المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحلام لا تموت


الليدي اوسكار
05-01-2007, 04:23 PM
أحلام لا تموت
كان متفاخرا بنفسه.. كانت أجمل جميلات الحي.. كان يكبرها ب 9سنوات ..كانت طالبة في المدرسة الثانوية بهره جمالها. في البداية أراد أن يأخذ منها غايته ثم يرمي بها كما ترمي الذئاب بفريستها إلا أن طيب خلقها وحلو حديثها غيرت كل ما في نفسه من مطامع. لم تتحدث معه قط، ولكنها كانت صديقة شقيقته، ولم تزرهم في بيتهم أبدا، ولكن الشقيقة كانت تتحدث عن صديقتها أمام "فراس" الذي بدوره لم يكن يفتأ التفكير بها...كان لابد من خطوة مستقبلية يجب أن يتحدث معها أو على الأقل أن تعلم بأنه مهتم بأمرها وكانت البداية عندما نقلت "مها" ل"منال" مشاعر أخيها وأنه معجب بها و راغب في الزواج منها على أن يتزوجا ويسافران إلى أمريكا ليكمل دراسته العليا في الطب... كان رد منال أن قالت لصديقتها العزيزة: أن أراد أخاك الزواج حقا فأنا لا املك الكلمة الأخيرة فعليه أن يتقدم لطلب يدي من أهلي ...وبالفعل تمت الخطبة وكانت فرحة فراس لا توصف وكذلك منال التي بدأت مشاعر الحب تتغلغل إلى قلبها الدافئ وقبل موعد الزواج بأسبوع عاد فراس ليخبر منال بأن فتاة أخرى قد خطبته !!! أيعقل أن تقوم فتاة بخطبة الشاب؟؟ طلب منها أن يذهب كلا منهما في حال سبيله. الكل متصور مدى شعور منال، لقد حطم قلبها ذلك القاسي الذي لم يعرف معنى الحب أبدا تركها وذهب ليتزوج من الأخرى وسافرا لأمريكا. شعرت مها بالخزي من منال لما فعله أخيها وكذلك عائلة مها كانت تشعر بالخزي والسخط على أبنها الوقح ومرت الأيام والسنين ومنال في سنتها الأخيرة بالجامعة كانت لا تزال متأثرة مما فعله فراس بها إلا أنها لم تيأس وواصلت حياتها ودراستها ورفضت كل العرسان الذين تقدموا لها. مرت السنين ومنال في سنتها الأخيرة بالجامعة عندما حدث ما لم يكن في الحسبان ...كانت تمشي متثاقلة حاملة من الكتب ما شاء الله لها أن تحمل بعد يوم دراسي شاق في الجامعة كانت متجهة نحو سيارتها عندما أسقطت ما كانت تحمله من كتب، ولكن ما السبب يا ترى؟ !!!وقفت مرتجفة الأوصال أمام ذلك الذي انحنى ليتناول الكتب التي أسقطتها أرضاً ...لم تتوقع رؤيته بعد كل هذه السنين... لقد عاد فراس وهو يحمل مع عودته الذكريات الأليمة لمنال نظر إليها بحنان وهو يمد يده نحوها وقال: اشتقت إليك حبيبتي .ترددت كلمته الأخيرة في أعماقها كالصدى.. حبيبتي !!!! حبيبتي !!!!أنه يكذب.. يكذب.. قالت منال ذلك في نفسها.. كانت مضطربة جدا وبسرعة فتحت السيارة ودخلت فيها وهي تخفي دموعها عن فراس الذي ناداها راجيا منها الإصغاء إليه وانطلقت منال تقود السيارة في سرعة جنونية وهي تبكي تاركة فراس خلفها والذي أسرع باللحاق بها بسيارته .