تل الورد
06-27-2006, 12:29 AM
من الأخبار التي استوقفتني تحقيق صحفي طالعتنا به صحيفة الوطن الكويتية بتاريخ 18-3-2006 حول منع الحديث الخاص بالهاتف النقال ومنع استخدام الكمبيوتر المحمول (اللابتوب) في الدوام الحكومي والخاص، وعلل ذلك- حسبما جاء في التحقيق- برغبة القطاع الحكومي والقطاع الخاص باستثمار الموظف لوقته و "تحفيزه"، لا أدري ما دخل موضوع التحفيز!!...... المهم أن الخبر يتابع ويذكر المساويء التي تصدر من الموظفين في أماكن عملهم خاصة في استخدام شبكة الإنترنت وبرامج التراسل (الشات) ولعب الجنجفة (ورق اللعب) والألعاب الأخرى، كذلك المدة التي يقضيها الموظفون في الحديث إما بهواتف العمل أو بالهواتف النقالة لفترات طويلة.
أتفق في موضوع الهواتف!! ولكن في موضوع استخدام الكمبيوتر والإنترنت فأنا أريد أن يتوقف أي عاقل عند هذه النقطة التي أضحكتني كما قد أضحكتني الكلمة الواردة في التقرير بخصوص "الحزم الوظيفي"!!
كيف لجهة عمل تريد أن تنتهج طريق أتمتة (ميكنة) العمل والإندماج مع العصر الإلكتروني والإنفتاح التقني أن تحذر من الإقتراب من الكمبيوتر والإنترنت وكأنه قنبلة موقوتة زرعها شخص إرهابي واختفى!! بل هناك مؤسسات حكومية أدخلت الكمبيوتر وخدمة الإنترنت فقط ليبدو منظر الموظفين أو المسئولين منظر الشخص المثقف المطلع والمتعامل بحرفية مع تكنولوجيا المعلومات.. وهو ربما لا يجيد إلا وضع خلفية للكمبيوتر Wallpaper!! فقط ليقال له "اليوم كملت الإكسسوارات..مين قدك بس!"، ثم بغض النظر عن التصرفات التي يسلكها بعض الموظفين والتي لا تحقق فعلا الإستفادة من وقت العمل، فإن جزءا كبيرا من أوقات الموظفين وبشكل روتيني واعتيادي ينصرف نحو تصفح الجرائد والغيبة والنميمة والحسد والوشاية والشائعات بين جموع الموظفين والمسئولين!! وهنا تكثر المشاكل!! لأن "نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل"، لا بد من وجود فراغ ما في العمل وهذا شيء طبيعي خاصة في دولنا العربية وبخاصة الدول التي تغص بالبطالة المقنعة!! فعلى سبيل المثال: هل سنجد أستاذين في اللغة العربية في الوطن العربي عامة يستغلون وقت فراغهم ويتناقشون حول أمور من صميم عملهم وتخصصهم كأسرار السجع والإزدواج في شعر عنترة!! أو قراءة في المذهب الكلامي في شعر الفرزدق!! بالطبع لا!! ستجدهم يتبادلون فيما بينهم النكات أو الكليبات والأغاني والنغمات باستخدام الهواتف النقالة وخاصية البلوتوث!! أو ستجدهم يتكلمون عن الأفلام والمسلسلات أو ستجدهم في إغفاءة هادئة!! أو لن تجدهم إلا في أحد المجمعات التجارية!!.......... إلا من رحم ربي!!
