مرام العمر
04-19-2005, 04:42 PM
ما ذا أقول وأكتب ... مادا أخط وأرسم ؟؟...
هاهي الأيام تمر من أمامنا كغزلان شاردة أو من بين أيدينا كحبات رمل ناعمة ... هاهي ساعة الوداع تقترب ... ودقات قلوبنا تضطرب فزعاً وألماً من مرارة الفراق وحرارة الوداع ... هاهي الأيام تنقضي لتكتب على دفتر الحياة أشقى لحظات الزمان وأقساها ولترسم حياتنا بلون قاتم وبخطوط يسكنها الحزن ويحيطها الألم ... فأي خيوط تستطيع أن تحكي خوفي من الفراق ... وأي مزون تستطيع أن تروي ظمئي بعد الفراق وأي دواء سيكفي لتضميد جروحي وآلامي ...
نعم ... لقد عشنا معاً أروع اللحظات وأجمل الساعات ... لقد تقاسمنا الفرحة معاً وتقاسمنا الأحزان معاً .. وتلاشت أرواحنا في أرواح بعضنا لتصير روحاً واحدة تفترش الحب وتلتحف الحب وتتوسد الحب .. ولكن جاء القدر ليعلن كلمته وينادي على مسامعنا : " جاء وقت الوداع ولا منجى ولا مهرب من الوداع " .. وعندها لا تستطيع أن تقول للقدر إلا " سمعنا وأطعنا " .. رغم أن قلوبنا وجله ودموعنا منهمرة لكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا هو حسبنا ومولانا ...
هكذا هو فراق الرفاق .. صعب عناقه .. مر مذاقه .. يعصر القلوب والأكباد .. يحزن الجموع والأشهاد .. هكذا هو الفراق يأتيك مثقلاً بسرابيل الحزن والآلام .. ممتطياً صهوة الأسى والأشجان .. يعكر صفو الحياة .. يحيلها إلى جحيم لا يطاق .. فالحياة هي هكذا .. ما أن تسمح بدقائق السعادة إلا وتعلن ساعات الشقاء ، وكأنها تبدأ بغرس ثم نمو ثم ذبول ، فعزائي في ذلك كله أن تبقى قلوبنا مجتمعة ، وأرواحنا مقترنة .. ما بقى الزمان ..
ها نحن نسمع نواقيس الرحيل تقترب رويدا ً .. رويداً خلف أستار الظلام ... تستأذننا الرحيل .. ولا بد من الرحيل ، ولكن ما أخشاه بعد هذا الوداع أن لا تشتبك الأيدي بالأكف أو لا تعود الأعين فترف .. أو لا ترجع القلوب فتدف .. وعندها يصير الأمر مصاب ، والوداع عذاب ، وعندها سنجزع كثيراً ، وسنبكي كثيراً ... ولكن بكل رضا ..
عفواً يا قلمي لن أستطيع أن أحتفظ بك في يدي كثيراً فمرارة الوداع طغت على حلاوة البيان وآهات الفراق أجهزت على بسمات الكلام .. فعفواً إن لم أستطيع أن أحتضنك طويلاً ففي صدري حشرجة تحكي ألمي وحزني .. وفي عيني دمعة تحكي وجلي وشجني ، فأستميحك يا قلمي عذراً .. فمهما كتبت لن أوفي الفراق حقه .. فهناك أسمع صرخةً تسري في أعماقي وتهز كياني .. تأمرني بشدة وتدفعني بشدة وتدفعني بقوة لأن أضع القلم جانباً .. لأحتمي من ذكرى الوداع في بيت ذلك الشاعر الذي أدرك بحالي فكتب عن الوداع قائلاً :
هل يحمل القرطاس ثقل حروفها
ان كنت أكتبها بحبر دمائي ؟!
تحياتي .. مرام العمر
هاهي الأيام تمر من أمامنا كغزلان شاردة أو من بين أيدينا كحبات رمل ناعمة ... هاهي ساعة الوداع تقترب ... ودقات قلوبنا تضطرب فزعاً وألماً من مرارة الفراق وحرارة الوداع ... هاهي الأيام تنقضي لتكتب على دفتر الحياة أشقى لحظات الزمان وأقساها ولترسم حياتنا بلون قاتم وبخطوط يسكنها الحزن ويحيطها الألم ... فأي خيوط تستطيع أن تحكي خوفي من الفراق ... وأي مزون تستطيع أن تروي ظمئي بعد الفراق وأي دواء سيكفي لتضميد جروحي وآلامي ...
نعم ... لقد عشنا معاً أروع اللحظات وأجمل الساعات ... لقد تقاسمنا الفرحة معاً وتقاسمنا الأحزان معاً .. وتلاشت أرواحنا في أرواح بعضنا لتصير روحاً واحدة تفترش الحب وتلتحف الحب وتتوسد الحب .. ولكن جاء القدر ليعلن كلمته وينادي على مسامعنا : " جاء وقت الوداع ولا منجى ولا مهرب من الوداع " .. وعندها لا تستطيع أن تقول للقدر إلا " سمعنا وأطعنا " .. رغم أن قلوبنا وجله ودموعنا منهمرة لكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا هو حسبنا ومولانا ...
هكذا هو فراق الرفاق .. صعب عناقه .. مر مذاقه .. يعصر القلوب والأكباد .. يحزن الجموع والأشهاد .. هكذا هو الفراق يأتيك مثقلاً بسرابيل الحزن والآلام .. ممتطياً صهوة الأسى والأشجان .. يعكر صفو الحياة .. يحيلها إلى جحيم لا يطاق .. فالحياة هي هكذا .. ما أن تسمح بدقائق السعادة إلا وتعلن ساعات الشقاء ، وكأنها تبدأ بغرس ثم نمو ثم ذبول ، فعزائي في ذلك كله أن تبقى قلوبنا مجتمعة ، وأرواحنا مقترنة .. ما بقى الزمان ..
ها نحن نسمع نواقيس الرحيل تقترب رويدا ً .. رويداً خلف أستار الظلام ... تستأذننا الرحيل .. ولا بد من الرحيل ، ولكن ما أخشاه بعد هذا الوداع أن لا تشتبك الأيدي بالأكف أو لا تعود الأعين فترف .. أو لا ترجع القلوب فتدف .. وعندها يصير الأمر مصاب ، والوداع عذاب ، وعندها سنجزع كثيراً ، وسنبكي كثيراً ... ولكن بكل رضا ..
عفواً يا قلمي لن أستطيع أن أحتفظ بك في يدي كثيراً فمرارة الوداع طغت على حلاوة البيان وآهات الفراق أجهزت على بسمات الكلام .. فعفواً إن لم أستطيع أن أحتضنك طويلاً ففي صدري حشرجة تحكي ألمي وحزني .. وفي عيني دمعة تحكي وجلي وشجني ، فأستميحك يا قلمي عذراً .. فمهما كتبت لن أوفي الفراق حقه .. فهناك أسمع صرخةً تسري في أعماقي وتهز كياني .. تأمرني بشدة وتدفعني بشدة وتدفعني بقوة لأن أضع القلم جانباً .. لأحتمي من ذكرى الوداع في بيت ذلك الشاعر الذي أدرك بحالي فكتب عن الوداع قائلاً :
هل يحمل القرطاس ثقل حروفها
ان كنت أكتبها بحبر دمائي ؟!
تحياتي .. مرام العمر