كانت سرعة السيارة رهيبة جدا.. حاول فراس إيقافها لكنه لم يفلح وفجأة تصطدم منال بإنارة الشارع بعد أن حاولت تفادي الاصطدام بسيارة أخرى .. وأمام عينيه يرى فراس حبيبته بين الحياة والموت وجن جنون هذا الأخير الذي اندفع مسرعا ليفتح باب السيارة ويخرج منال التي غرقت في بحر من الدماء بمساعدة بعض الناس الطيبين محاولين إبعادها عن السيارة التي ما لبثت أن اشتعلت وبفراسة الطبيب قام فراس بتفحص جسد منال التي لم تفارقها الحياة بعد وبكل ألم ضم فراس حبيبته إليه وحملها إلى سيارته وأنطلق بها إلى المستشفى حيث يعمل متيقنا بأنه إذا لم يسارع في تقديم العلاج لها فسوف لن يراها أبدا داعيا من الله أن يكتب لها عمرا جديدا ....لكن هل ستعيش منال؟؟ وكيف ستعيش.؟؟
انطلقت سيارة فراس تشق شوارع العاصمة بسرعة كبيرة متجهة إلى المستشفى في محاولة لإنقاذ منال التي كانت ولا زالت فاقدة للحركة والإدراك ملطخة بدمائها ومن بُعد لاحت أنوار المستشفى حيث كانت الساعة في تلك الأثناء تشير إلى الساعة السابعة ليلا... في أقل من نص ساعة كانت منال تخضع لمحاولة الإنعاش الصناعي وتم إجراء أشعة عاجلة لمعرفة مكان الإصابة...
وقف فراس مذهولا في مواجهة الدكتور طارق أخصائي الأعصاب الذي قال وبتوتر واضح: للأسف لديها نزف حاد في الدماغ وقد تفارق الحياة في أية لحظة..رد فراس بصوت مضطرب: ما نسبة نجاح العملية؟! قال طارق بأسف شديد: حوالي5% فقط... شعر فراس بدوار كاد أن يسقطه أرضا وفجأة قال وبكل حزم: سوف أجري لها العملية... نظر إليه طارق مستغربا وغاضبا في الوقت نفسه: أنت مجنون لا يمكنك ذلك أنا أمنعك. بكل حزم تقدم فراس من طارق وأمسك يده وقال له وبكل ثقة: أرجوك دعني أجري العملية أرجوك. صمت طارق قليلا يفكر ثم قال: ولكن إذا فشلت العملية وفارقت الحياة سوف تخسر مستقبلك المهني. رد فراس وهو يرتدي سترة العمليات الخاصة: أضحي بكل ما أملك من أجلها. وأنطلق مسرعا إلى ريم الممرضة وطلب منها تجهيز غرفة العمليات بالسرعة القصوى وأعطى الممرضة سمر رقم هاتف مها شقيقته وطلب منها إعلامها بالأمر وكذلك الاتصال بوالدة منال. وبعد أقل من خمس دقائق كان في غرفة العمليات مع عدد كبير من الممرضين والممرضات ولكنه تفاجأ بدخول الدكتور طارق مرتديا معطف العمليات وواضعا كمامة الفم محاولا ارتداء القفازات فنظر إلى فراس قائلا: أنت مدين لي بشرح كل ما يتعلق بهذه الفتاة فيما بعد. عندها ابتسم فراس ابتسامة باهتة حزينة وأشار لكي تفتح الإضاءة حيث بدأت المهمة الصعبة مهمة إنقاذ منال.
.................................................. ..............
وصلت مها إلى المستشفى متعثرة الخطى دموع عينيها تنزل بغزارة المطر في ليلة عاصفة ماطرة لا تعلم ما الذي حدث إلا أن منال تعرضت لحادث وهي الآن في غرفة العمليات. وبعد أقل من عشر دقائق من وصول مها إلى المستشفى وصلت والدة منال برفقة والدة مها التي لم تشاء أن تتركها وهي في هذه الظروف لأنها في مقام الأخت الحبيبة والصديقة العزيزة.