إنه من السهولة جدا أن يتم وضع نظام لمراقبة تصفح الإنترنت وإزالة الألعاب الموجودة في الكمبيوتر وإحلالها بالعديد من البرامج التي تفيد الموظف في عمله وغير عمله وإن اختلفت طبيعة عمله!! بل إن مؤسسات كثيرة جدا تضع في مواقعها على الإنترنت أو الشبكة الخاصة بالمؤسسة بعضا من المواد التدريبية التي لها علاقة بالعمل ويستطيع الموظف الإستفادة منها وقت الفراغ، وتحدث هذه المواد باستمرار!! (تدريب إلكتروني يعني!!). نظرة مثل هذه المؤسسات للأمور هي نظرة مزدوجة وواسعة بينما في البلاد العربية النظرة أحادية وضيقة موجهة للموظف وملخصها: "سلم شغلك بس!! واستلم راتبك كامل!! لا تسأل عن شيء!! ومالك شغل بأحد!! سنكون راضيين عليك!!"، دول تركز على الكمية لا النوعية!! دول يعمل موظفوها كالآلات والروبوتات الخرساء أو كالدجاجة البياضة التي تعشق الروتين!!
وقت الموظف يجب أن يستغله الموظف فيما يفيده!! هذا الشيء راجع له.. يستفيد أو لا يستفيد!! ولكن المسئول الجيد يجب أن يوجه وقت الفراغ لدى الموظفين في خلق الأنشطة و الدورات الداخلية والحث على القراءة وحمل كتاب في الوظيفة... يقرؤه الموظف وقت الفراغ ويفيد طبيعة العمل أو يساهم في التنمية والتطوير الذاتي للموظف!! وياحبذا لو كانت هناك مكتبة في جهة العمل!! بل يجب أن يحث الموظفين على ولوج شبكة الإنترنت إن توافر ذلك و سمح الوقت.. لحداثة المعلومات في هذه الشبكة وغزارتها. لذلك ليس غريبا أن تجد موظفا أو مسئولا لا يستطيع أن يتواصل مع جهة بعيدة أو أن يسجل في موقع علمي أو أي موقع ذو فائدة لأنه ببساطة ليس لديه بريد إلكتروني أو لا يعرف أن يملأ فورمة!! ولا غرابة أيضا أن نجد موظفا لا يعرف كيف يعمل تقريرا مطبوعا بصور جيدة وسوية حسنة ويقدمه لمسئوله!! بل سنجد موظفين لا يعرفون صياغة مراسلاتهم إلا "بسلطان"!! لكن في سرد الأخبار والقيل والقال ستجد تغطية صحفية وإعلامية (لايف) وأعمالا ممتازة!! وفي حل الأسئلة المتقاطعة وكلمة السر ستجد متخصصون واستشاريون!! وفي إطلاق النكات وإزدراء الآخرين وإضفاء الجو الأخوي "المشحون" ستجد مهرجون محترفون ومعتمدون، وفي النفاق الوظيفي والحروب والملاحم "الشللية" ستجد أبطال ومناظلون!!
أتفق في موضوع الهواتف!! ولكن في موضوع استخدام الكمبيوتر والإنترنت فأنا أريد أن يتوقف أي عاقل عند هذه النقطة التي أضحكتني كما قد أضحكتني الكلمة الواردة في التقرير بخصوص "الحزم الوظيفي"!!
كيف لجهة عمل تريد أن تنتهج طريق أتمتة (ميكنة) العمل والإندماج مع العصر الإلكتروني والإنفتاح التقني أن تحذر من الإقتراب من الكمبيوتر والإنترنت وكأنه قنبلة موقوتة زرعها شخص إرهابي واختفى!! بل هناك مؤسسات حكومية أدخلت الكمبيوتر وخدمة الإنترنت فقط ليبدو منظر الموظفين أو المسئولين منظر الشخص المثقف المطلع والمتعامل بحرفية مع تكنولوجيا المعلومات.. وهو ربما لا يجيد إلا وضع خلفية للكمبيوتر Wallpaper!! فقط ليقال له "اليوم كملت الإكسسوارات..مين قدك بس!"، ثم بغض النظر عن التصرفات التي يسلكها بعض الموظفين والتي لا تحقق فعلا الإستفادة من وقت العمل، فإن جزءا كبيرا من أوقات الموظفين وبشكل روتيني واعتيادي ينصرف نحو تصفح الجرائد والغيبة والنميمة والحسد والوشاية والشائعات بين جموع الموظفين والمسئولين!! وهنا تكثر المشاكل!! لأن "نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل"، لا بد من وجود فراغ ما في العمل وهذا شيء طبيعي خاصة في دولنا العربية وبخاصة الدول التي تغص بالبطالة المقنعة!! فعلى سبيل المثال: هل سنجد أستاذين في اللغة العربية في الوطن العربي عامة يستغلون وقت فراغهم ويتناقشون حول أمور من صميم عملهم وتخصصهم كأسرار السجع والإزدواج في شعر عنترة!! أو قراءة في المذهب الكلامي في شعر الفرزدق!! بالطبع لا!! ستجدهم يتبادلون فيما بينهم النكات أو الكليبات والأغاني والنغمات باستخدام الهواتف النقالة وخاصية البلوتوث!! أو ستجدهم يتكلمون عن الأفلام والمسلسلات أو ستجدهم في إغفاءة هادئة!! أو لن تجدهم إلا في أحد المجمعات التجارية!!.......... إلا من رحم ربي!!
