دمعة حائرة
08-29-2007, 11:09 PM
هذه من خواطر الرائع باولو كويلو... أتمنى ان تنال إعجابكم
كان هناك رجل يتأمل الغروب بإعجاب على شاطئ جميل، إلى جانب زوجته، مستمتعاً بعطلته التي استحقها عن جدارة. بدا كل شيء مثالياً، وعلى حين غرة ومن أعماق قلبه أتى صوت لطيف وودود طرح عليه سؤالاً صعباً:
ـ «هل أنت سعيد؟»
أجاب: نعم، أنا كذلك.
جاءه الصوت مجدداً: «إذن انظر حولك جيداً»؟
فسأله: «من أنت؟»
قال الصوت: «أنا الشيطان. وليس بوسعك أن تنعم بالسعادة، لأنك تعلم أنه عاجلاً أم آجلاً يمكن لمأساة أن تحل بك وتنغص عليك حياتك. انظر بروية حولك، وستدرك أن الفضيلة ليست سوى أحد أوجه الإرهاب». وشرع الشيطان بإظهار كل ما كان يجري على الشاطئ. كان رجل العائلة الرائع الذي مضى في تلك اللحظة عينها يحزم الأغراض ويساعد أبناءه على ارتداء ثيابهم يود أن يقيم علاقة محرمة مع سكرتيرته في العمل، لكنه كان يخشى من ردة فعل زوجته.
والزوجة، التي أرادت أن تكون لديها وظيفتها واستقلاليتها، تخشى أيضاً من ردة فعل زوجها. والأطفال الذين كانوا يحسنون التصرف، أرعبتهم فكرة العقاب. الفتاة التي كانت تقرأ كتاباً، وحيدةً تحت المظلة، تتظاهر باللامبالاة، بينما كانت روحها خائفة من احتمال ألا تعرف الحب أبداً.
الشاب الذي يحمل مضرب التنس يمرن جسمه، ولكنه خائف من اضطراره لتحقيق توقعات والديه. العجوز الذي لم يدخن أو يشرب قط يقول إنه يشعر أنه أفضل بكثير على هذه الشاكلة، في حين أن الحقيقة أنه يرتعد خوفاً من الموت الذي يهمس كالريح في أذنيه.
الزوجان اللذان يمضيان مسرعين، وأقدامهما تنثر المياه حيث الأمواج تعانق الشاطئ، وهما يبتسمان، ويحجبان الخوف من أنهما سيبلغان من الكبر عتياً، ويغدوان غير مثيرين لاهتمام أحد ويصبحان عاجزين. الثري الذي أوقف زورقه السريع على مرأى من الجميع وهو يلوح بيديه ويتبسم، وقد كسته الشمس بالسمرة، يتوجس خيفة لأنه يمكن أن يخسر أمواله جميعها في أية لحظة.
ومالك الفندق الذي خرج ليرحب بالنزلاء لدى مغيب الشمس على وجه الدقة، محاولاً أن يجعلهم جميعاً سعداء ويطيرون فرحاً، و الذي يطالب محاسبيه بمعجزات، والخوف يملأ قلبه لأنه يعلم إنه مهما كان أميناً، فإن الرجال في الحكومة سيكتشفون دائماً كل الأخطاء التي يريدونها في حساباته.
يا للخوف الذي يتغلغل في نفوس كل شخص في ذلك الشاطئ الجميل في غروب يخطف الأنفاس. يا للخوف من بقاء المرء وحيداً، يا للخوف من العتمة التي تملأ مخيلتنا بالشياطين، يا للخوف من القيام بشيء لا يندرج في دليل السلوك الحسن، يا للخوف من قضاء الله وقدره، يا للخوف من تعليقات الأشخاص، يا للخوف من العدل الذي ينزل العقوبة على أي زلة، يا للخوف من الظلم الذي يترك المذنب حراً طليقاً ويعيث إرهاباً.
يا للخوف من المخاطرة والخسارة، يا للخوف من الفوز والاضطرار للعيش مع حسد الآخرين، يا للخوف من الحب وأن يجابه هذا الحب بالرفض، يا للخوف من طلب ترقية، أو قبول دعوة، أو الذهاب إلى أماكن غير مألوفة، أو عدم التمكن من التحدث بلغة أجنبية، أو عدم القدرة على التأثير على الآخرين.
يا للخوف من بلوغ أرذل العمر، من الموت، من أن يلاحظ أحد مكامن الضعف عند المرء، من ألا يلاحظ أحد المزايا التي يتمتع بها المرء. أو ألا يلاحظ أحد المرء لا لمزاياه ولا لعيوبه!اختتم الشيطان كلامه بقوله: «أتمنى أن يكون هذا قد جعلك أكثر هدوءاً، ففي نهاية المطاف، أنت لست وحدك من تعاني هذه المخاوف».
رد الرجل: «أرجوك لا ترحل إلى أن تسمع ما لدي، لدينا قدرة هائلة على اكتشاف الألم، أو الندم، أو الجراح، أو الخوف، كما يحلو لك تسميته، ولكن والدي حكي لي يوماً قصة شجرة تفاح كانت مثقلة بالثمار حتى أن غصونها لم تتمكن من الغناء في الريح. ومر أحدهم سائلاً لماذا لم تحاول الشجرة لفت نظر أحد كما فعلت الأخريات كافة. فأجابت الشجرة: «إن ثماري تعد أفضل إعلاناتي».
ومضى الرجل يقول: «بالطبع، أنا لا أختلف عن أي شخص آخر، وقلبي مليء بكثير من المخاوف. ولكن على الرغم من كل ذلك، فإن ثمار حياتي تتحدث عني، وإن وقعت لي مأساة ذات يوم، فإنني أعرف أني لم أقض حياتي من دون القيام بالمجازفات». ومضى الشيطان في سبيله، وقد خاب أمله، محاولاً أن يبث الخوف في نفوس أشخاصٍ آخرين أكثر ضعفاً.
ما أقول منقول .. أقول .. حقوق النشر محفوظة ههههههه.. 36_15_5[1]
تحياتي القلبية
كوكو
كان هناك رجل يتأمل الغروب بإعجاب على شاطئ جميل، إلى جانب زوجته، مستمتعاً بعطلته التي استحقها عن جدارة. بدا كل شيء مثالياً، وعلى حين غرة ومن أعماق قلبه أتى صوت لطيف وودود طرح عليه سؤالاً صعباً:
ـ «هل أنت سعيد؟»
أجاب: نعم، أنا كذلك.
جاءه الصوت مجدداً: «إذن انظر حولك جيداً»؟
فسأله: «من أنت؟»
قال الصوت: «أنا الشيطان. وليس بوسعك أن تنعم بالسعادة، لأنك تعلم أنه عاجلاً أم آجلاً يمكن لمأساة أن تحل بك وتنغص عليك حياتك. انظر بروية حولك، وستدرك أن الفضيلة ليست سوى أحد أوجه الإرهاب». وشرع الشيطان بإظهار كل ما كان يجري على الشاطئ. كان رجل العائلة الرائع الذي مضى في تلك اللحظة عينها يحزم الأغراض ويساعد أبناءه على ارتداء ثيابهم يود أن يقيم علاقة محرمة مع سكرتيرته في العمل، لكنه كان يخشى من ردة فعل زوجته.
والزوجة، التي أرادت أن تكون لديها وظيفتها واستقلاليتها، تخشى أيضاً من ردة فعل زوجها. والأطفال الذين كانوا يحسنون التصرف، أرعبتهم فكرة العقاب. الفتاة التي كانت تقرأ كتاباً، وحيدةً تحت المظلة، تتظاهر باللامبالاة، بينما كانت روحها خائفة من احتمال ألا تعرف الحب أبداً.
الشاب الذي يحمل مضرب التنس يمرن جسمه، ولكنه خائف من اضطراره لتحقيق توقعات والديه. العجوز الذي لم يدخن أو يشرب قط يقول إنه يشعر أنه أفضل بكثير على هذه الشاكلة، في حين أن الحقيقة أنه يرتعد خوفاً من الموت الذي يهمس كالريح في أذنيه.
الزوجان اللذان يمضيان مسرعين، وأقدامهما تنثر المياه حيث الأمواج تعانق الشاطئ، وهما يبتسمان، ويحجبان الخوف من أنهما سيبلغان من الكبر عتياً، ويغدوان غير مثيرين لاهتمام أحد ويصبحان عاجزين. الثري الذي أوقف زورقه السريع على مرأى من الجميع وهو يلوح بيديه ويتبسم، وقد كسته الشمس بالسمرة، يتوجس خيفة لأنه يمكن أن يخسر أمواله جميعها في أية لحظة.
ومالك الفندق الذي خرج ليرحب بالنزلاء لدى مغيب الشمس على وجه الدقة، محاولاً أن يجعلهم جميعاً سعداء ويطيرون فرحاً، و الذي يطالب محاسبيه بمعجزات، والخوف يملأ قلبه لأنه يعلم إنه مهما كان أميناً، فإن الرجال في الحكومة سيكتشفون دائماً كل الأخطاء التي يريدونها في حساباته.
يا للخوف الذي يتغلغل في نفوس كل شخص في ذلك الشاطئ الجميل في غروب يخطف الأنفاس. يا للخوف من بقاء المرء وحيداً، يا للخوف من العتمة التي تملأ مخيلتنا بالشياطين، يا للخوف من القيام بشيء لا يندرج في دليل السلوك الحسن، يا للخوف من قضاء الله وقدره، يا للخوف من تعليقات الأشخاص، يا للخوف من العدل الذي ينزل العقوبة على أي زلة، يا للخوف من الظلم الذي يترك المذنب حراً طليقاً ويعيث إرهاباً.
يا للخوف من المخاطرة والخسارة، يا للخوف من الفوز والاضطرار للعيش مع حسد الآخرين، يا للخوف من الحب وأن يجابه هذا الحب بالرفض، يا للخوف من طلب ترقية، أو قبول دعوة، أو الذهاب إلى أماكن غير مألوفة، أو عدم التمكن من التحدث بلغة أجنبية، أو عدم القدرة على التأثير على الآخرين.
يا للخوف من بلوغ أرذل العمر، من الموت، من أن يلاحظ أحد مكامن الضعف عند المرء، من ألا يلاحظ أحد المزايا التي يتمتع بها المرء. أو ألا يلاحظ أحد المرء لا لمزاياه ولا لعيوبه!اختتم الشيطان كلامه بقوله: «أتمنى أن يكون هذا قد جعلك أكثر هدوءاً، ففي نهاية المطاف، أنت لست وحدك من تعاني هذه المخاوف».
رد الرجل: «أرجوك لا ترحل إلى أن تسمع ما لدي، لدينا قدرة هائلة على اكتشاف الألم، أو الندم، أو الجراح، أو الخوف، كما يحلو لك تسميته، ولكن والدي حكي لي يوماً قصة شجرة تفاح كانت مثقلة بالثمار حتى أن غصونها لم تتمكن من الغناء في الريح. ومر أحدهم سائلاً لماذا لم تحاول الشجرة لفت نظر أحد كما فعلت الأخريات كافة. فأجابت الشجرة: «إن ثماري تعد أفضل إعلاناتي».
ومضى الرجل يقول: «بالطبع، أنا لا أختلف عن أي شخص آخر، وقلبي مليء بكثير من المخاوف. ولكن على الرغم من كل ذلك، فإن ثمار حياتي تتحدث عني، وإن وقعت لي مأساة ذات يوم، فإنني أعرف أني لم أقض حياتي من دون القيام بالمجازفات». ومضى الشيطان في سبيله، وقد خاب أمله، محاولاً أن يبث الخوف في نفوس أشخاصٍ آخرين أكثر ضعفاً.
ما أقول منقول .. أقول .. حقوق النشر محفوظة ههههههه.. 36_15_5[1]
تحياتي القلبية
كوكو