ما أن شاهدت والدة مها ابنتها حتى بادرتها بالسؤال عن منال قائلة: طمئنيني يا ابنتي كيف هي منال؟ ردت مها وهي تغالب الدموع التي رفضت إلا أن تنزل: لا أدري عنها شيئا، لقد أخبرتني الممرضة أنها في غرفة العمليات منذ ساعة تقريبا.
قالت والدة منال وبقلب مؤمن بقضاء الله وقدره: الحمد لله على كل حال.
كان الوقت يمضي ببطء قاتل داخل غرفة العمليات. فراس يعمل بحذر شديد جدا وطارق ينظر إليه في إشفاق واضح تارة وإلى منال تارة أخرى كانت كمية الدم المتخثر المستخرجة من منال كبيرة جدا، ولم يبقى إلا القليل وتنتهي العملية عندما حدث ما لم يكن في الحسبان حيث تسارع نبض منال بشدة ليتحول فجأة إلى هبوط حاد في التسارع، وبسرعة تناولت أحدى الممرضات جهاز إنعاش القلب بالصدمة الكهربائية بينما أسرعت الأخرى لتثبيت جهاز الأكسجين قال فراس: الآن ريم ابدئي. وجهت ريم صدمة كهربائية لصدر منال التي تحرك قلبها برعشة قوية بينما عينا طارق ظلتا مسمرتين في جهاز قياس نبضات القلب الذي لم يعد يشير إلى أي حركة في القلب فقال لفراس: لم يعد هناك أمل فراس الفتاة ذهبت من بين أيدينا. صرخ فراس لريم قائلا: مرة أخرى ريم، مرة أخرى. فوجهت ريم صدمة ثانية لصدر منال وبعد رعشة قوية بدأ القلب في النبض مرة أخرى. بكت عيون الممرضات وعانق فراس طارق بقوة وعيناه تذرفان الدمع الغزير لأول مرة في حياته. ثم نظر إلى منال وقال: الحمد والشكر لك يا الله. رد طارق قائلا: أخشى أن يتكرر ذلك من جديد، إذا لم تستيقظ خلال ال48ساعة القادمة فإن ذلك يعني الموت السريري بلا شك.... كان كلام طارق واضحا جدا مما جعل فراس ينظر إليه مقطب الجبين قلق.
وأخيراً وبعد عملية دامت لساعات، تم نقل منال إلى غرفة العناية الفائقة لتكون تحت الملاحظة التامة من قبل الأطباء والممرضات. خرج فراس وطارق من غرفة العمليات ليجدا والدة منال وقد أعياها البكاء عند رؤيتها لابنتها وهي في طريقها إلى غرفة العناية الفائقة، فقال طارق مطمئنا لها: لا تقلقي يا سيدتي ابنتك بخير بإذن الله لقد نجحت العملية والحمد لله والآن في انتظار استيقاظها حتى نرى النتائج المترتبة بعد العملية، وحمدا لله على سلامتها مرة أخرى. دكتور فراس هل لي بكلمة في مكتبي لو سمحت؟!... قال فراس: حاضر. ثم قال لمها هامسا في أذنها: لا تذهبي أريد أن أتحدث إليك. و قال لوالدة منال مواسيا لها: لا تقلقي يا خالتي منال بخير لكن أدعي الله أن ينقذها. ثم غادر مع الدكتور طارق ليبدأ هذا الأخير مجموعة الأسئلة التي يبحث لها عن إجابات من فراس...
جلس فراس في مقابل طارق الذي قال بعد أن أغلق باب المكتب: والآن أخبرني عن هذه الفتاة مفسراً لي سبب تصرفاتك لهذا اليوم. نزع فراس نظارته الطبية ملقيا برأسه على حافة الكرسي الذي يجلس فيه وقد أسهم بنظراته نحو سقف الغرفة وقال بعد صمت طويل: كانت منال خطيبتي في يوم من الأيام وكنا على وشك الزواج عندما قمت أنا وبكل وقاحة بفسخ الخطبة والزواج من زوجتي ندى، إلا أنني وبعد مدة شعرت بفراغ كبير في حياتي بالرغم من وجود ندى إلى جانبي وأطفالي أيضاً. فالبداية لم أعلم ما سبب ذلك الشعور ولكن كثرة الأحلام التي ظلت تراودني كانت تجيبني عن سبب ذلك الشعور، لقد كنت أرى منال في يقظتي و منامي، ظلت صورتها ومحياها الجميل لا تفارق خيالي عندها شعرت بأني لا أستطيع العيش بدونها، فقد أصبحت كالماء والهواء بالنسبة لي وكم كنت متلهفا لرؤيتها فور انتهاء مدة دراستي في أمريكا، وحال وصولي إلى أرض الوطن أردت رؤيتها حتى وأن كان ذلك صعباً عليها وعليٍّ طبعاً ولكني ترددت كثيراً، ومع تواصل تفكيري بها قررت أخيراً رؤيتها وكان لي ما أردت..... جميلة، وأنيقة، واثقة من خطواتها تماماً كما عهدتها، لم أكتفي بالنظر إليها من بعيد بل أردت التحدث إليها وعندما اقتربت منها لأتحدث إليها بدت كأنها رأت قاتلاً سفاحاً أراد القضاء على حياتها، فكان منها أن استقلت سيارتها وبسرعة جنونية وحدث الاصطدام والبقية كما تعلمها ويعلمها الجميع. ساد الصمت بين الاثنين ثم تلاقت الأعين فقال طارق: كنت أعتقد بأنك متهور في كل شيء إلا حياتك العاطفية، ولم أتوقع أن تكون بهذه القسوة في التعامل مع أول حب لك. قال فراس في أسف شديد: أرجوك دعني أكفر عما فعلت. نظر إليه طارق في استغراب شديد، فرد فراس: أرجوك دعني أتابع حالة منال بنفسي، سأفعل المستحيل لكي تشفى و تعود لحياتها الطبيعية. أنا مستعد للبقاء في المستشفى ليل نهار المهم أن أظل بجانبها أرجوك دكتور أرجوك.
سكت طارق قليلا ثم قال في شيء من الحماسة والثقة: لك ذلك يا عزيزي ولكن كن حذرا فلا مجال للخطأ في العاطفة من جديد. تصافح الرجلان و على محيا كلاً منهما ابتسامة لها مغزاها عند الآخر.
كانت والدة منال قد غادرت مع والدة مها بعد أن تم منعها من البقاء بجانب ابنتها حيث لم يسمح لها بالجلوس في غرفة العناية الفائقة، فلا جدوى من مكوثها وابنتها ما تزال في غيبوبتها والتي يبدو بأنها ستطول إلى ما شاء الله، أما منال فقد انتظرت قدوم أخيها في مكتبه حزينة لما حدث لصديقة طفولتها وأختها التي لطالما تمنت أن تكون لها أخت مثلها، عندما جاء فراس وقد أغلق باب المكتب عليهما، فبادرته بالسؤال قائلة: صارحني أخي ما هي حال منال بالضبط؟!... قال فراس وهو ينزع سترة العمليات عنه: لا أخفي عليك بأن حالتها ما تزال حرجة خلال ال48ساعة القادمة لذلك فأنا أتمنى أن تمر هذه الساعات بسرعة حتى تستيقظ ونستطيع معرفة نتيجة العملية عليها. أجهشت مها بالبكاء فضمها فراس لصدره مهدئاً لها قائلاً: لا داعي للبكاء يا عزيزتي... تمني لها الشفاء وبإذن الله ستشفى. في تلك الأثناء رن هاتف فراس الخليوي فقام إليه ليرد قائلاً:
_ أهلا ندى... كيف حالك وحال الأطفال؟
_ مشتاقة لك يا عزيزي. نحن في انتظارك متى ستأتي؟
_ آسف لا أستطيع المجيء اليوم فلدي عمل طارئ في المستشفى، لا تقلقي سأحضر غداً صباحاً... اهتمي بالأولاد.
أنهى المكالمة بسرعة وقال مخاطباً مها: عزيزتي هلا أحضرتي لي بعض القهوة من الكافتيريا؟!
بعد أن خرجت مها من المكتب، تمدد فراس على أريكة المكتب الوثيرة وظل يردد: أميرتي العزيزة، وردتي الجميلة، يا وردة الأميرات، عودي إليّ لأرتوي رحيق حبك الدافئ.
هذه الكلمات كان فراس قد كتبها لمنال في عيد ميلادها السابع عشر قبل أن يفسخ خطوبته منها. عادت مها وفي يدها القهوة لتجد أخاها يردد تلك الكلمات فقالت له: أمازلت تحبها يا أخي؟!.
أراد أن يتحدث عندما دخلت الممرضة ريم مسرعة قائلة: دكتور منال تعاني هبوطاً حاداً في نبضات القلب أرجوك بسرعة. ولا شعورياً أسقط فراس القهوة من يده وأسرع بكل ما أوتي من قوة إلى غرفة العناية الفائقة تتبعه مها وريم، وهناك تجمعت الممرضات حول منال للمساعدة الطبية العاجلة وأنظم فراس وريم إليهن بينما بقيت مها تنظر إليهم من خارج الغرفة وشاهدت الممرضة سمر وهي توجه صدمة كهربائية لصدر منال التي شحب لون وجهها وتحول إلى اللون الأزرق القاتم الدال على الموت فأرتعش الجسد بقوة وبينما ظلت عينا فراس على جهاز نبضات القلب يراقب حركة النبض وجهت سمر صدمة كهربائية لمنال عندها ضغط فراس بكلتا يديه على منطقة الوسط لصدرها للأعلى والأسفل وفي محاولة لتجديد النبض في حين وضعت ريم صمام الأكسجين لمنال للمساعدة على التنفس الاصطناعي.... عندها وبصوت مميز عاد القلب الصغير الدافئ بالنبض من جديد وهذا كله بفضل الله عز و جل وعزيمة فراس وباقي الممرضات. و بدون شعور تقدم فراس باتجاه منال وطبع قبلة على جبينها الناصع البياض وقال بصوت مبحوح تخنقه العبرات: حمداً لك يا رب. و خرج وهو يواري دموعه عن أعين الممرضات اللاتي تأثرن بذلك الموقف، ليحضن أخته التي انخرطت في بكاء متواصل.
.................................................. ...........
دخلت الممرضة سمر تقول وعلامات الفرح والسرور بادية على وجهها الجميل: دكتور.... لقد استيقظت منال.... استيقظت منذ دقائق. تهللت أسارير طارق في حين التقط فراس معطفه الأبيض وسماعته الطبية وجرى إلى غرفة العناية الفائقة، وما أن رأت عيناه منال وهي تنظر إلى سقف الغرفة حتى تمتم بارتياح وسعادة: أوه.... حبيبتي..
اقترب منها فتبادلا النظرات كانت سعادة فراس كبيرة جداً فأرتعش جسده لذلك، لكنه انتبه إلى ما حدث عندما نطقت منال قائلة: أين أنا؟!... ماذا حدث؟!... من أنت؟!!!....
نزلت كلماتها على فراس كالصاعقة. إلا أن صوت طارق أنتشله من صدمته وكان أشد عليه عندما قال: فقدان ذاكرة.... لقد فقدت ذاكرتها... ثم ألتفت إلى الممرضة ريم وقال لها: خذيها إلى غرفة الأشعة المغناطيسية يجب أن نجري لها صورة إشعاعية وتخطيط للمخ لنتأكد.
ظلت عينا فراس تحدق في منال التي أخذت تلح بالسؤال على ريم قائلة: من أنتي؟... أين أنا؟؟ ماذا حدث؟؟؟... اخيراً نطق فراس قائلاً وهو يقترب منها ويمسك يدها بكل رقة: لا تقلقي يا عزيزتي... أنتي بخير... لقد وقع لكي حادث بسيط ولكن ستتحسنين بإذن الله. عادت تسأله من جديد: من أنت؟... وأين أنا؟؟.. تكلم طارق قائلاً وهو يربت على كتف فراس مخاطباً منال: اسمك منال.. و هذا الدكتور فراس.. وأنا الدكتور طارق المشرفان على علاجك.. وأنتي الآن في المستشفى.
بدت عينا منال تائهتان تبحثان عن شيء مجهول وهي تنظر لكلاً من فراس وطارق.
كانت منال داخل غرفة الأشعة المغناطيسية الداخلية في حين بقي فراس مع طارق في الغرفة الخارجية يراقبان جهاز التخطيط الموصول بجسد منال من جهة وجهاز الحاسب الآلي من جهة أخرى. تمتم طارق قائلاً: كما توقعت فقدان مؤقت للذاكرة... عقد فراس حاجبيه في قلق واضح قائلاً وهو يشير إلى جزء صغير عبر شاشة العرض: ربما.... وربما يطول.... أنظر هنا. رد طارق: صحيح نسبة إصابتها بفقدان ذاكرة دائم لا تتعدى 10% أو حتى 5%...... على كل حال يجب أن تستمر في العناية الفائقة وقت أطول..... فعلى ما يبدو تعاني من رضوض قوية.... تنهد فراس ومرر يديه على شعره الأسود الطويل نسبياً قائلاً: آمل أن تشفى..... لم أعد قادراً على تحمل رؤيتها في هذا الوضع......
تم إعادة منال إلى غرفة العناية الفائقة، بينما توجه كلاً من طارق وفراس إلى مكتبه لإنجاز ما لديهما من أعمال. مر الوقت بسرعة فغادر طارق المستشفى متجهاً إلى منزله في حين بقي فراس في مكتبه يراجع تقرير الأشعة المغناطيسية التي أجريت على منال منذ ساعات، عندما دخلت ريم إلى الغرفة تحمل في يدها كوباً من القهوة الساخنة لفراس الذي بادرها بالشكر على الفور قائلاً: شكراً لك ريم في وقتها تماماً...... ما أخبار منال؟؟... قالت ريم مبتسمة وهي تتأمل وجه فراس الوسيم المرهق بإعجاب واضح: حالتها مستقرة هي نائمة الآن.... فكرت في أنك قد تحتاج إلى مساعدة. رد فراس مبتسماً وقد نال منه التعب: أشكرك مرة أخرى لا تقلقي أن احتجتُ إلى أية مساعدة فلن أتردد في طلبها منك...
بعد أن ذهبت ريم لكي تنضم إلى بقية الممرضات، ألقى فراس رأسه على حافة الكرسي وبقي يتأمل سقف الغرفة وما هي إلا دقائق حتى كان قد استغرق في نوم عميق...........
.................................................. ...........



للقصة بقية.....

أمير الوافي
05-01-2007, 10:25 PM
مشكووووووووووووووووووووووره

هواجس ليل
05-01-2007, 10:29 PM
متشكرين أوي

فطوم الدلوعه$$$
05-02-2007, 01:26 PM
ويييييييييييييييييييين التكمله
نبيها بسررررررررررررررررررررعه

saif99
05-04-2007, 11:43 PM
مشكوووووووووووووره ونريد المزيد

(وجه المرايا)
06-02-2007, 08:17 PM
تسلم الغالي ولو انها طويله

الليدي اوسكار
06-14-2007, 04:31 PM
أدري انها طويلة لكن شو اعمل هذي رواية والاحداث القادمة ممزوجة بالألم والحزن والفرح أنتوا فقط ترقبوا وفالكم الطيب