إنه من السهولة جدا أن يتم وضع نظام لمراقبة تصفح الإنترنت وإزالة الألعاب الموجودة في الكمبيوتر وإحلالها بالعديد من البرامج التي تفيد الموظف في عمله وغير عمله وإن اختلفت طبيعة عمله!! بل إن مؤسسات كثيرة جدا تضع في مواقعها على الإنترنت أو الشبكة الخاصة بالمؤسسة بعضا من المواد التدريبية التي لها علاقة بالعمل ويستطيع الموظف الإستفادة منها وقت الفراغ، وتحدث هذه المواد باستمرار!! (تدريب إلكتروني يعني!!). نظرة مثل هذه المؤسسات للأمور هي نظرة مزدوجة وواسعة بينما في البلاد العربية النظرة أحادية وضيقة موجهة للموظف وملخصها: "سلم شغلك بس!! واستلم راتبك كامل!! لا تسأل عن شيء!! ومالك شغل بأحد!! سنكون راضيين عليك!!"، دول تركز على الكمية لا النوعية!! دول يعمل موظفوها كالآلات والروبوتات الخرساء أو كالدجاجة البياضة التي تعشق الروتين!!
وقت الموظف يجب أن يستغله الموظف فيما يفيده!! هذا الشيء راجع له.. يستفيد أو لا يستفيد!! ولكن المسئول الجيد يجب أن يوجه وقت الفراغ لدى الموظفين في خلق الأنشطة و الدورات الداخلية والحث على القراءة وحمل كتاب في الوظيفة... يقرؤه الموظف وقت الفراغ ويفيد طبيعة العمل أو يساهم في التنمية والتطوير الذاتي للموظف!! وياحبذا لو كانت هناك مكتبة في جهة العمل!! بل يجب أن يحث الموظفين على ولوج شبكة الإنترنت إن توافر ذلك و سمح الوقت.. لحداثة المعلومات في هذه الشبكة وغزارتها. لذلك ليس غريبا أن تجد موظفا أو مسئولا لا يستطيع أن يتواصل مع جهة بعيدة أو أن يسجل في موقع علمي أو أي موقع ذو فائدة لأنه ببساطة ليس لديه بريد إلكتروني أو لا يعرف أن يملأ فورمة!! ولا غرابة أيضا أن نجد موظفا لا يعرف كيف يعمل تقريرا مطبوعا بصور جيدة وسوية حسنة ويقدمه لمسئوله!! بل سنجد موظفين لا يعرفون صياغة مراسلاتهم إلا "بسلطان"!! لكن في سرد الأخبار والقيل والقال ستجد تغطية صحفية وإعلامية (لايف) وأعمالا ممتازة!! وفي حل الأسئلة المتقاطعة وكلمة السر ستجد متخصصون واستشاريون!! وفي إطلاق النكات وإزدراء الآخرين وإضفاء الجو الأخوي "المشحون" ستجد مهرجون محترفون ومعتمدون، وفي النفاق الوظيفي والحروب والملاحم "الشللية" ستجد أبطال ومناظلون!!