محبة الرحمن
06-08-2007, 03:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله
صفة القلب السليم
والقلب السّليم الذي ينجو من عذاب الله هو القلب الذي قد سلم من هذا وهذا ، فهو القلب الذي قد سلّم لربّه ،وسلّم لأمره ، ولم تبق فيه منازعة لأمره ولا معارضة لخبره ، فهو سليم ممّا سوى الله وأمره ، لا يريد إلا الله ، ولا يفعل إلا ماأمره الله ، فالله وحده غايته ، وأمره وشرعه وسيلته وطريقته ، لا تعتريه شبهة تحول بينه وبين تصديق خبره ، لكن لا تمرّ عليه إلاّ وهي مجتازة تعلم أنّه لا قرار لها فيه ، ولا شهوة تحول بينه وبين متابعة رضاه .
ومتى كان القلب كذلك فهو سليم من الشرك ، وسليم من البدع ، وسليم من الغيّ ، وسليم من الباطل وكل الأقوال التي قيلت في تفسيره فذلك يتضمّنها .
وحقيقته أنّه القلب الذي قذ سلّم لعبودية ربّه حبّا وخوفا وطمعا ورجاء، ففني بحبّه عتن حب ما سواه ،وبخوفه عن خوف ما سواته ، وبرجائه عن رجاء ما سواه ، وسلّم لأمره ولرسوله تصديقا وطاعة ، كما تقدم ، واستسلم لقضائه وقدره فلم يتّهمه ،ولم ينازعه ، ولم يتسخّط(1) لأقداره ، فأسلم لربّه انقيادا وخضوعا ، وذلاّ ، وعبودية ،وسلّم جميع أحواله وأقواله وأعماله وأذواقه ومواجيده ظاهرا وباطنا من مشكاة رسوله ، وعرض ما جاء من سواها عليها ، فما وافقها قبله وما خالفها ردّه ، وما لم يتبين له فيه موافقة ولا مخالفة وقّف أمره وأرجأه إلى أن يتبيّن له ، وسالم أولياءه وحزبه المفلحين الذّابين عن دينه وسنّة نبيّه ، والقائمين بها ، وعادى أعداءه المخالفين لكتابه وسنّة نبيّه الخارجين عنهما ، الدّاعين إلى خلافهما ...
من كتاب مفتاح دار السعادة للعلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله
صفة القلب السليم
والقلب السّليم الذي ينجو من عذاب الله هو القلب الذي قد سلم من هذا وهذا ، فهو القلب الذي قد سلّم لربّه ،وسلّم لأمره ، ولم تبق فيه منازعة لأمره ولا معارضة لخبره ، فهو سليم ممّا سوى الله وأمره ، لا يريد إلا الله ، ولا يفعل إلا ماأمره الله ، فالله وحده غايته ، وأمره وشرعه وسيلته وطريقته ، لا تعتريه شبهة تحول بينه وبين تصديق خبره ، لكن لا تمرّ عليه إلاّ وهي مجتازة تعلم أنّه لا قرار لها فيه ، ولا شهوة تحول بينه وبين متابعة رضاه .
ومتى كان القلب كذلك فهو سليم من الشرك ، وسليم من البدع ، وسليم من الغيّ ، وسليم من الباطل وكل الأقوال التي قيلت في تفسيره فذلك يتضمّنها .
وحقيقته أنّه القلب الذي قذ سلّم لعبودية ربّه حبّا وخوفا وطمعا ورجاء، ففني بحبّه عتن حب ما سواه ،وبخوفه عن خوف ما سواته ، وبرجائه عن رجاء ما سواه ، وسلّم لأمره ولرسوله تصديقا وطاعة ، كما تقدم ، واستسلم لقضائه وقدره فلم يتّهمه ،ولم ينازعه ، ولم يتسخّط(1) لأقداره ، فأسلم لربّه انقيادا وخضوعا ، وذلاّ ، وعبودية ،وسلّم جميع أحواله وأقواله وأعماله وأذواقه ومواجيده ظاهرا وباطنا من مشكاة رسوله ، وعرض ما جاء من سواها عليها ، فما وافقها قبله وما خالفها ردّه ، وما لم يتبين له فيه موافقة ولا مخالفة وقّف أمره وأرجأه إلى أن يتبيّن له ، وسالم أولياءه وحزبه المفلحين الذّابين عن دينه وسنّة نبيّه ، والقائمين بها ، وعادى أعداءه المخالفين لكتابه وسنّة نبيّه الخارجين عنهما ، الدّاعين إلى خلافهما ...
من كتاب مفتاح دار السعادة للعلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله