المهاجرالأصيل
02-04-2009, 04:43 PM
تايلند
تتمتع تايلند بامكانات سياحية هائلة سواء للسياحة الشبابية أو العائلية، في أجواء يغمرها الأمن والأمان والهدوء والاستقرار إلى جانب الموقع الفريد والطبيعة الساحرة والمناظر الخلابة أينما وقع نظر السائح لا يماثلها ذلك سوى طيبة أهلها وحسن ضيافتهم وتعاملهم مع السياح.
ويمتزج في هذا البلد الماضي العريق بالحاضر مع كل ما يستتبع ذلك من متطلبات العصرنة، وتنبع هذه المعطيات من خلال تمسك التايلنديين بعاداتهم وتقاليدهم التاريخية عبر العصور وصولا إلى الحاضر العصري، وإذا أضفت إلى هذا الموروث عطاءات الطبيعة من مناظر ساحرة وجبال مترامية الأطراف مكسوة بالأشجار لتضفي إلى ناظريك لوحة بديعة تعكس قدرة الخالق واعجازه في تكوين هذه الطبيعة الخلابة.
وإلى جانب سحر الطبيعة البديع ترى الشعب التايلندي محافظا على ارثه العريق الراسخ في عمق التاريخ، ومتجاوبا مع متطلبات العصرنة وما اقتضته من تحولات انسجاما مع التطور الهائل في ثورة المعلومات والتقنيات الحديثة.
ومملكة تايلند التي كانت تعرف في يوم من الايام باسم (سيام) تتمتع بموقع جغرافي فريد يجعلها قبلة للسائح الباحث عن الطبيعة الساحرة والجبال المترامية والشواطئ الذهبية الأخاذة، فهي تقع في قلب منطقة جنوب شرق القارة الآسيوية وتتوسط العديد من الدول مثل بورما (غربا) وكامبوديا (شرقا) ولاوس (شمالا) وماليزيا (جنوبا)، واذا ما استثنينا هذه الأخيرة، نجد تايلند أكثر هذه البلدان جذبا للسياح.
وما إن تطأ قدما السائح أرض مطار بانكوك الدولي (وهذه تجربة شخصية ومباشرة عشناها ولاحظناها), ليجد الابتسامات والتحيات واشارات الترحيب الخاصة بأهل هذا البلد، أينما التفت وأينما وقع نظرك ابرزها وأكثرها انتشارا، هي تلك التي يضع فيها التايلندي أو التايلندية كفيه متلاصقين أمام الوجه مع انحناء الظهر إلى الأمام، وهي تدلل على الترحيب الحار، كما انها تستخدم عند الوداع، ولوحظ ان مثل هذه الحركات معمول بها ايضا بين التايلنديين أنفسهم وهي امور تعكس على كل حال طيبة هذا الشعب ودماثة أخلاقه.
بانكوك
لعل العاصمة التايلندية بانكوك تعتبر البوابة الرئيسية لمعظم الزوار، لكنك تجد كثيرين زاروا هذا البلد وعرفوه جيدا ينصحوك بأن تبتعد عن المدينة الصاخبة والشديدة الازدحام، وهو امر يجعل منها مدينة لا تتمتع بقدر كاف من النظافة خصوصا مع تلوث البيئة، اضف إلى ذلك ان بانكوك يقطنها نحو 10 ملايين شخص، ويخترقها نهر تشاوفرايا لكن لا غنى للسائح من زيارة هذه المدينة والتعرف إلى معالمها وأسواقها ومحلات التسوق التي كثير منها يحمل ماركات عالمية، وتعرف بانكوك من قبل التايلنديين باسم (كرنغ تب) وتعني مدينة الملائكة، واطلق هذه التسمية عليها مؤسسها الملك راما الأول في العام 1782.
وخلال التجوال في شوارع المدينة يمكن ملاحظة الابراج العالية، بينها ما هو مخصص للسكن العائلي وما هو مخصص كمكاتب، إلى جانب الفنادق الكبرى، لكن مع ذلك تجد ان العاصمة حافظت على ارثها الثقافي ومعالمها المعمارية التقليدية وكنوز تراثها الوطني وهو ما يثير اعجاب السياح.
حققت السياحة في تايلاند معدلات جيدة بعد تهافت السياح بعد احداث 11 سبتمبر الماضية «رب ضارة نافعة»، إذ بدأ السياح خصوصا من دول الخليج بالاتجاه في السفر الى دول شرق آسيا بدلا من اميركا والدول الغربية التي باتت زيارتها محفوفة ببعض المخاطر نظراً لنظرة الشك التي ينظر بها مواطنو تلك البلدان الى المسلمين والعرب تحديدا، لذا اتجاه العرب الى السياحة شرقا، وكان نصيب تايلاند هو الأكبر لما تتمتع به من مقومات سياحية ومعاملة جيدة للزوار على مختلف جنسياتهم وانتماءاتهم
تعمل المهرجانات على تغطية ارجاء تايلاند كافة من مقاطعات وجزر ومناطق.
ويشرح المنظمون انه في كل شهر يكون هناك تركيز او اطلاق منتج معين يسمى بمنتج الشهر «Product of The Month» والذي يطلق في منطقة او مقاطعة معينة مما يساعد على خلق مساحة اكبر من النشاطات للزائرين للاستماع بغض النظر عن شهر معين من السنة لان النشاطات تكون متاحة على مدار السنة ولكل شهر نشاطه المعين.
فعلى سبيل المثال حمل شهر مايو الماضي اسم مهرجان الفواكه التايلاندية «The Fruit Festival» وضمت بانكوك نفسها مهرجانا للزهور والفواكه بين 17 الى 19 مايو والذي كان اكبر المهرجانات واضخمها.
وتميز شهر يونيو بمهرجان الزراعة الخضراء، وسيضم شهر يوليو مهرجانا للفن والحرف اليدوية، اما اغسطس سيضم مهرجان المراكب الملكية وستضم الشهور الاخرى مهرجانات للانهار والكائنات البحرية وغيرها اي سيكون هناك دائما وقت للمتعة على مدار السنة.
رويال اوركيد شيراتون
عملت تايلاند على تطوير فنادقها بشكل لافت وكبير ومن بين الفنادق التي جددت بطريقة حديثة هو فندق الرويال اوركيد شيراتون الذي انفق على تجديده نحو 11 مليون دولار اميركي في السنتين الاخيرتين, اذ عملت ادارة الفندق علي تحديث غرفه البالغة نحو 740 غرفة لتضم غرفا تجمع العائلات بأكملها اي الاباء وابنائهم، كما عملوا على تحديث المطاعم كافة فهناك المطاعم التايلاندية، الصينية، الايطالية، الى جانب الاميركية والنيوزيلندية وبهو الفندق وكل ما يتعلق براحة النزلاء.
كما قامت الادارة بانشاء منتج خاص بالعملاء يضم السونا والعلاج الطبيعي وهو ما يوصف بالمركز الصحي المتخصص الذي يلبي الاحتياجات كافة، اضافة الى جلسات المساج المميزة.
وتطل كل غرف الفندق على اشهر نهر في تايلاند والذي يدعى «Chao Phya» وهو ما يميز فندق الشيراتون، عن غيره من الفنادق.
كذلك تم تحديث بهو الفندق وتوسيعه لضمان راحة النزلاء وكذلك تم اعادة تصميم الدور الثاني من الفندق ليصبح قاعة منتديات واتصالات واجتماعات وتمد النزيل بخدمات الهاتف والانترنت كما تنظم الادارة لموظفيها دورات تدريبية في عمليات الحاسوب ليصبحوا على دراية بأحدث انظمة الفندق من خلال التكنولوجيا.
السوق العائم
تميزت رحلة السوق العائم «Floating Market» بغرابتها وطرافتها نظرا لاسلوبها وفكرة عملها الجديدة والتي لم تكن لتخطر ببال الكثيرين عندما طرح علينا المنظمون فكرة التسويق في سوق عائم!
بدأت الفكرة تتبلور في اذهاننا عندما ركبنا قاربا خشبيا صغيرا، تايلندي الطراز يسع لنحو 4 اشخاص فقط اضافة الى سائق قاد ركابه وسط النهر الذي انتشرت البيوت والمعابد والاشجار على جانبيه اضافة الى الاسواق التي ظهرت بعد رحلة استمرت 20 دقيقة وسط النهر الذي احتوى على ركاب كثيرين عند مدخل السوق العائم الرئيسي فكانت زحمة سير القوارب تماما كزحمة سير المركبات في الشوارع
واحتلت النساء جانبا من النهر ليبعن بضائعهن التي تمثلت في الخضراوات والفواكه داخل قواربهن الخشبية وعلى ضفاف النهر وأصررن على ان يتذوق الزائر بعضا من الفواكه قبل شرائها وقبل الدخول الى السوق الرئيسي والانشغال في التبضع لمنزله ونفسه ونسيان معدته وبالتالي نسيان بائعات النهر المتجولات.
ثم كان الاستعداد للتبضع الكبير Big shopping ودخلنا الى المكان الذي ضم كل شيء وأي شيء,,, من الملابس إلى التحف واللوحات الى المصنوعات الخشبية واليدوية اضافة الى الجلود والأثاث ومجموعة مختارة من تحف ومعلقات التراث التايلندي.
الغريب في أمر التسوق في تايلند هو نسبة الحسومات التي يحصل الزائر عليها في الاسواق الشعبية والتي تتراوح ما بين 40 إلى 50 في المئة وإذا كان المشتري صعب المراس وخبيراً في الشبوينغ كأحد الزملاء فانه يحصل على خصم 60 أو 70 في المئة بسهولة فائقة.
رحلة التسوق في تايلاند وخصوصا في سوق غريب كالسوق العائم هي متعة كبيرة لان التسوق في هذه الحالة يمتزج مع الطبيعة والتراث والغرابة.
التسوق
تعرف تايلاند بجنة المتسوقين shoppes Paraclise اذ تتنوع محلاتها ما بين الاكشاك الصغيرة المنتشرة على جانبي الطريق الى جانب أضخم وأفخم المجمعات التجارية التي تعطي المتسوق فرصة الاختيار نظرا لتنوع البضاعة وجودتها، اذ تضم تلك الاسواق الصغيرة نفس جودة ونوعية المجمعات والاسواق الضخمة ويتميز شهرا يوليو ويونيو بالحسومات التي تعم الاسواق لتناسب السياح الخليجيين الذين يزورون البلاد خلال هذه الأشهر,,, الى جانب حسومات شهري ديسمبر ويناير استعدادا لتسوق عيد الفطر في كل عام.
منتزه بوكيت
وفي جزيرة بوكيت "Phuket" وهي تبعد مسافة ساعة وربع الساعة بالطائرة عن العاصمة بانكوك وجدت أضخم مدينة ترفيهية تدعى بوكيت فانتسي بنيت على مساحة 140 فداناً (الفدان يساوي 4200 متر مربع) ويمتزج بها عبق الماضي والتراث مع روح العصروالتكنولوجيا, حيث يحتوي المنتزه على قرية للمهرجانات والألعاب التي تشمل أيضا حرفا يدوية اضافة الى مطعم سياحي يتميز بتقديم الوجبات العالمية International الى جانب المحلية ويتسع لنحو 4000 شخص.
ويجري في هذا المنتزه أكبر عرض مسرحي يوصف بانه عرض على غرار العروض الكبيرة في لاس فيغاس حيث يمكن الاستمتاع بسحر تايلاند والقصص الاسطورية والخيال الممتد عبر تاريخهم.
ويعتبر قصر الافيال من أهم المعالم التراثية في المنتزه، فهو تحفة معمارية قديمة ترمز إلى عهد «سوفوتايما» ويمكن للزائر ان يرى تماثيل للأفيال خارج القصر الحجري نحتت بطريقة رائعة وتمثل الأفيال بصور وحركات مختلفة.
ويضم المنتزه مسرحا يتميز بعروضه الساحرة التي يمتزج فيها الواقع بالخيال، فتعرض على هذا المسرح العاب اكروبات، سيرك الأفيال وألعاب سحرية اضافة إلى عروض موسيقية تدار بمؤثرات صوتية وخلفيات موسيقية، وقد صمم هذا المسرح خبراء عالميون.
وفي قرية المهرجانات والتسوق التي يضمها المنتزه أيضا يمكن لزائر تايلاند أن يتعرف على تاريخ المعمار في البلد وان يحصل على خبرات تسويقية من خلال تجوله في نحو 15 سوقا متخصصاً في بيع الحرير، الجلد، المجوهرات، الخزف، والهدايا.
وهناك عروض تسمى بالصوت والضوء وتعد من أضخم العروض حيث انها لا تعمل الا في المناسبات الخاصة وفكرتها تدور حول أحد الأمراء التايلانديين وهو الأمير كمالا Kamala الذي يعتقد شعبه ان أي فرد يقترب من التمثال ويهمس باسم الأمير فان كمالا سيستيقظ وتدب فيه الروح ويرد على مطالب شعبه الذي يبدأ الاحتفال بعودته، وقد تطورت الفكرة باستخدام مؤثرات الصوت والضوء والليزر والالعاب النارية لمزيد من الابهار.
تأشيرات الدخول
عملت الحكومة التايلاندية على تسهيل إجراءات الفيزا للسياح حيث يستطيع مواطنو كل من البحرين، قطر، والسعودية ان يحصلوا على الفيزا عند وصولهم الى المطار أو جميع منافذ الدولة الأخرى البرية والبحرية, في حين لا يحتاج مواطنو الكويت والامارات الى فيزا في حال طلبهم زيارة البلد لفترة لا تزيد على 30 يوما.
وتربط بعض خطوط الطيران تايلاند مع دول الخليج العربي مثل طيران الامارات، القطرية، السعودية، طيران الخليج، ومصر للطيران اضافة الى الكاناي باسيفيك والخطوط التايلاندية.
وهناك نحو 16 رحلة اسبوعيا مباشرة ما بين بانكوك ودبي.
ويتوقع التايلانديون ان تزداد العلاقات التجارية والأعمال بين دول الشرق الاوسط والأقصى، حيث يتوقع المنظمون في هيئة السياحة التايلاندية زيادة في اعداد المسافرين من رجال الأعمال لعقد اجتماعات، لقاءات تتعلق بالتبادل التجاري بين دول المنطقتين.
وسيكون هناك تسهيلات للاجتماعات العالمية التجارية والمؤتمرات الدولية والمعارض التي باتت بانكوك تملك اكبر خمسة مراكز للمعارض على أرضها الى جانب جزيرة بوكيت وبتايا اللتين تملكان مراكز مهمة للاجتماعات والأعمال التجارية الدولية.
الأثنيات
يتبع نحو 75 في المئة من سكان تايلاند البالغ عددهم 62 مليون نسمة الديانة البوذية ويشغل المسلمون ما نسبته 15 في المئة والنسبة المتبقية موزعة على بقية الديانات والمعتقدات المختلفة مثل المسيحية والهندوس وغيرها.
ويوجد في تايلاند التي تكثر بها المعابد Temples أكثر من 400 ألف معبد منها 40 ألف معبد في بانكوك فقط, وتتميز المعابد بكبر أحجامها والمساحات التي تبنى عليها اذ يحتوي كل معبد على أكثر من مبنى داخله وكلها لمعابد مختلفة الأشكال والاحجام تغطت بكثير من الحلي المذهبة والأحجار المزركشة, وتنتشر داخل المعبد الكثير من التماثيل التي تمثل بوذا يجلس الناس أمامها على أرض مغطاة بالسجاد يحرم على من يدخل المعبد ان ينتعل الحذاء أو القبعة أو أن يحمل معه آلات التصوير.
ويخيم الهدوء على المعابد التي يقصدها الناس للعبادة والطلب من الإله بوذا لتلبية مطالبهم كما يوجد في زوايا المعبد صناديق لوضع النقود او النذورات التي يتبرع بها المصلون.
شاطئ لاما
المزيد عن جزيرة بوكيت Phuket
الأماكن السياحة في "بوكت" متنوعة:
فهناك الرحلات إلى الغابة، والجولة بها على ظهور الفيلة المدربة، والتعرف على الحياة المعيشية التقليدية للشعب التايلاندي
الشواطئ الجميلة المتصلة بالغابات
الذهاب برحلة بحرية على متن مركب كبير ينقل الركاب من بوكت ويجوب بهم جزر "بانغا باي" العديدة.
لسان بحر للتمتع بأجمل مناظر الغروب في العالم وهو "بوكت تاو".
إلى جانب الأسواق المليئة بالسلع الجميلة والتي تزيد أسعارها عن مثيلاتها في بانكوك بنحو الضعف.
ولهذا فإننا ننصح بشراء الهدايا والمستلزمات من أسواق بانكوك التي تضم كل ما يجده السائح في أسواق المدن التايلاندية الأخرى.
كما ننصح بزيارة مسرح "بوكت فانتزي" الضخم الذي يتسع لنحو ثلاثة آلاف متفرج، ويتصل بمطعم فخم جداً يتسع لنحو أربعة آلاف زائر في وقت واحد. والجميل في هذا المسرح هو العرض المسرحي المشوق الذي استخدمت فيه التقنية الحديثة ببراعة تذهل المشاهدين وذلك من خلال سرده قصة اسطورية عن مدينة "بوكت" يمثل فيها مئات الممثلين وعشرات من الفيلة وطيور الحمام الأبيض.
أما عشاق المجوهرات، فننصحهم بإلقاء نظرة على اللؤلؤ الأسود المعروض في المحلات الموجودة بمطار "بوكت". مع العلم أنه يوجد في بوكت مزرعة مشهورة للؤلؤ، وقد أدهشنا خاتم ذهبي بحبة لؤلؤ سوداء قطرها 6.8 مليمتر بسعر 200 دولار أميركي فقط، وحبة لؤلؤ سوداء أخرى بقطر 12.9 مليمتر بسعر 4950 دولاراً.
وللمعلومية فأن "بوكت" يعمل 80% من سكانها في الخدمات السياحية وبها كليات لتدريس السياحة،
منقوووووووووووووووووول
لكم تحياتي المهاجر الأصيل
تتمتع تايلند بامكانات سياحية هائلة سواء للسياحة الشبابية أو العائلية، في أجواء يغمرها الأمن والأمان والهدوء والاستقرار إلى جانب الموقع الفريد والطبيعة الساحرة والمناظر الخلابة أينما وقع نظر السائح لا يماثلها ذلك سوى طيبة أهلها وحسن ضيافتهم وتعاملهم مع السياح.
ويمتزج في هذا البلد الماضي العريق بالحاضر مع كل ما يستتبع ذلك من متطلبات العصرنة، وتنبع هذه المعطيات من خلال تمسك التايلنديين بعاداتهم وتقاليدهم التاريخية عبر العصور وصولا إلى الحاضر العصري، وإذا أضفت إلى هذا الموروث عطاءات الطبيعة من مناظر ساحرة وجبال مترامية الأطراف مكسوة بالأشجار لتضفي إلى ناظريك لوحة بديعة تعكس قدرة الخالق واعجازه في تكوين هذه الطبيعة الخلابة.
وإلى جانب سحر الطبيعة البديع ترى الشعب التايلندي محافظا على ارثه العريق الراسخ في عمق التاريخ، ومتجاوبا مع متطلبات العصرنة وما اقتضته من تحولات انسجاما مع التطور الهائل في ثورة المعلومات والتقنيات الحديثة.
ومملكة تايلند التي كانت تعرف في يوم من الايام باسم (سيام) تتمتع بموقع جغرافي فريد يجعلها قبلة للسائح الباحث عن الطبيعة الساحرة والجبال المترامية والشواطئ الذهبية الأخاذة، فهي تقع في قلب منطقة جنوب شرق القارة الآسيوية وتتوسط العديد من الدول مثل بورما (غربا) وكامبوديا (شرقا) ولاوس (شمالا) وماليزيا (جنوبا)، واذا ما استثنينا هذه الأخيرة، نجد تايلند أكثر هذه البلدان جذبا للسياح.
وما إن تطأ قدما السائح أرض مطار بانكوك الدولي (وهذه تجربة شخصية ومباشرة عشناها ولاحظناها), ليجد الابتسامات والتحيات واشارات الترحيب الخاصة بأهل هذا البلد، أينما التفت وأينما وقع نظرك ابرزها وأكثرها انتشارا، هي تلك التي يضع فيها التايلندي أو التايلندية كفيه متلاصقين أمام الوجه مع انحناء الظهر إلى الأمام، وهي تدلل على الترحيب الحار، كما انها تستخدم عند الوداع، ولوحظ ان مثل هذه الحركات معمول بها ايضا بين التايلنديين أنفسهم وهي امور تعكس على كل حال طيبة هذا الشعب ودماثة أخلاقه.
بانكوك
لعل العاصمة التايلندية بانكوك تعتبر البوابة الرئيسية لمعظم الزوار، لكنك تجد كثيرين زاروا هذا البلد وعرفوه جيدا ينصحوك بأن تبتعد عن المدينة الصاخبة والشديدة الازدحام، وهو امر يجعل منها مدينة لا تتمتع بقدر كاف من النظافة خصوصا مع تلوث البيئة، اضف إلى ذلك ان بانكوك يقطنها نحو 10 ملايين شخص، ويخترقها نهر تشاوفرايا لكن لا غنى للسائح من زيارة هذه المدينة والتعرف إلى معالمها وأسواقها ومحلات التسوق التي كثير منها يحمل ماركات عالمية، وتعرف بانكوك من قبل التايلنديين باسم (كرنغ تب) وتعني مدينة الملائكة، واطلق هذه التسمية عليها مؤسسها الملك راما الأول في العام 1782.
وخلال التجوال في شوارع المدينة يمكن ملاحظة الابراج العالية، بينها ما هو مخصص للسكن العائلي وما هو مخصص كمكاتب، إلى جانب الفنادق الكبرى، لكن مع ذلك تجد ان العاصمة حافظت على ارثها الثقافي ومعالمها المعمارية التقليدية وكنوز تراثها الوطني وهو ما يثير اعجاب السياح.
حققت السياحة في تايلاند معدلات جيدة بعد تهافت السياح بعد احداث 11 سبتمبر الماضية «رب ضارة نافعة»، إذ بدأ السياح خصوصا من دول الخليج بالاتجاه في السفر الى دول شرق آسيا بدلا من اميركا والدول الغربية التي باتت زيارتها محفوفة ببعض المخاطر نظراً لنظرة الشك التي ينظر بها مواطنو تلك البلدان الى المسلمين والعرب تحديدا، لذا اتجاه العرب الى السياحة شرقا، وكان نصيب تايلاند هو الأكبر لما تتمتع به من مقومات سياحية ومعاملة جيدة للزوار على مختلف جنسياتهم وانتماءاتهم
تعمل المهرجانات على تغطية ارجاء تايلاند كافة من مقاطعات وجزر ومناطق.
ويشرح المنظمون انه في كل شهر يكون هناك تركيز او اطلاق منتج معين يسمى بمنتج الشهر «Product of The Month» والذي يطلق في منطقة او مقاطعة معينة مما يساعد على خلق مساحة اكبر من النشاطات للزائرين للاستماع بغض النظر عن شهر معين من السنة لان النشاطات تكون متاحة على مدار السنة ولكل شهر نشاطه المعين.
فعلى سبيل المثال حمل شهر مايو الماضي اسم مهرجان الفواكه التايلاندية «The Fruit Festival» وضمت بانكوك نفسها مهرجانا للزهور والفواكه بين 17 الى 19 مايو والذي كان اكبر المهرجانات واضخمها.
وتميز شهر يونيو بمهرجان الزراعة الخضراء، وسيضم شهر يوليو مهرجانا للفن والحرف اليدوية، اما اغسطس سيضم مهرجان المراكب الملكية وستضم الشهور الاخرى مهرجانات للانهار والكائنات البحرية وغيرها اي سيكون هناك دائما وقت للمتعة على مدار السنة.
رويال اوركيد شيراتون
عملت تايلاند على تطوير فنادقها بشكل لافت وكبير ومن بين الفنادق التي جددت بطريقة حديثة هو فندق الرويال اوركيد شيراتون الذي انفق على تجديده نحو 11 مليون دولار اميركي في السنتين الاخيرتين, اذ عملت ادارة الفندق علي تحديث غرفه البالغة نحو 740 غرفة لتضم غرفا تجمع العائلات بأكملها اي الاباء وابنائهم، كما عملوا على تحديث المطاعم كافة فهناك المطاعم التايلاندية، الصينية، الايطالية، الى جانب الاميركية والنيوزيلندية وبهو الفندق وكل ما يتعلق براحة النزلاء.
كما قامت الادارة بانشاء منتج خاص بالعملاء يضم السونا والعلاج الطبيعي وهو ما يوصف بالمركز الصحي المتخصص الذي يلبي الاحتياجات كافة، اضافة الى جلسات المساج المميزة.
وتطل كل غرف الفندق على اشهر نهر في تايلاند والذي يدعى «Chao Phya» وهو ما يميز فندق الشيراتون، عن غيره من الفنادق.
كذلك تم تحديث بهو الفندق وتوسيعه لضمان راحة النزلاء وكذلك تم اعادة تصميم الدور الثاني من الفندق ليصبح قاعة منتديات واتصالات واجتماعات وتمد النزيل بخدمات الهاتف والانترنت كما تنظم الادارة لموظفيها دورات تدريبية في عمليات الحاسوب ليصبحوا على دراية بأحدث انظمة الفندق من خلال التكنولوجيا.
السوق العائم
تميزت رحلة السوق العائم «Floating Market» بغرابتها وطرافتها نظرا لاسلوبها وفكرة عملها الجديدة والتي لم تكن لتخطر ببال الكثيرين عندما طرح علينا المنظمون فكرة التسويق في سوق عائم!
بدأت الفكرة تتبلور في اذهاننا عندما ركبنا قاربا خشبيا صغيرا، تايلندي الطراز يسع لنحو 4 اشخاص فقط اضافة الى سائق قاد ركابه وسط النهر الذي انتشرت البيوت والمعابد والاشجار على جانبيه اضافة الى الاسواق التي ظهرت بعد رحلة استمرت 20 دقيقة وسط النهر الذي احتوى على ركاب كثيرين عند مدخل السوق العائم الرئيسي فكانت زحمة سير القوارب تماما كزحمة سير المركبات في الشوارع
واحتلت النساء جانبا من النهر ليبعن بضائعهن التي تمثلت في الخضراوات والفواكه داخل قواربهن الخشبية وعلى ضفاف النهر وأصررن على ان يتذوق الزائر بعضا من الفواكه قبل شرائها وقبل الدخول الى السوق الرئيسي والانشغال في التبضع لمنزله ونفسه ونسيان معدته وبالتالي نسيان بائعات النهر المتجولات.
ثم كان الاستعداد للتبضع الكبير Big shopping ودخلنا الى المكان الذي ضم كل شيء وأي شيء,,, من الملابس إلى التحف واللوحات الى المصنوعات الخشبية واليدوية اضافة الى الجلود والأثاث ومجموعة مختارة من تحف ومعلقات التراث التايلندي.
الغريب في أمر التسوق في تايلند هو نسبة الحسومات التي يحصل الزائر عليها في الاسواق الشعبية والتي تتراوح ما بين 40 إلى 50 في المئة وإذا كان المشتري صعب المراس وخبيراً في الشبوينغ كأحد الزملاء فانه يحصل على خصم 60 أو 70 في المئة بسهولة فائقة.
رحلة التسوق في تايلاند وخصوصا في سوق غريب كالسوق العائم هي متعة كبيرة لان التسوق في هذه الحالة يمتزج مع الطبيعة والتراث والغرابة.
التسوق
تعرف تايلاند بجنة المتسوقين shoppes Paraclise اذ تتنوع محلاتها ما بين الاكشاك الصغيرة المنتشرة على جانبي الطريق الى جانب أضخم وأفخم المجمعات التجارية التي تعطي المتسوق فرصة الاختيار نظرا لتنوع البضاعة وجودتها، اذ تضم تلك الاسواق الصغيرة نفس جودة ونوعية المجمعات والاسواق الضخمة ويتميز شهرا يوليو ويونيو بالحسومات التي تعم الاسواق لتناسب السياح الخليجيين الذين يزورون البلاد خلال هذه الأشهر,,, الى جانب حسومات شهري ديسمبر ويناير استعدادا لتسوق عيد الفطر في كل عام.
منتزه بوكيت
وفي جزيرة بوكيت "Phuket" وهي تبعد مسافة ساعة وربع الساعة بالطائرة عن العاصمة بانكوك وجدت أضخم مدينة ترفيهية تدعى بوكيت فانتسي بنيت على مساحة 140 فداناً (الفدان يساوي 4200 متر مربع) ويمتزج بها عبق الماضي والتراث مع روح العصروالتكنولوجيا, حيث يحتوي المنتزه على قرية للمهرجانات والألعاب التي تشمل أيضا حرفا يدوية اضافة الى مطعم سياحي يتميز بتقديم الوجبات العالمية International الى جانب المحلية ويتسع لنحو 4000 شخص.
ويجري في هذا المنتزه أكبر عرض مسرحي يوصف بانه عرض على غرار العروض الكبيرة في لاس فيغاس حيث يمكن الاستمتاع بسحر تايلاند والقصص الاسطورية والخيال الممتد عبر تاريخهم.
ويعتبر قصر الافيال من أهم المعالم التراثية في المنتزه، فهو تحفة معمارية قديمة ترمز إلى عهد «سوفوتايما» ويمكن للزائر ان يرى تماثيل للأفيال خارج القصر الحجري نحتت بطريقة رائعة وتمثل الأفيال بصور وحركات مختلفة.
ويضم المنتزه مسرحا يتميز بعروضه الساحرة التي يمتزج فيها الواقع بالخيال، فتعرض على هذا المسرح العاب اكروبات، سيرك الأفيال وألعاب سحرية اضافة إلى عروض موسيقية تدار بمؤثرات صوتية وخلفيات موسيقية، وقد صمم هذا المسرح خبراء عالميون.
وفي قرية المهرجانات والتسوق التي يضمها المنتزه أيضا يمكن لزائر تايلاند أن يتعرف على تاريخ المعمار في البلد وان يحصل على خبرات تسويقية من خلال تجوله في نحو 15 سوقا متخصصاً في بيع الحرير، الجلد، المجوهرات، الخزف، والهدايا.
وهناك عروض تسمى بالصوت والضوء وتعد من أضخم العروض حيث انها لا تعمل الا في المناسبات الخاصة وفكرتها تدور حول أحد الأمراء التايلانديين وهو الأمير كمالا Kamala الذي يعتقد شعبه ان أي فرد يقترب من التمثال ويهمس باسم الأمير فان كمالا سيستيقظ وتدب فيه الروح ويرد على مطالب شعبه الذي يبدأ الاحتفال بعودته، وقد تطورت الفكرة باستخدام مؤثرات الصوت والضوء والليزر والالعاب النارية لمزيد من الابهار.
تأشيرات الدخول
عملت الحكومة التايلاندية على تسهيل إجراءات الفيزا للسياح حيث يستطيع مواطنو كل من البحرين، قطر، والسعودية ان يحصلوا على الفيزا عند وصولهم الى المطار أو جميع منافذ الدولة الأخرى البرية والبحرية, في حين لا يحتاج مواطنو الكويت والامارات الى فيزا في حال طلبهم زيارة البلد لفترة لا تزيد على 30 يوما.
وتربط بعض خطوط الطيران تايلاند مع دول الخليج العربي مثل طيران الامارات، القطرية، السعودية، طيران الخليج، ومصر للطيران اضافة الى الكاناي باسيفيك والخطوط التايلاندية.
وهناك نحو 16 رحلة اسبوعيا مباشرة ما بين بانكوك ودبي.
ويتوقع التايلانديون ان تزداد العلاقات التجارية والأعمال بين دول الشرق الاوسط والأقصى، حيث يتوقع المنظمون في هيئة السياحة التايلاندية زيادة في اعداد المسافرين من رجال الأعمال لعقد اجتماعات، لقاءات تتعلق بالتبادل التجاري بين دول المنطقتين.
وسيكون هناك تسهيلات للاجتماعات العالمية التجارية والمؤتمرات الدولية والمعارض التي باتت بانكوك تملك اكبر خمسة مراكز للمعارض على أرضها الى جانب جزيرة بوكيت وبتايا اللتين تملكان مراكز مهمة للاجتماعات والأعمال التجارية الدولية.
الأثنيات
يتبع نحو 75 في المئة من سكان تايلاند البالغ عددهم 62 مليون نسمة الديانة البوذية ويشغل المسلمون ما نسبته 15 في المئة والنسبة المتبقية موزعة على بقية الديانات والمعتقدات المختلفة مثل المسيحية والهندوس وغيرها.
ويوجد في تايلاند التي تكثر بها المعابد Temples أكثر من 400 ألف معبد منها 40 ألف معبد في بانكوك فقط, وتتميز المعابد بكبر أحجامها والمساحات التي تبنى عليها اذ يحتوي كل معبد على أكثر من مبنى داخله وكلها لمعابد مختلفة الأشكال والاحجام تغطت بكثير من الحلي المذهبة والأحجار المزركشة, وتنتشر داخل المعبد الكثير من التماثيل التي تمثل بوذا يجلس الناس أمامها على أرض مغطاة بالسجاد يحرم على من يدخل المعبد ان ينتعل الحذاء أو القبعة أو أن يحمل معه آلات التصوير.
ويخيم الهدوء على المعابد التي يقصدها الناس للعبادة والطلب من الإله بوذا لتلبية مطالبهم كما يوجد في زوايا المعبد صناديق لوضع النقود او النذورات التي يتبرع بها المصلون.
شاطئ لاما
المزيد عن جزيرة بوكيت Phuket
الأماكن السياحة في "بوكت" متنوعة:
فهناك الرحلات إلى الغابة، والجولة بها على ظهور الفيلة المدربة، والتعرف على الحياة المعيشية التقليدية للشعب التايلاندي
الشواطئ الجميلة المتصلة بالغابات
الذهاب برحلة بحرية على متن مركب كبير ينقل الركاب من بوكت ويجوب بهم جزر "بانغا باي" العديدة.
لسان بحر للتمتع بأجمل مناظر الغروب في العالم وهو "بوكت تاو".
إلى جانب الأسواق المليئة بالسلع الجميلة والتي تزيد أسعارها عن مثيلاتها في بانكوك بنحو الضعف.
ولهذا فإننا ننصح بشراء الهدايا والمستلزمات من أسواق بانكوك التي تضم كل ما يجده السائح في أسواق المدن التايلاندية الأخرى.
كما ننصح بزيارة مسرح "بوكت فانتزي" الضخم الذي يتسع لنحو ثلاثة آلاف متفرج، ويتصل بمطعم فخم جداً يتسع لنحو أربعة آلاف زائر في وقت واحد. والجميل في هذا المسرح هو العرض المسرحي المشوق الذي استخدمت فيه التقنية الحديثة ببراعة تذهل المشاهدين وذلك من خلال سرده قصة اسطورية عن مدينة "بوكت" يمثل فيها مئات الممثلين وعشرات من الفيلة وطيور الحمام الأبيض.
أما عشاق المجوهرات، فننصحهم بإلقاء نظرة على اللؤلؤ الأسود المعروض في المحلات الموجودة بمطار "بوكت". مع العلم أنه يوجد في بوكت مزرعة مشهورة للؤلؤ، وقد أدهشنا خاتم ذهبي بحبة لؤلؤ سوداء قطرها 6.8 مليمتر بسعر 200 دولار أميركي فقط، وحبة لؤلؤ سوداء أخرى بقطر 12.9 مليمتر بسعر 4950 دولاراً.
وللمعلومية فأن "بوكت" يعمل 80% من سكانها في الخدمات السياحية وبها كليات لتدريس السياحة،
منقوووووووووووووووووول
لكم تحياتي المهاجر الأصيل