الزعيم
03-25-2008, 05:34 PM
أيهما أتعس .. العين الفارغة أم البطن الفارغة ؟ . وأيهما أبلغ .. خطبة عصماء أم صفعة على الوجه ؟ . وأيهما يحمل الأمل .. ساعة الولادة أم ساعة الموت ؟ . ونظل نهرب من سياط الحياة , طامعين في الجزرة التي لا نبلغها أبداً !
ملأْنا التاريخَ بقصص الحب والبطولة والأشعار والجواري , لكي نجترّها حين تستحيل الحياة . نقضي الحياة ما بين النظر إلى ندوب الماضي وبين انتظار أن تبدأ الحياة . كم هي هشّةٌ , تقلبُ موازينَها بضعُ كلمات ...
لسبب أجهله , كنتٌ سعيداً ذات يوم , فسألتُ صديقي: هل يجب أن نعرف الأسباب لنؤمن بالنتائج ؟! , فأجابني بكل برود معللاً : يبدو أنك ستموت اليوم ! , وكانت إجابته آخر عهدي بالسعادة يومها . و تعلمت درساً متأخراً في ضرورة الانتقائية عند اختيار الأصدقاء .
ثم هاتفني أحدهم مرة , ولتفاهة الحديث , أخبرته باستيائي من نظارتي المكسورة ذات الجبيرة فقال لي : هذا هو حال نظارات العباقرة . ورغم أنني بريء من العبقرية , إلا أنني أحببته وأحببت نظارتي المكسورة ولا أزال أحتفظ بها .
حين نصمت .. تتحدث إلينا الأشياء .. وحين نصمت ونغلق عيوننا ونصم آذاننا , نصبح أشياء ! . و صمت العاجز ليس صمتاً , بل صراخ مؤلم في داخله . و صمت الحكمة , قراءة متأنّية للمنطق . ولكن , هل معنى المنطق أنه يسري على الجميع , ويرجع إليه الجميع في الحكم على المواقف ؟ . إذن , فلماذا تناقض المباديء الجيّدة بعضها البعض أحياناً ! .
ما أوسع عالم الطفل وما أجمله . عالم بلا مسلّمات . و ما أشد يأسه حين يخبرونه أن عليه التّسليم بأن الأملاك هي أثمن الأشياء وأن الناس ليس لهم همّ إلا سلبه إياها . وحين يكون أول ما تُعلّمه المدرسة أن أهم شيء هو النشيد الوطني والوطن , وليس الإنسان . ثم يتحوّل إلى دابّة تركض خلف الجزرة كغاية كبرى , ولا تعلم أن الجزرة خُلقت من أجلها لأنها الأهم ! .
أفكر كثيراً لأجد جملةً مفيدة .. ثم لا يفهما الآخرون . وحين أسيرُ وحيداً , لا أتمنى أكثر من أن يخرج الناس إلى الشرفات حتى لا أشعر بالوحدة . يوقظني الواقع الأليم , كل يوم , لأمارس مفهوم التصحّر , لكنني لا أريدُ أن أصحو وأفضّل أن أبقى نائماً أحلم بالمطر .
وفي تمام الساعة المؤلمة .. تسقط القامات الزائفة , وتبقى أعظم حقيقة .. الله .. وفي سجدةٍ يصمت الكون لها دهشةً , و يتوقف الزمان ويعلو عويل المكان , أســــافر إلى أقصى أقاصي روحي .. أعانق نفسي .. ثم تغتسل روحي في فيض دموعي .
انتهى ,
منقــــــــــــــولـ
ملأْنا التاريخَ بقصص الحب والبطولة والأشعار والجواري , لكي نجترّها حين تستحيل الحياة . نقضي الحياة ما بين النظر إلى ندوب الماضي وبين انتظار أن تبدأ الحياة . كم هي هشّةٌ , تقلبُ موازينَها بضعُ كلمات ...
لسبب أجهله , كنتٌ سعيداً ذات يوم , فسألتُ صديقي: هل يجب أن نعرف الأسباب لنؤمن بالنتائج ؟! , فأجابني بكل برود معللاً : يبدو أنك ستموت اليوم ! , وكانت إجابته آخر عهدي بالسعادة يومها . و تعلمت درساً متأخراً في ضرورة الانتقائية عند اختيار الأصدقاء .
ثم هاتفني أحدهم مرة , ولتفاهة الحديث , أخبرته باستيائي من نظارتي المكسورة ذات الجبيرة فقال لي : هذا هو حال نظارات العباقرة . ورغم أنني بريء من العبقرية , إلا أنني أحببته وأحببت نظارتي المكسورة ولا أزال أحتفظ بها .
حين نصمت .. تتحدث إلينا الأشياء .. وحين نصمت ونغلق عيوننا ونصم آذاننا , نصبح أشياء ! . و صمت العاجز ليس صمتاً , بل صراخ مؤلم في داخله . و صمت الحكمة , قراءة متأنّية للمنطق . ولكن , هل معنى المنطق أنه يسري على الجميع , ويرجع إليه الجميع في الحكم على المواقف ؟ . إذن , فلماذا تناقض المباديء الجيّدة بعضها البعض أحياناً ! .
ما أوسع عالم الطفل وما أجمله . عالم بلا مسلّمات . و ما أشد يأسه حين يخبرونه أن عليه التّسليم بأن الأملاك هي أثمن الأشياء وأن الناس ليس لهم همّ إلا سلبه إياها . وحين يكون أول ما تُعلّمه المدرسة أن أهم شيء هو النشيد الوطني والوطن , وليس الإنسان . ثم يتحوّل إلى دابّة تركض خلف الجزرة كغاية كبرى , ولا تعلم أن الجزرة خُلقت من أجلها لأنها الأهم ! .
أفكر كثيراً لأجد جملةً مفيدة .. ثم لا يفهما الآخرون . وحين أسيرُ وحيداً , لا أتمنى أكثر من أن يخرج الناس إلى الشرفات حتى لا أشعر بالوحدة . يوقظني الواقع الأليم , كل يوم , لأمارس مفهوم التصحّر , لكنني لا أريدُ أن أصحو وأفضّل أن أبقى نائماً أحلم بالمطر .
وفي تمام الساعة المؤلمة .. تسقط القامات الزائفة , وتبقى أعظم حقيقة .. الله .. وفي سجدةٍ يصمت الكون لها دهشةً , و يتوقف الزمان ويعلو عويل المكان , أســــافر إلى أقصى أقاصي روحي .. أعانق نفسي .. ثم تغتسل روحي في فيض دموعي .
انتهى ,
منقــــــــــــــولـ