التذكرة لكي يرجع بها الى بلده
وهذا ما صار لخالد وعائلته
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir