المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسباب الكرم ودواعيه


جعلاني للابد
04-16-2005, 12:06 PM
للكرم دواع وأسباب تدعو إليه وتحث عليه, وتدفع المرء إلى التفاني فيه, والجد في طلبه, والحرص على تحصيله . وقد ظلت بعض هذه الدوافع والأسباب تغرس في الإنسان حب البذل والإنفاق منذ أقدم العصور, واستمرت دواعي الكرم في ضمير البشرية عرفاً تسير عليه وتقليداً تتوارثه الأجيال المتعاقبة, حتى جاء الإسلام حاملاً معه تعاليم الرحمة والهداية للناس كافة, ناشراً رسالة المحبة والإخاء الإنساني في ظل تعاليمه السامية العظيمة . فأضفى إليها أبعاداً وجوانب دينية وروحية, تسمو بالكرم, وترتفع بالبذل والعطاء, حتى يخلص من أدران المادة, ويبرأ من آفة الهوى والرياء .
القارئ الكريم :
فقد حرص الإسلام على أن يكون التدين والتمسك بالشرع هو المحرك الأول للكرم, والباعث الأساسي للبذل والإنفاق, ولذا فقد قرر القرآن أن المال مال الله, وأن الأغنياء مستخلفون فيه, ينفقون منه بإرادة الله, ويتمتعون به بمشيئته تعالى . قال تعالى : ( وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ) سورة النور آية [33 ] . كما يقرر أن المال فتنة على المسلم أن يحذرها, قال تعالى: ( واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ) سورة الأنفال آية [ 28 ] .
فيجب على المسلم ألا يفتتن بها فتلهيه عن ذكر ربه . قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ) سورة المنافقون آية [9] . ويقرر أيضاً أن البلاء قد يكون بنقص الأموال والمعاناة والحاجة . قال تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) سورة البقرة آية [ 155] . فما يقدمه الباذل من العطاء إنما يعود أثره عليه في النهاية من حيث لا يشعر . قال تعالى : ( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) سورة البقرة آية [ 272] . ودعا الإسلام المسلمين جميعاً - غنيهم و فقيرهم - إلى بذل المعروف, والحرص على الجود, فقد أخرج الطبراني عن الحارث بن عبد الله - رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( أطعموا الطعام وأفشوا السلام تورثوا الجنان ) صحيح انظر صحيح الجامع . وأخرج أبو يعلي والحاكم عن صهيب - رضي الله تعالى عنه - أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( خيركم من أطعم الطعام ورد السلام ) وامتدح القرآن الكريم طائفة من المؤمنين يؤثرون بالخير إخوانهم على أنفسهم, مرتفعين عن الأثرة وحب الذات . قال تعالى : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) سورة الحشر آية [9] .
القارئ الكريم :
فقد سما الإسلام بمفهوم الكرم والجود عن التصور المادي المألوف, فلم يعد مجرد بذل المال للنفع العام, أو لمعونة الآخرين, وإنما اتخذ الكرم صوراً متعددة وأشكالاً مختلفة تبعاً لما تقتضيه الحاجة أو تتطلبه الظروف . فحينما يعين المسلم أخاه الضعيف فهو يبذل له العون والمساعدة, وهو لون من الجود والعطاء . فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ( على كل مسلم صدقه) . فقالوا : يا نبي الله فمن لم يجد؟ قال : ( يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق ) . قالوا: فإن لم يجد ؟ قال : ( يعين ذا الحاجة الملهوف ) . قالوا : فإن لم يجد ؟ قال : (فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة ) أخرجه البخاري ومن المعروف كذلك إني يلقى المسلم أخاه بالبشر والطلاقة، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ( من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق ) وروي عنه أنه قال: (تبسمك في وجه أخيك صدقة ) الترمذي فحينما يلقى المسلم أخاه مستبشرا فهو يبذل له السعادة بإظهار البشر والتفاؤل، وحينما يرفع عنه ظلما أو يرد عنه كيدا فإنه يبذل له الأمن والاستقرار، وهو ايضا لون من العطاء . ومن أسباب الكرم أيضا وفرة المال واتساع الحال ، فتقضى به كثرة الثروة ( إلى تقديم ما وفق إ ليه، ليجعله ذخرا للأخرى ويستجلب به الشكر في الدنيا مع الثقة بالكفاية والغنى عن الزيادة ) . فالمعطي يبذل المال عن قدرة ويسر ، دون أن يجد في بذله مشقة او عناء ٍٍٍٍٍ وهو يقدم بعض ماله لمن أعسر واحتاج من إخوانه يفرج به كربته ، وتخطى أزمته ، وتعالج حاجته . فيحظى بخير الدارين ، ويجمع بين المحبتين : محبة الله ومحبة إخوانه ، ويفوز بالثواب العظيم يوم القيامة . وهو ما عناه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله : (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) أخرجه البخاري . ومن هنا يختلف مفهوم الكرم في الإسلام عنه في الجاهلية ، فالمسلم حينما يبذل ماله لا ينظر إلى ثناء الناس ، ولا يبغي الشهرة وذيوع الصيت ، ولا يطلب عرضا دنيويا مقابل بذله ، وإنما يصرف نيته إلى الله ، فيجعل غايته رضاه ، وهدفه الفوز بثوابه ، يدفعه في ذلك إيمانه الصادق العميق ، وطاعته لربه ، وحبه لإخوانه . ومن دواعي الكرم أ يضا : الرغبة في الحمد والشكر ، ومحبة الثناء وطيب الذكر ( فتنفرد إرادته بحب عرض الدنيا ، فيتكرم ويسمح ليحمد ويمدح ) . وهذا الكرم مذموم ، بعيد عن الدين ؛ لما يشوبه من الرياء ، وهو الكرم الذي شاع في الجاهلية ، إذ لم يكن العربي القديم يقر بشرع أو دين ، ومن ثم فقد كان لبذله وكرمه غايات دنيوية مطلقة ، كحب الشهرة والمدح وقد حذر الإسلام المسلمين من الانزلاق إلى مهاوي الرياء والسمعة ؛ لأنها تمحق ثواب الصدقة ، ودعاهم إلى الإخلاص والتقوى ومراقبة الله تعالى . قال تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين ) سورة البقرة . فيجب على المسلم أن يصرف همته عن ذلك النفع الزائل ويبرىء نفسه من العلل والشبهات . اللهم جنبنا الرياء وارزقنا الإخلاص في الجود والكرم والقول والعمل.

منقول

العنابي
04-16-2005, 11:18 PM
شكرا على مواضيعك في منتدى جعلان

شكرا لك

ريم السلطنة
04-16-2005, 11:57 PM
تسلم اخوي على الموضوع الجميل

جعله الله في ميزان حسناتك

جعلاني للابد
04-17-2005, 07:13 AM
شكرا على مواضيعك في منتدى جعلان

شكرا لك


الله يخليك أخي العنابي وشاكرلك مرورك

جعلاني للابد
04-17-2005, 07:15 AM
تسلم اخوي على الموضوع الجميل

جعله الله في ميزان حسناتك


وأناشاكرلك مرورك الأروع والله يسمع منك

البرهان
04-25-2005, 02:35 PM
جزاك الله اخوي جعلاني